بدء نقل الأسرى الفلسطينيين المقرر الإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية وسط ترقب دولي وتفاؤل حذر

بدأت السلطات الإسرائيلية، مساء اليوم، إجراءات نقل الأسرى الفلسطينيين المقرر الإفراج عنهم ضمن المرحلة الجديدة من اتفاق التهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، في خطوة تُعد من أبرز مخرجات المفاوضات التي رعتها عدة أطراف إقليمية ودولية خلال الأسابيع الماضية.
وأفادت مصادر فلسطينية أن عمليات النقل بدأت من عدد من السجون الإسرائيلية تمهيدًا لتسليم الأسرى إلى الجهات الفلسطينية المختصة، وسط إجراءات أمنية مشددة وتغطية إعلامية مكثفة. وتأتي هذه الخطوة بعد أيام من مباحثات ماراثونية قادتها مصر وقطر، في إطار الجهود المبذولة لتثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتخفيف التوتر المتصاعد في الأراضي المحتلة.
من جانبه، رحّب عدد من المسؤولين الفلسطينيين بهذه الخطوة، معتبرين أن الإفراج عن الأسرى يمثل انتصارًا معنويًا جديدًا للشعب الفلسطيني وصمود مقاومته، مؤكدين أن قضية الأسرى ستظل على رأس أولويات القيادة الفلسطينية في أي مسار تفاوضي قادم. كما دعاوا إلى استكمال الإفراج عن باقي الأسرى، خصوصًا النساء والأطفال وكبار السن، الذين يعانون من ظروف احتجاز قاسية داخل السجون الإسرائيلية.
في المقابل، التزمت الحكومة الإسرائيلية الصمت الرسمي بشأن تفاصيل عملية الإفراج، بينما أشار مراقبون إلى أن الخطوة تأتي في إطار صفقة تبادل محدودة تهدف إلى تهيئة الأجواء لاستئناف التفاهمات الأمنية والإنسانية بين الطرفين. وتوقّع محللون أن تسهم هذه العملية في خفض حدة التوتر الميداني مؤقتًا، لكنها لن تكون كافية لإغلاق ملف الأسرى الذي يمثل أحد أكثر القضايا حساسية في الصراع الممتد منذ عقود.
وتتابع القاهرة والدوحة عن كثب تنفيذ الاتفاق، مع التأكيد على ضرورة الالتزام الكامل ببنوده، بما في ذلك ضمان سلامة المفرج عنهم ومنع أي خروقات ميدانية قد تعيد التصعيد إلى الواجهة من جديد. وتؤكد الأوساط السياسية أن نجاح هذه المرحلة سيكون اختبارًا حقيقيًا لجدية الأطراف في المضي نحو تهدئة طويلة الأمد تفتح الباب أمام حلول سياسية أكثر شمولًا.