المسرح.. وجيل الشباب: فنٌّ يروي حكايتهم

كان ولا يزال المسرح أحد أهم الأدوات للحفاظ على الهوية المصرية، يجد الشباب في المسرح صوتًا يعبّر عنهم بصدق وليس مجرد فنٍّ تقليدي، بل تحوّل إلى منصة حية تعكس أحلامهم وتحدياتهم، سواءً كانوا ممثلين يبحثون عن فرصة، أو جمهورًا يبحث عن متعة ذات معنى، فإن المسرح اليوم ليس مجرد عرض.. بل تجربة تلامس القلب والوجدان.
فما الذي يجعل المسرح يظلّ مقصدًا للشباب رغم كل المنافسة؟ وما مكانته لديهم؟
المسرح ركيزة أساسية من ركائز الثقافة والفكر الإنساني بما يحمل من رسائل اجتماعية وثقافية تعمل على رفعة المجتمع وتهذيب ذوقه، وهو يقدم عروضه لكل الفئات والمستويات الإجتماعية والعمرية، بحسب الناقدة الفنية د. ناهد الطحان، والتي ترى أن المسرح منذ تألق في المجتمع المصري وتأصلت قواعده شكل وجهة ثقافية مهمة لدى الشباب، الذين يعدوا أكثر الفئات في مجتمعنا حماسة لتقديم المسرح من خلال فئة المبدعين الموهوبين في مسرح الجامعة أوالفرق المستقلة أو العمل الإحترافي فيما بعد، وأيضا يعد وجهة للمشاهدين الشباب الذين تربوا على مشاهدة أعمال مسرحية لكبار الفنانين المسرحيين، والدليل على ذلك هو هذا الإقبال الكبير على مسارح الدولة من قبل الشباب الذين يتوافدون للفرجة والإستمتاع بالمسرح؛ لأنه بالنسبة لهم متنفسا لأفكارهم. موضحة أن هناك منافذ كثيرة من خلال مسارح الدولة و قصور الثقافة تعمل على منح الشباب الفرصة لتقديم أعمالهم ورؤاهم ومشاكلهم الحياتية في إطار فني يجذب المتفرج الشاب، وتؤكد د. "ناهد الطحان" أن الشباب مهتم بالفعل بالمسرح فقط علينا أن نعيد من جديد تجربة المسرح المدرسي التي ساهمت فيما مضى في تقديم مواهب حقيقية للمسرح، وأيضا تنشئة جمهور واع يقدر هذا الفن الجميل ويتفاعل معه، مع توفير الرحلات المدرسية أثناء العام الدراسي أو في الأجازات لمشاهدة العروض المسرحية التي تتناسب مع كل مرحلة عمرية.
وتؤكد الناقدة الفنية والمسرحية نهلة نافع أن المسرح يشهد حالة قوية من الازدهار –خاصة في الفترات الاخيرة– على مستوى جذب الشباب، والذي أصبح لديه وعي جيد بنوعيات الاعمال التي تقدم، كما أن فئة كبيرة من الشباب اصبحت توجه اهتمامها نحو المسرح في الاعياد والمناسبات وهذا ما كنا نفتقده فيما قبل، موضحةً أن هناك العديد من العروض التي يتم تقديمها بصفة دورية و شهرية على مسارح أكاديمية الفنون والمسارح المستقلة والتي يتبناها و ينفذها الشباب بكل تفاصيلها حتى انتاجيا، وهذا اكبر دليل على وعي الشباب وحبهم للمسرح،، مشددة على انه يجب ان يتم تسليط الضوء بشكل اكبر على هذه الفئة العمرية وما يتم يتم تقديمه لهم من خلال دعم مشاكلهم باسلوب فني راق، بطرق مختلفة لتدعيم المضمون الدرامي ليروى عطشهم الفكري والفني ويكون متنفسا وموجها لافكارهم .
مكانة المسرح المصري باقية لدى الشباب بكل ما تمثله لهم من ترجمه لافكارهم وتجاربهم الحياتية على شكل صوت وصورة وموسيقي تتشكل في العروض المسرحية ، كما ان تواجدهم من خلال المهرجان القومي للمسرح المقام حاليا ملحوظ بشكل كبير، بحسب الناقد الفني والمسرحي أحمد كمال، والذي يؤكد ان المسرح لا يزال محافظا على جمهوره من الشباب، ولكن يجب توجيه الاهتمام الاكبر على مضاعفة انتاجية المسرح بشكل افضل حتى يتمكن من مواكبة التطورات التي تشهدها السينما والمنصات الرقمية واستخدام احدث الوسائل للخروج بصورة تجذب الفئة الشبابية، وازالة التحديات التي تعيقه عن تقديم العروض بشكل يتماشي مع وعي الجيل الحالي، وزيادة انتاجية مسرح الدولة وتشجيع المسارح الخاصة على تقديم العروض المسرحية بشكل محترف.