النهار
الخميس 9 أكتوبر 2025 03:45 صـ 16 ربيع آخر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
الأحد المقبل.. يوم تضامني في نقابة الصحفيين بعنوان ”الإعلام كسلاح في مواجهة الإبادة” السبت.. نبيل فهمي ضيف صالون ماسبيرو الثقافي نقيب الإعلاميين يهنئ الرئيس السيسي والمصريين بتأهل المنتخب الوطني لمونديال كأس العالم تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.. ماذا نص؟ غزة تتنفس الصعداء.. إسرائيل وحماس تتفقان على وقف إطلاق النار نتنياهو وسياسة الخداع الإعلامي.. كيف فضحت مصر أكاذيب رجل الحرب ؟ تحالف الدم والنار.. ماذا قدم ترامب وبايدن لإسرائيل خلال عدوانها على غزة مصطفى قمر بعد تأهل منتخب مصر لكأس العالم: رفعتوا راسنا مستنيين بقى تشرفونا إصابة رئيس مباحث شبين القناطر في تبادل إطلاق نار أثناء مداهمة عنصر شديد الخطورة بالقليوبية في استجابة سريعة لشكاوى المواطنين.. العبور تطلق حملة شاملة لتطعيم الكلاب الضالة العبور تواصل التطوير.. رفع كفاءة محطة المياه الرئيسية والرافع الأوسط والمأخذ ننشر أسماء 15 مصابا في إنقلاب ميكروباص بطريق الحادثة القناطر الخيرية

أهم الأخبار

تحالف الدم والنار.. ماذا قدم ترامب وبايدن لإسرائيل خلال عدوانها على غزة

الرئيس الأمريكي ترامب والأسبق بايدن
الرئيس الأمريكي ترامب والأسبق بايدن

منذ نكبة عام ألف وتسعمئة وثمانية وأربعين والتي تبعها إعلان قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي، شكلت الولايات المتحدة الأمريكية الركيزة الأساسية لبقاء هذا الكيان في منطقة الشرق الأوسط، بل، ودعمه سياسيا واقتصاديا وعسكريا.

لكن هذا الدعم اللامحدود حمل في طياته انعكاسات سلبية خطيرة، ليست على القضية الفلسطينية وحدها، بل على منطقة الشرق الأوسط بأكملها، إذ حرصت الإدارات الأمريكية المتعاقبة على ضمان تفوق إسرائيل على جميع الأصعدة، باعتبارها "حليفا موثوقا" و "ولاية أمريكية متقدمة" لها في الشرق الأوسط.

إمداد إسرائيل بترسانة عسكرية ضخمة

أحد أبرز محطات هذا الدعم ظهر منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أكتوبر ٢٠٢٣ ، حيث قدم الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن – "دعما لإسرائيل لم تكن تحلم به يوما" -، فأرسل لها منظومات صواريخ باترويت وثاد، كما أرسل لها قنابل عنقودية وقذائف يورانيوم منضب، وعمل أيضا على تسريع وتيرة عملية تسليم باقي طائرات "إف-35"، بجانب نشر دائم لحاملات الطائرات والغواصات النووية في البحرين المتوسط والأحمر بهدف تقديم الدعم لتل أبيب.

أما دونالد ترامب -"أفضل صديق لإسرائيل كما يقول نتنياهو"-، فقد كثف الجسور الجوية والبحرية العسكرية إلى تل أبيب، وأمد دولة الاحتلال بأسلحة نوعية ودفاعية وقنابل بعيدة المدى وخلف مدى الرؤية، أكسبتها تفوقا نوعيا في حرب غزة وخلال الحرب مع إيران، وقد بلغ حجم المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل منذ السابع من أكتوبر 2023، 60 ألف طن من المساعدات.

دعم سياسي وضوء أخضر لاستمرار الصراع

ولم تكتف الولايات المتحدة بتقديم الأسلحة والذخائر لإسرائيل فحسب خلال العدوان على غزة، بل أعاقت أي تحرك دولي لوقف إطلاق النار في بدايات الحرب، حيث استخدمت إدارة بايدن "الفيتو" أكثر من 10 مرات لإجهاض أي قرار دولي يدين الانتهاكات الإسرائيلية في قطاع غزة بصورة خاصة أو ضد الفلسطينيين بصورة عامة، وهو ما ساهم في إطالة أمد المعاناة الإنسانية للفلسطينيين.

وجاء من بعده ترامب وإدارته، حيث كان الفيتو الأمريكي حاضرا بصورة دائمة في أي قرار يصدر أو يدعو لوقف الحرب في غزة، بل إن ترامب ذهب مع إداراته بالتهديد أن أي اعتراف دولي بفلسطين سيعمل على تأجيج الأوضاع في غزة وإطالة أمد الحرب، ما أثار موجة استياء عارمة في المنطقة والعالم، ورسخ القناعة أن الولايات المتحدة شريك أساسي في إطالة أمد الصراع.

استخدام الإعلام لتبرير جرائم إسرائيل

بجانب الدعم السياسي والعسكري، كان الدعم الإعلامي حاضرا بقوة خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، حيث بررت وسائل الإعلام الأمريكية في عهد إدارة بايدن الحرب التي تمارسها إسرائيل في القطاع كونها "دفاع عن النفس"، وأن الخلاص يكمل في القضاء على الفصائل الفلسطينية مهما كلف ذلك من تضحيات.

الرئيس ترامب بدوره برر استمرار الحرب حتى يتم تحقيق أهدافها في القضاء على حركة حماس وبنيتها التحتية بالإضافة إلى الإفراج عن المحتجزين، غير مكترث بأكثر من مائتي ألف شهيد ومصاب ومفقود نتيجة آلة الحرب الإسرائيلية.

دعم ثابت واختلاف في الأسلوب

ورغم أن الإدارتين اتفقتا على الثوابت تجاه دولة الاحتلال، إلا أن الاختلاف يكمن في الأسلوب، حيث تبنى بايدن خطابا أكثر دبلوماسية عن ترامب لكن دون تغيير جوهر الدعم، حيث حاول الحفاظ على "مظهر الوسيط" أمام العالم ، لكن ، أفعاله عكست استمرار الانحياز المطلق لإسرائيل، وهو ما ظهر خلال زيارته لتل أبيب بعد أيام من أحداث السابع من أكتوبر وأعلن تقديم كافة أشكال الدعم لإسرائيل.

أما ترامب، فقد تبنى خلال ولاياته الأولى والثانية سياسة المواجهة والانحياز العلني لإسرائيل، ولعل نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، واعترافه بالسيطرة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل، وطرح ما يسمى بـ "صفقة القرن" التي تجاهلت الحقوق الفلسطينية خير دليل على ذلك.

العلاقات الأمريكية الإسرائيلية لم تكن مجرد تحالف، بل هي شراكة انعكست سلبا على فرص السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.

ومهما اختلفت الإدارات بين بايدن وترامب، فإن الثابت الوحيد هو انحياز واشنطن لتل أبيب على حساب الحقوق الفلسطينية والعربية، وهو ما يجعل المنطقة تدور في حلقة مفرغة من الصراعات التي لا تنتهي.