النهار
الأربعاء 29 أكتوبر 2025 05:13 مـ 7 جمادى أول 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
محافظ الدقهلية يتابع ميدانيًا انتظام العمل بمحطات السرفيس بشارع جيهان والمستشفى العام بالمنصورة برئاسة وزير سابق.. تشكيل اللجنة العليا للمسؤولية الطبية وإصدار النظام الأساسي لصندوق التأمين ضد الأخطاء الطبية مصر للمعلوماتية وبصيرة ينظمان ورشة عمل للتعريف بأفضل الممارسات الاكاديمية لتعليم الطلاب المكفوفين اتحاد الغرف السياحية المصرية: المتحف الكبير سيضاعف أعداد السياحة الوافدة لمصر محافظ ‏الإسكندرية: افتتاح المتحف المصري الكبير رسالة سلام وحضارة من أرض الكنانة لشعوب العالم المحكمة الاقتصادية تحيل البلوجر علياء قمرون للمحكمة المختصة لعدم الاختصاص ضبط ٣٠٠ محضر تمويني خلال حملة بالدقهلية مجاهد نصار: المبادرة تجسيد حقيقي لتمكين المواطنين في الريف محافظ كفرالشيخ يترأس المجلس التنفيذي لمناقشة عدد من القرارات والموضوعات الخدمية والتنموية إنهيار منزل مكون من طابقين بأسيوط رئيس جامعة عين شمس يشارك الطلاب ذوي الإعاقة السمعية فعاليات مبادرة ”تمكين” ميرال الهريدي: إرادة دولية صادقة شرط نجاح مخرجات شرم الشيخ

عربي ودولي

كيف أصبحت إفريقيا فرصة للتواجد الإيراني بعد حرب الاثنى عشر يوما؟

علم إيران
علم إيران

في 13 يونيو الماضي، شنت إسرائيل هجومًا واسعًا حمل اسم الأسد الصاعد، استهدف القدرات النووية والصاروخية الإيرانية. هذا التصعيد العسكرى، مضافًا إلى الحرب على غزة، أعاد رسم موازين القوى فى الشرق الأوسط، وفتح الباب أمام تحالفات استراتيجية جديدة.

بالنسبة إلى إيران، شكلت إفريقيا ساحة بديلة وفرصة لتعزيز النفوذ، بحسب تحليل قدمته الدكتورة شيماء المرسي، الخبيرة في الشأن الإيراني، خصوصًا أن حرب غزة تُقرأ فى الخطاب الشعبى الإفريقى باعتبارها معركة تحررية ضد استعمار جديد، وهو ما قوض مكانة إسرائيل فى القارة. المثال الأبرز تجسد فى دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية عام 2023 بتهمة الإبادة الجماعية، ورفضها للضغوط الأمريكية آنذاك، وهذا رسّخ صورة إيجابية لإيران بوصفها طرفًا فى جبهة مقاومة للهيمنة الغربية.

إعادة ضبط العلاقات الإفريقية–الإيرانية

التطورات بحسب «المرسي» عززت من قدرة طهران على تجاوز حدود حضورها التقليدى فى إفريقيا، وإبراز نفسها كقوة إقليمية ذات ثقل عسكرى واستراتيجى، قادرة على خوض مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة وإسرائيل. وتعتبر إيران أن العقبات أمام إعادة ضبط العلاقات الإفريقية–الإيرانية لم تعد جدية، إذ أثبتت الحرب الأخيرة أن إسرائيل بدون دعم واشنطن لم تعد قوة لا تُقهر كما كان يُنظر إليها فى السابق، وهو ما يفتح المجال أمام إيران لتوظيف هذا التحول لصالحها.

وذكرته أنه مع انتشار الجماعات الشيعية بأعداد كبيرة فى الدول الإفريقية، سواء فى نيجيريا، التى تضم وحدها ما يقارب خمسة ملايين شيعى، إضافة إلى وجود واضح فى السنغال، وسيراليون، وغانا، وليبيريا، وساحل العاج، ومالى، وغينيا بيساو، غينيا كوناكرى، وكذلك فى شرق القارة كينيا وتنزانيا وجنوبها جنوب إفريقيا. فهذا الامتداد الشيعى يشكل رافعة طبيعية للنفوذ الإيرانى، خصوصًا أن هذه المجتمعات تضم شرائح مؤثرة من أصول عربية ولبنانية، ما يمنحها دورًا سياسيًا واقتصاديًا فى محيطها.

استثمار الساحة الإفريقية

ونوهت إلى أنه لا شك أن هذا الزخم المذهبى زاد من أهمية الحضور الإيرانى فى إفريقيا، لا سيما بعد التغيرات السياسية التى شهدها العالم العربى، وانعكاساتها على ما يُعرف بـ «محور المقاومة».

وذكرت أن نجاح إيران فى استثمار الساحة الإفريقية لن يكون مجرد توسع جغرافى، بل جزء من إعادة صياغة دورها كقوة إقليمية ذات أذرع عابرة للقارات، خاصة إذا نجحت فى تحويل القارة السمراء إلى مجال استراتيجى يحقق لها ثلاثة أهداف فى آن واحد: كسر العزلة الدولية، وتعزيز أوراقها التفاوضية مع الغرب، وخلق بديل اقتصادى وسياسى يعوض خسائرها فى الشرق الأوسط.

ونوهت إلى أنه كما أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تمثل ساحة أخرى تحاول إيران استثمارها عبر كسب دعم الدول الإفريقية لحقها فى الاستخدام السلمى للطاقة النووية. فالتصويت الإفريقى هنا ليس رمزيًا فحسب، بل يخلق شبكة أمان دبلوماسية تخفف من الضغوط الغربية، وتمنح إيران شرعية إضافية فى الدفاع عن برنامجها النووى.ومن ثم فإن حضور إيران فى إفريقيا لا يُقرأ فقط فى بعده الاقتصادى أو الأمنى، بل فى كونه رصيدًا سياسيًا ودبلوماسيًا يسمح لها بالالتفاف على محاولات عزلها، وإظهار نفسها كقوة دولية تحظى بدعم واسع من العالم الجنوبى.