قهرت التقزم وفقدان البصر..”ليلى” تحفظ أطفال القرية القرآن مجانا.. وحلمها لقاء الشيخ الطيب

بقلب مطمأن و ابتسامة راضية جالسة على الأرض وتارة أخرى تحبو كالصغار، ولدت فى عالم الظلام وحباها الله بنور البصيرة، عيناها الكفيفتان كانتا شعاعًا للأمل وطريقا عابرًا من المحنة إلى المنحة الإلهية.
ليلى حكاية تحد وقهر للتقزم وفقدان البصر
فى منزل ريفى بسيط أرجاءه تملائها تلاوات القرآن الكريم، بقلب راض تجلس فتاة عشرينية كفيفة مصابة بالتقزم، تحفظ أطفال قريتها كتاب الله مجاناً، ولكن هذه ليست العبرة فهناك قصة كفاح وحكاية تكمن وراء المسيرة التعليمية لبطلة التحدى ابنة الأمل وحفيدة الصبر.
أمى وأبى مرآة عينى
فى يدها المصحف الشريف تحملها والدتها وأحياناً تحبو كالرضع الصغار لتصعد درجات سلم منزلها على يديها وركبتيها، ولوهلة تعتقد أنها طفلة ولكنها تبلغ من العمر 28 عاماً، لتبدأ "ليلى صبرى خضر" ابنة مركز إيتاى البارود، بمحافظة البحيرة، تروى رحلتها مع التحدى لجريدة "النهار" قائلة: ولدت كفيفة وأعانى من التقزم وأعتبر أمى وأبى هما مرآة عينى وقدمى التى أسير بها فى دروب الحياة.
وبكلمات من الحمد والرضا استكملت "ليلى" حديثها عن رحلتها التعليمية وعدم فقدانها للأمل قائلة: صممت أن التحق بالمدرسة وتحديدا الأزهر الشريف، فكان أبى يحملنى إلى المعهد يومياً وأمى أيضاً حتى وصلت للمرحلة الجامعية والتحقت بكلية الدراسات الإسلامية بدمنهور ومن ثم قمت بعمل دبلومة تربوى وحققت هدفى التعليمى وأحلم بأن يتم تعينى وتتوفر لدى فرصة عمل.
تحفظ أطفال القرية القرآن مجانا.. وحلمها لقاء الشيخ الطيب
وتابعت "بطلة التحدى" قررت أن أفيد الجميع بعلمي وحفظي للقرآن الكريم على قدر استطاعتي، قمت بإبلاغ أهالى القرية بأننى سأحفظ الأطفال مجانًا، وبالفعل نجح الأمر ولهذا لم أتخذ من إلا سبلا للنجاح وتحقيق الذات، وأحلم فى يوم من الأيام أن ألتقى بالشيخ الطيب ويستمع إلى حكايتى كونى من ذوى الهمم ومن أبناء الأزهر الشريف.

