كيف تستقبل الشتاء بذهن متفائل وتتغلب على ”كآبة الشتاء”؟
مع انخفاض درجات الحرارة وقصر ساعات النهار، يلاحظ العديد منا تراجعًا في الحالة المزاجية ومستويات الطاقة والرغبة في القيام بالأنشطة المعتادة يُطلق على هذه الظاهرة اسم "كآبة الشتاء"، وهو تعبير شائع لوصف التغيرات المزاجية التي قد يمر بها أي شخص ولكن بالنسبة لملايين الأفراد، قد تتطور هذه التغيرات إلى حالة أكثر حدة تُعرف باسم الاضطراب العاطفي الموسمي (Seasonal Affective Disorder - SAD) هذا النوع من الاكتئاب يشمل مشاعر الحزن المستمرة، واضطرابات في النوم، وفقدان الاهتمام بالهوايات المفضلة، وقد يصاحبه زيادة في الوزن.
إذا كنت تشعر بالصعوبة في التأقلم مع هذا الوقت من العام، فإن تبني نظرة إيجابية واستغلال مميزات فصل الشتاء يمكن أن يحدث فارقًا جوهريًا في صحتك النفسية وسلامك العام سواء كان جدولك مزدحمًا أو كنت تفضل قضاء وقت هادئ في المنزل، إليك خمس استراتيجيات فعّالة لاستقبال الشتاء بروح إيجابية وتحسين حالتك النفسية، وهذه الاستراتيجيات تعتمد على تعزيز الاتصال بالطبيعة، وخلق بيئة داعمة، والحفاظ على النشاط البدني والعقلي، والاهتمام بالتغذية والتواصل الاجتماعي.
1. التعرض للضوء الطبيعي وقضاء وقت في الهواء الطلق
قد يكون البقاء في المنزل تحت الأغطية أمرًا مغريًا مع انخفاض الحرارة، لكن قضاء دقائق قليلة في الهواء الطلق للاستمتاع بهواء الشتاء النقي يمكن أن يكون له تأثير إيجابي ملموس على المزاج والصحة النفسية يُعتبر نقص ضوء النهار أحد أبرز العوامل التي تساهم في الاضطراب العاطفي الموسمي. لذا، من المهم الحرص على التعرض للضوء الطبيعي قدر الإمكان، حتى في الأيام الملبدة بالغيوم هذا يساعد على تنظيم الساعة البيولوجية للجسم، والتي تلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على صحة نفسية جيدة.
إضافة إلى ذلك، يميل مستوى النشاط البدني إلى الانخفاض بشكل كبير خلال أشهر الشتاء إذا سمحت الأحوال الجوية، ارتدِ ملابس دافئة وقم بنزهة قصيرة في محيطك لتنال حصتك الضرورية من الحركة واستنشاق الهواء النقي يمكن أيضًا التخطيط لأنشطة شتوية ممتعة مثل التزحلق على الجليد أو بناء رجل الثلج، فهذه الأنشطة توفر فرصة لقضاء وقت ممتع مع الأحباء وتحسن الحالة المزاجية وتعزز صفاء الذهن.
2. تهيئة بيئة منزلية دافئة وإيجابية
نظرًا لأننا نقضي معظم أوقاتنا داخل المنزل خلال فصل الشتاء، فمن الضروري أن تكون بيئتك الداخلية دافئة، مُريحة، ومحفزة للإيجابية اجعل من منزلك مكانًا تستمتع فيه بقضاء الوقت. تأكد من أن المكان نظيف مُرتب، ويوفر الراحة لك ولعائلتك إن إحاطة النفس بالإضاءة الدافئة، واستخدام البطانيات الناعمة، ووضع النباتات المنزلية، والصور التي تحمل ذكريات عزيزة، والشموع المعطرة، وبعض المقتنيات المفضلة، كل هذا سيساعدك على تقبّل قضاء المزيد من الوقت داخل المنزل خلال الشتاء بكل سهولة وراحة.
3. الحفاظ على الإنتاجية والنشاط
إذا كانت الظروف الجوية تحد من نشاطاتك الخارجية، استغل الوقت الذي تقضيه في المنزل بأقصى شكل ممكن يشمل ذلك ممارسة التمارين الرياضية الداخلية أو اليوجا في المنزل، أو الذهاب إلى نادٍ رياضي لممارسة السباحة أو تخصيص وقت للياقة البدنية يُعد اليقظة الذهنية والتأمل طريقة ممتازة أخرى لمكافحة أعراض الاكتئاب الموسمي أنشطة بسيطة مثل تمارين التنفس، أو تدوين المذكرات، أو استخدام تطبيقات التأمل الموجّه، يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا إذا كنت تشعر بالقلق أو العزلة.
كما يجب تخصيص وقت للمشاركة في هواياتك المفضلة وتجربة أشياء جديدة القراءة، وألعاب الألغاز، والطهي، أو حتى البستنة الداخلية، والأعمال اليدوية، والكتابة، والعزف على الموسيقى أو الاستماع إليها، كلها طرق فعالة لإضافة البهجة إلى يومك والحفاظ على نشاط عقلك خلال هذا الفصل.
4. التركيز على التغذية الصحية المتوازنة
يميل الكثير منا إلى تناول الأطعمة المريحة وغير الصحية خلال فصل الشتاء، سواء كان ذلك بسبب احتفالات الأعياد أو الرغبة في الدفء على الرغم من أنه لا بأس بالاستمتاع بهذه الأطعمة بين الحين والآخر، إلا أنه من الضروري لصحتك العامة وسلامتك النفسية أن تحافظ على تغذية جسمك بنظام غذائي متوازن.
يُعد دمج الفواكه والخضروات الموسمية في وجباتك، مثل الحمضيات والقرع والخضروات الجذرية والتفاح، طريقة ممتعة وسهلة لتناول طعام صحي ويُنصح بتضمين الأطعمة الغنية بأحماض أوميغا 3 مثل السلمون والجوز، حيث تساهم في تحسين وظائف المخ والصحة النفسية من الأهمية بمكان أيضًا الاهتمام بترطيب الجسم طوال اليوم إذ يجب على معظم البالغين شرب كمية كافية من الماء يوميًا للحفاظ على وظائف الجسم والعقل بكفاءة إذا كنت تجد صعوبة في شرب ما يكفي من الماء، حاول وضع زجاجة ماء قابلة لإعادة الاستخدام في متناول اليد، وتحديد أهداف يومية، أو إضافة فواكه طازجة أو نكهات خالية من السعرات الحرارية.
5. تقوية الروابط الاجتماعية والتواصل مع الأحباء
قد يشعر الكثيرون بالعزلة خلال أشهر الشتاء الباردة، ولذلك من المهم جدًا الحفاظ على التواصل الفعال مع العائلة والأصدقاء سواء كان هذا التواصل وجهًا لوجه، عبر مكالمة هاتفية، أو من خلال اللقاءات الافتراضية، فإن قضاء الوقت معًا يساعد على التغلب على مشاعر الوحدة وتخفيف التوتر، وكلاهما يسهم في تفاقم الاكتئاب الموسمي لا تحتاج هذه اللقاءات إلى أن تكون رسمية أو مُكلفة فأمور بسيطة مثل الاجتماع لتناول فنجان قهوة، أو قضاء أمسية ترفيهية خفيفة، أو مشاهدة فيلم في المنزل، هي طرق ممتعة ومُرضية للحفاظ على قوة ومتانة الروابط الاجتماعية.


.jpg)

.png)


.jpg)


.jpg)
.jpg)
