اتفاق الهدنة في غزة يدفع الذهب للتراجع عالميًا ومحليًا.. والجرام يخسر نحو 85 جنيهًا

شهدت أسعار الذهب في الأسواق المحلية والعالمية تراجعًا كبيرا خلال تعاملات اليوم الخميس، عقب الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، ما أدى إلى حالة من الهدوء النسبي في الأسواق بعد موجة من التوترات الجيوسياسية التي غذّت الطلب على المعدن النفيس.
وسجل الجرام انخفاضًا بنحو 85 جنيهًا على مستوى الأعيرة المختلفة، ليصل إجمالي التراجع خلال تعاملات اليوم إلى نحو 135 جنيهًا.
وبلغ سعر عيار 24 نحو 6066 جنيهًا للشراء، و6034 جنيهًا للبيع، بينما استقر عيار 21 الأكثر تداولًا عند 5310 جنيهات للشراء و5280 جنيهًا للبيع، في حين وصل عيار 18 إلى 4551 جنيهًا للشراء و4525 جنيهًا للبيع.
أما الجنيه الذهب فسجل نحو 42.28 ألف جنيه للشراء و42.24 ألفًا للبيع، بينما بلغ سعر الأوقية 3958 دولارًا للشراء.
عوامل هبوط الذهب: الهدنة وتراجع المخاوف
وقال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، إن أسعار الذهب كانت قد قفزت في تعاملات أمس بنحو 120 جنيهًا، مدعومة بارتفاع الأوقية إلى مستوى تاريخي بلغ 4060 دولارًا، لكنها تراجعت اليوم بعد أن هدأت المخاوف الجيوسياسية نسبيًا.
وأوضح أن المستثمرين أعادوا تقييم مراكزهم بعد إعلان الهدنة في غزة، ما أدى إلى عمليات جني أرباح محدودة.
توقعات الفائدة الأمريكية تدعم المعدن الأصفر
ورغم التراجع اللحظي، ما تزال توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية تمثل دعمًا رئيسيًا للذهب كملاذ آمن؛ فبحسب أداة CME FedWatch، تسعّر الأسواق احتمالًا بنسبة 93% لخفض الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في أكتوبر، و79% لاحتمال خفض آخر في ديسمبر، ما يعكس توجهًا نحو سياسة نقدية أكثر تيسيرًا.
الطلب العالمي يواصل الارتفاع
أوضح مجلس الذهب العالمي أن صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب سجلت تدفقات بقيمة 64 مليار دولار منذ بداية العام، وهو أعلى مستوى في ثلاث سنوات، كما أضافت البنوك المركزية العالمية نحو 15 طنًا جديدة من الذهب إلى احتياطياتها في أغسطس، بقيادة البنك الوطني الكازاخي.
ووفقًا لتقرير «آي صاغة»، ارتفع الذهب منذ بداية العام بنسبة 54%، مدفوعًا بعمليات شراء مكثفة من البنوك المركزية وتزايد الطلب الاستثماري وضعف الدولار الأمريكي.
نظرة مستقبلية إيجابية رغم التراجع
يتوقع المحللون أن يتحرك الذهب عالميًا في نطاق يتراوح بين 3980 و4100 دولار للأوقية على المدى القصير، مع بقاء النظرة الإيجابية للمعدن على المدى المتوسط والطويل.
ويرى بنك «جولدمان ساكس» أن الأسعار قد تصل إلى 4900 دولار للأوقية بنهاية 2026، مدفوعة بتراجع الثقة في السندات واستمرار التوترات الجيوسياسية.
وأكدت منصة «آي صاغة» في ختام تقريرها أن أي تراجع مؤقت في أسعار الذهب لا يُعد سوى استراحة قصيرة ضمن مسار صعود ممتد، في ظل استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي والسياسي عالميًا.