تداعيات إقليمية قوية لزيارة علي لاريجاني للعراق ولبنان.. ماذا يحدث الفترة المقبلة؟

كشف علي عاطف، الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، عن التداعيات الإقليمية المحتملة للزيارة التي قام بها علي لاريجاني بعد مرور أقل من أسبوع على توليه منصبه الجديد أمينًا عامًا للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، شملت العراق ثم لبنان، موضحاً أن أول التداعيات هي إثارة التوترات بين الوكلاء المسلحين وحكومتي العراق ولبنان، إذ عززت زيارة علي لاريجاني إلى كلٍ من العراق ولبنان من الجدل القائم في البلدين بشأن نزع سلاح «الحشد الشعبي» و«حزب الله»، إذ سيتزايد الرفض لدى هذين الوكيلين المسلحين أمام محاولات نزع سلاحهما؛ مما سيعمل على إثارة المزيد من التوترات بين هاتين الجماعتين وحكومتي بغداد وبيروت، خاصة مع الأخيرة التي أقرت بالفعل قرارًا في هذا الصدد ومن المنتظر أن يرفع الجيش اللبناني تقريره في هذا الصدد قبل 31 أغسطس 2025. وقد ينجم عن هذا، خاصة في لبنان، مواجهات بين القوات الحكومية وموطنين وهاتين الجماعتين.
بحسب تحليل «عاطف»، فضمن التداعيات للزيارة مزيد من الضغوط الأمريكية على العراق ولبنان، حيث يُتوقع بعد زيارة لاريجاني إلى العراق ولبنان أن تتزايد الضغوط الأمريكية على حكومتي العراق ولبنان من أجل إقرار عمليات نزع سلاح جماعتي «الحشد الشعبي» و«حزب الله»، إذ تتبنى الولايات المتحدة هذين المشروعين بمشاركة حكومتي بغداد وبيروت الطامحتين بالأساس لهما؛ حتى يخرج العراق ولبنان من ساحة أي مواجهات مستقبلية بين إيران وخصومها، وكذلك كي تتزايد فرص فرض الأمن والاستقرار في البلدين. أما مع تزايد الرفض من جانب الوكيلين الإيرانيين، فيصبح من المتوقع إذًا أن تتزايد الضغوط الأمريكية على العراق ولبنان من أجل ممارستهما ضغوطًا أكبر أيضًا عليهما لنزع سلاحهما.
وذكر علي عاطف، أن الزيارة يُمكن أن تؤدي إلى تزايد فرص شن هجمات ضد «الحشد الشعبي» و«حزب الله»، حيث تُبدي الولايات المتحدة وإسرائيل بشكل غير مباشر إصرارًا كبيرًا على نزع سلاح الوكلاء الإيرانيين في المنطقة، ومن بينهم الحشد الشعبي والفصائل المناهضة للولايات المتحدة في العراق، وحزب الله في لبنان.
أما مع فشل المحاولات السلمية لنزع سلاح هاتين الجماعتين في العراق ولبنان، قال «عاطف»: «يصبح من المتوقع بشكل كبير أن تُقْدِمَ واشنطن وتل أبيب على تقليم أظافر هذه الجماعات والحد من قدراتها العسكرية أو تدمير بعضها بشكل كامل في الفترة المقبلة، وذلك على غرار ما جرى من مواجهة بين إسرائيل وحزب الله في نهاية العام الماضي».
وأضاف: «يمكن القول إن حدوث هذه الهجمات يصبح أكثر توقعًا واحتمالًا عند النظر إلى مستويات التوتر الإيراني الإسرائيلي في الوقت الحالي والمؤشرات الدالة على قرب اندلاع جولة حرب جديدة بينهما مثل حرب الـ 12 يومًا».
وأوضح علي عاطف، أن الزيارة قد تؤدي إلى تنامي التوترات السياسية بين إيران والدولة اللبنانية الرسمية، حيث حملت زيارة لاريجاني إلى لبنان في طياتها مؤشراتٍ على تنامي التوترات السياسية بين الحكومة الرسمية في بيروت وطهران. إذ وصف عدد من السياسيين اللبنانيين رفض إيران نزع سلاح «حزب الله» بأنها تدخل في الشئون الداخلية للبنان، على غرار ما وصفه الرئيس جوزيف عون، كما أن تعنت «حزب الله» فيما يخص نزع سلاحه بسبب الدعم الإيراني له والذي عززته زيارة لاريجاني الأخيرة سوف يزيد من حجم التوترات مستقبلًا بين بيروت والحكومة في طهران وسوف يدفع الحكومة اللبنانية إلى تعزيز التعاون بشكل أكبر مع منافسي طهران الإقليميين في محاولة لاحتواء دورها مجددًا.