قمة شرم الشيخ ترسخ دور مصر كقلب نابض للعروبة وصوت الحق في وجه التحديات

أكد الدكتور مهندس محمد عبد الغني، عضو اللجنة الاستشارية العليا بنقابة المهندسين، ومقرر لجنة مباشرة الحقوق السياسية بالحوار الوطني، أن استضافة مصر لقمة شرم الشيخ للسلام تشكل محطة تاريخية حاسمة في مسار الأزمة الفلسطينية الراهنة، وتبرهن على الدور المحوري لمصر كقاطرةٍ للسلام العربي، وأكبر من مجرد دور الوساطة التقليدي، فهي قلب العروبة النابض وصاحبة الموقف الثابت من أن الصراع مع العدو صراع وجود لا صراع حدود.
وقال عبد الغني إن مصر، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تبعث برسائل واضحة للعالم أجمع مفادها الرفض القاطع لأي مخططات لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، والمطالبة بوقفٍ فوري وشامل للعدوان على قطاع غزة، وبدء مسار جاد نحو حلٍ عادلٍ وشاملٍ للقضية الفلسطينية، على أساس الحد الأدنى الذي لا يمكن التنازل عنه: دولةٌ فلسطينيةٌ على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشريف، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية وعلى رأسها القرار 242.
وأضاف الدكتور عبد الغني أن القمة لم تكن مجرد تجمعٍ دبلوماسيٍ، بل هي تعبيرٌ صادقٌ عن إرادةٍ مصريةٍ صلبةٍ لإعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة الأجندة الدولية، وإيقاظ الضمير العالمي الذي طالما صمت أمام معاناة شعبنا في غزة، موضحًا أن مصر، التي دائمًا ما كانت الدرع والسيف للأمة العربية، تسعى من خلال هذه القمة إلى ترسيخ مفاهيم العدالة الدولية، مؤكدة أن الأمن والاستقرار الحقيقيين في المنطقة لن يتحققا إلا بتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه كاملةً.
وأكد الدكتور عبد الغني أن الحضور الدولي الكبير والمتنوع في شرم الشيخ يعد اعترافًا دوليًا بمكانة مصر وقدرتها الفريدة على جمع الأطراف وتوحيد الرؤى في أوقات الأزمات الكبرى. وشدد على أن هذه القمة تؤكد للعالم أن القاهرة هي بوصلة الاستقرار في المنطقة، والقادرة على قيادة حوارٍ بناءٍ يكسر جدار الصمت والجمود الدولي، ويقدم حلولًا جذريةً للقضية بدلًا من الاكتفاء بإدارة الأزمات المتتالية.
وتابع الدكتور مهندس محمد عبد الغني قائلًا: "من أرض الكنانة، التي شهدت فصولًا من النضال والتضحية، تطلق مصر دعوةً صارمةً لإنهاء الاحتلال ووقف كافة أشكال العدوان على غزة"، مشيرًا إلى أن مصر تعمل بلا كللٍ على تحويل وقف إطلاق النار إلى عمليةٍ سياسيةٍ شاملةٍ تستند إلى قرارات الشرعية الدولية، وتضمن حق العودة للاجئين، وتنهي الحصار الجائر على غزة، مؤكدًا أن القدس خط أحمر لا يمكن تجاوزه، وهي عاصمة فلسطين الأبدية رغم كل التحديات.
واختتم الدكتور عبد الغني قائلًا: "إن نجاح قمة شرم الشيخ يمثل إعلانًا بانتصار الإرادة المصرية والعربية، وبدايةً لعهدٍ جديدٍ من السلام والعدالة، تنتصر فيه الحقوق على القوة، وتتحقق فيه آمال الشعب الفلسطيني في دولةٍ حرةٍ ذات سيادةٍ. اليوم، تؤكد مصر للعالم أنها كانت وستظل صوت الحق الذي لا يخفت، وحامية الأرض والإنسان العربي، وأكبر من دور الوساطة، فهي من تصنع المعادلة وتكتب التاريخ".