ماكرون في شرم الشيخ.. تحركات فرنسية نشطة لدعم جهود السلام في الشرق الأوسط

في تحرك دبلوماسي يعكس اهتمام باريس المتزايد بأزمات المنطقة، وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مدينة شرم الشيخ للمشاركة في قمة السلام التي تستضيفها مصر، بمشاركة عدد من القادة العرب والدوليين، لبحث سبل وقف التصعيد في الشرق الأوسط، ودعم الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق التهدئة والاستقرار.
وتأتي زيارة ماكرون في وقت بالغ الحساسية، إذ يشهد الإقليم تطورات متسارعة على الساحة الفلسطينية والإسرائيلية، مما يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية كبيرة لاحتواء الموقف ومنع اتساع دائرة الصراع. ومن المقرر أن يجري الرئيس الفرنسي سلسلة من اللقاءات الثنائية مع عدد من الزعماء العرب، في مقدمتهم الرئيس عبد الفتاح السيسي، لبحث الرؤى المشتركة بشأن آليات دعم المسار السياسي.
وأكدت مصادر دبلوماسية أن مشاركة فرنسا تأتي في إطار رغبتها في لعب دور محوري لإعادة إطلاق عملية السلام وفق المرجعيات الدولية، مع التركيز على ضرورة حماية المدنيين وتوفير ممرات إنسانية آمنة في مناطق التوتر. كما أشارت المصادر إلى أن باريس ترى في الدور المصري "ركيزة أساسية" لأي تحرك إقليمي ناجح، نظرًا لثقلها السياسي وعلاقاتها المتوازنة مع جميع الأطراف.
وتعول القاهرة على القمة لتحقيق موقف دولي موحد يدفع باتجاه استئناف الحوار ووقف العمليات العسكرية، في حين تسعى فرنسا لتعزيز حضورها الدبلوماسي بالمنطقة وإثبات قدرتها على الوساطة في الملفات المعقدة.
ويرى مراقبون أن هذه الزيارة قد تفتح الباب أمام مبادرة فرنسية – مصرية مشتركة لإعادة طرح ملف السلام على الساحة الدولية، خصوصًا بعد حالة الجمود السياسي التي شهدتها مفاوضات السنوات الماضية.