الهند بين المطرقة الامريكية والانحياز لمصالحها مع روسيا والصين
عندما قام الرئيس الامريكي ترامب بأصدار رسوما جمركية بقيمة 50% علي البضائع الهندية اوجد للهند مبررا قويا للأصطفاف جنبا الي جنب مع روسيا والصين وهو ما حدث تماما في اجتماعات قمة شنغهاي بالصين وتعلل ترامب بسبب مشتريات الهند للنفط الروسي ولما يتأخر الرد الهندي الذي تحدث عن ان المصدرين الهنود فقط خلال العام الماضي صدروا ما قيمته 87 مليار دولار الي امريكا .
يقول اللواء دكتور طارق عمار خبير العلاقات الدولية والامن الاقليمي ان النتيجة الاهم في قمة شنغهاي هو التقارب غير المسبوق بين الهند والصين وروسيا والصورة الثلاثية للزعماء الثلاث وهو يتشابكون الايدي وهي الصورة التي اثارت حفيظة ترامب وزعماء الغرب ونجح بوتين نجاحا منقظع النظير في ضرب عصفورين بحجر واحد الاول هو استمالة الهند باغداق العطايا المتمثلة في النفظ رخيص الثمن نسبيا عن السوق العالمي نسبة خصم تصل الي 25% وتقوم الهند بسد احتياجاتها الصناعية وتعيد تكريره وتصديره والمفارقة الغريبة ان الهند تعيد تصدير النفط المكرر الروسي والغاز المسال الي اوكرانيا نفسها بأسعار تكاد تقترب من ضعف السعر التي كانت تصدره لها روسيا مباشرة .
واضاف الدكتور عمار ان روسيا نجحت في اعادة اطلاق الدفء مجددا في العلاقات بين الصين والهند بعد سنوات من الجفاء بين البلدين المتخاصمين علي الرغم من انهما عضوان في عددا من التجمعات الدولية والاقليمية مثل البريكس فزيارة وزير خارجية الصين للهند وزيارة رئيس وزراء الهند لبكين والتي لم تحدث منذ 7 سنوات وهو ما يؤكد فرضية ان روسيا قد حققت التقاربامنشود بين الهند والصين وانهاء حالة العداء بينهما وبذلك نجحت الهند بطريقة براجماتية في الحصول علي ميزات روسية وتقاربا اقتصاديا وتقنيا مع الصين وتلويح نيودلهي لترامب بانها مع المعسكر الشرقي هدفه في الاساس هو التفاوض والضغط علي امريكا للحصول علي افضل نتيجة في التعريفات الجمركية وصفقات اسلحة متطورة من امريكا وهي طريقة ناجحة في العلاقات الدولية وهي الانحياز لمصالح الهند الوطنية في السير علي خيط رفيع بين التقارب مع روسيا والصين من ناحية والتعامل مع امريكا والاتحاد الاوربي من ناحية اخري لما لا وهي الدولة الاكبر سكانا في العالم اجمع .
واشار الدكتور عمار ان نيودلهي تلعب لعبة دبلوماسية شديدة الذكاء اذ تريد تكرار سيناريو مسار الصين اي الحصول علي كل التقنيات الامريكية والغربية في مقابل ابداء ولاء سياسي مؤقت وهنا حسم الامور متروكة لترامب فلو استبدل العصا بالجزرة فلن تتردد الهند في العودة الي الحضن الامريكي مجددا خاصة وان الخلافات مع بكين لن تختف في يوم وليلة بل ستحتاج الي مزيدا من الوقت ومزيدا من الجهد خاصة من جانب الرئيس بوتين لجمع الزعماء الثلاث مرة اخري وربما في نوفمبر القادم في نيودلهي .