تورط رئيسين أمريكيين وملياردير عالمي.. علاقة ترامب بجيفري إبستين
أثارت لجنة الرقابة والإصلاح الحكومي في مجلس النواب الأمريكي موجة من الجدل بعد نشرها 19 صورة من أرشيف المجرم المدان جيفري إبستين، تكشف عن شبكة علاقاته الواسعة بشخصيات نافذة، من بينهم الرئيس دونالد ترامب والرئيس الأسبق بيل كلينتون، وذلك ضمن نحو 95 ألف صورة تسلمتها اللجنة من تركة الشخص المثير للجدل الذي توفي في زنزانته عام 2019، وأوضح النائب الديمقراطي روبرت جارسيا، عضو اللجنة البارز من كاليفورنيا، أن هذه الصور تطرح تساؤلات جديدة حول طبيعة علاقات إبستين بأصحاب النفوذ، مطالبًا بإنهاء ما وصفه بـ«التستر من البيت الأبيض وتحقيق العدالة لضحايا إبستين وأصدقائه الأقوياء»، حسبما نقلت صحيفة «ذا جارديان».
تضمنت الصور التي نشرتها اللجنة، وفق ما ذكرته «ذا هيل»، لقطات متعددة لترامب، من بينها صورة بالأبيض والأسود تجمعه بست نساء تم إخفاء وجوههن بمربعات سوداء، وأخرى تظهره مع إبستين في أثناء محادثتهما مع امرأة شقراء، إضافة إلى صورة ثالثة التُقطت على متن طائرة، وكشفت التقارير الصحفية أن ترامب وإبستين كانا صديقين مقربين لمدة 15 عامًا، إذ كان ترامب يصفه بأنه رجل رائع، لكنه أكد لاحقًا أنه قطع علاقته به بسبب محاولة إبستين استقطاب موظفين من منتجع مار-أ-لاجو الخاص به في فلوريدا.
ونفى ترامب بشكل متكرر أي ارتباط بجرائم إبستين، واصفًا التحقيقات بـ«خدعة ديمقراطية» و«مطاردة ساحرات» تستهدفه سياسيًا، حسبما أوردته «بوليتيكو»، ومن جهة أخرى، أظهرت إحدى الصور كلينتون في لقطة موقعة منه شخصيًا، يظهر فيها مبتسمًا إلى جانب إبستين وشريكته جيلين ماكسويل التي تقضي حاليًا عقوبة بالسجن لمدة 20 عامًا بتهمة استقطاب فتيات قاصرات لإبستين وشركائه.
ورغم توثيق رحلات كلينتون المتعددة على متن الطائرة الخاصة لإبستين بعد انتهاء فترة رئاسته، إلا أنه نفى معرفته بجرائمه وأكد أنه قطع علاقته به قبل اعتقاله، واستدعت اللجنة كلينتون للإدلاء بشهادته، لكن لم يُحدد موعد بعد، فيما أمر ترامب وزيرة العدل بام بوندي بالتحقيق مع الديمقراطيين المرتبطين بإبستين، وامتدت الصور لتشمل شخصيات بارزة من عوالم السياسة والأعمال والفن، إذ ظهر ستيف بانون، المستشار السابق لترامب، في ثلاث صور منفصلة، اثنتان منها مع إبستين وواحدة مع المخرج وودي ألين.
كما ظهر مؤسس مايكروسوفت بيل جيتس مبتسمًا إلى جانب الأمير أندرو السابق الذي جُرد من ألقابه الملكية في أكتوبر الماضي بسبب علاقته بإبستين، وفق ما أفادت «ذا جارديان»، وتضمنت الصور أيضًا رجل الأعمال البريطاني ريتشارد برانسون، مؤسس مجموعة فيرجن، ووزير الخزانة الأسبق لاري سامرز الذي أقام علاقة مع إبستين خلال رئاسته لجامعة هارفارد وواجه عواقب بسبب ذلك، بما في ذلك حظره من الجمعية الاقتصادية الأمريكية.
وفي بيان صدر في نوفمبر، اعترف سامرز بمسؤوليته عن قراره الخاطئ بمواصلة التواصل مع إبستين، حسبما ذكرت «بوليتيكو»، ويتعين على وزارة العدل الأمريكية الكشف عن جميع ملفاتها المتعلقة بإبستين بحلول 19 ديسمبر الجاري، وفقًا لتشريع أقره مجلسا النواب والشيوخ الشهر الماضي بعد معركة طويلة، ومن المتوقع أن تشمل الوثائق مئات الآلاف من الصفحات التي قد تلقي مزيدًا من الضوء على شبكة إبستين، كما أصدر قاضٍ فيدرالي حكمًا يسمح للوزارة بالكشف عن مواد تحقيقية من قضية الاتجار بالجنس ضد ماكسويل.
من جهتهم، هاجم الجمهوريون في اللجنة نظراءهم الديمقراطيين، متهمين إياهم بـ«انتقاء الصور بعناية وإجراء تعديلات موجهة لخلق رواية كاذبة عن الرئيس ترامب»، مؤكدين أن الوثائق لا تُظهر أي إساءة من جانبه، بينما أكد زعيم الأقلية الديمقراطية في المجلس حكيم جيفريز أن الديمقراطيين سيواصلون محاسبة الإدارة الحالية، مطالبًا وزارة العدل بالامتثال للقانون، وأعلن جارسيا أن فريقه لم يراجع سوى جزء صغير من المواد، وأن إجراء التعديلات المناسبة لحماية هويات الضحايا سيستغرق أيامًا وأسابيع، مشيرًا إلى أن الصور المتبقية تشمل آلاف الصور للنساء وممتلكات إبستين في نيويورك وفلوريدا وجزيرته الخاصة في الكاريبي التي أُطلق عليها محليًا «جزيرة الاعتداء على الأطفال»، والتي توصلت تركته بشأنها إلى تسوية بقيمة 100 مليون دولار مع المدعي العام لجزر العذراء الأمريكية عام 2022.


.jpg)

.png)



.jpg)



