ما هي دوافع رواندا في قبول المُرحلين من الولايات المتحدة الأمريكية؟

كشفت هايدي الشافعي، الباحثة بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، دوافع رواندا في قبول المُرحلين من أمريكا، وفق اتفاق نص على السماح لواشنطن بترحيل ما يصل إلى 250 مهاجرًا من الولايات المتحدة إلى كيجالي، ويمنح الاتفاق رواندا صلاحية مراجعة كل حالة على حدة والموافقة عليها قبل إعادة توطينها، مؤكدة أن الاعتبارات الإنسانية، على أهميتها، لم تكن السبب الرئيسي في قبول رواندا صفقة إعادة التوطين واستقبال طالبي اللجوء الذين سيتم إرسالهم من الولايات المتحدة؛ حيث كانت الاعتبارات الاقتصادية والسياسية حاضرة بقوة في هذا الملف.
وأوضحت الباحثة، أن رواندا بررت قبول المرحلين من الولايات المتحدة بأنه يتماشى مع قيمها في التضامن وإعادة الإدماج، مستندة إلى تاريخها في مواجهة النزوح، وبموجب الاتفاق، ستتلقى رواندا تمويلًا من الولايات المتحدة على شكل منحة مالية، لم يتم الإفصاح عن قيمتها بعد. كما تطمح رواندا في أن تنطوي شراكة الهجرة مع الولايات المتحدة على تعاون أوسع مع كيجالي في عديد من القضايا المشتركة، فضلًا عن جذب الاستثمارات الأمريكية لتعزيز تنمية رواندا، بما يفيد المهاجرين والمجتمعات المضيفة على حد سواء.
أما عن الدوافع السياسية، ذكرت الباحثة في تحليلها، أنه يمكن القول إن الاعتبارات السياسية تمثل عاملًا رئيسيًا في قبول رواندا لمثل هذه الاتفاقيات؛ حيث يسعى الرئيس الرواندي بول كاجامي من خلال سياسته المنفتحة على اللاجئين إلى تحسين صورة رواندا في المجتمع الدولي، ومحو الانطباعات السيئة عنها نتيجة تاريخها الدموي في فترة التسعينيات، أثناء أحداث الإبادة الجماعية بين قبيلتي الهوتو والتوتسي، بالإضافة لذلك، قد يتطلع الرئيس كاجامي إلى الاستفادة من هذه الاتفاقية كتصويت على الثقة في سجله في مجال حقوق الإنسان، وتخفيف الانتقادات الموجهة لحكومته؛ حيث ينطوي هذا الاتفاق على اعتراف أمريكي بأن رواندا بلد مستقر وآمن.
من جهة أخرى، لا يمكن قراءة هذا الاتفاق بعيدًا عن اتفاق السلام بين رواندا والكونغو الديمقراطية الذي يتم الآن بوساطة أمريكية، بحسب الباحثة، حيث يأتي اتفاق الهجرة ضمن الاتفاقيات التي تعقدها الولايات المتحدة مع الطرفين لربطهما بمصالح اقتصادية مع واشنطن؛ مما يعزز جهود السلام في المنطقة.