كيف تستخدم إسرائيل دبلوماسية المياه مع جمهورية أذربيجان ضد إيران؟

قدّمت الدكتورة شيماء المرسي، الخبيرة في الشؤون الإيرانية ومديرة وحدة الرصد والترجمة بالمنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية «أفايب» تحليلاً مُعمقاً حول كيفية استخدام إسرائيل دبلوماسية المياه مع جمهورية أذربيجان ضد إيران، موضحة أن إيران تتقاسم جمهورية أذربيجان حوض نهر أرس، ويقع كلا البلدين في موقعي وسط وأسفل مقارنة بتركيا، وفي أعقاب الحرب، من المرجح أن تتعاون أذربيجان مع تركيا وإسرائيل التي تربطها بها علاقات وثيقة لتنفيذ مشاريع مائية مشتركة في حوض أرس، مثل بناء السدود، ومراقبة المياه، وتحويلها، وتخصيص الموارد.
وذكرت «المرسي» في تحليلها، أن إسرائيل قد تساعد أذربيجان باستخدام تقنيات حديثة في إدارة المياه، كالري الذكي، وتحلية المياه، والإدارة المتقدمة، وهذا قد يقلص من الدور الفني الإيراني في هذه المشاريع، ويستبدل به التأثير الإسرائيلي، ومع توسع مشاريع أذربيجان المائية، خاصة في المناطق المحررة مؤخرا في قره باغ، قد توجَه اتهامات رسمية أو إعلامية لإيران باستخدام غير قانوني أو احتكاري للمياه المشتركة، خصوصا فيما يتعلق بمشاريع نقل المياه إلى سهول أرس، وسكان تبريز، وبحيرة أرومية.
وأكدت الدكتورة شيماء المرسي: «هي انتقادات طُرحت سابقا بصورة غير رسمية. وقد تلجأ أذربيجان إلى المحافل الدولية، كاتفاقيات هلسنكي وآليات الأمم المتحدة الخاصة بالمجاري المائية الدولية، لتقديم شكاوى ضد إيران»، موضحة أنه في حال تراجعت دبلوماسية المياه في حوض أرس، ستقوي إيران تعاونها مع أرمينيا، وتعمل على زيادة حضورها في مشاريع المياه في المنبع داخل الأراضي الأرمينية، أو ستسعى لتحويل فائض المياه الأرمينية إلى إيران، لتعويض أي فراغ مائي محتمل في الموقعين الأوسط والأدنى من الحوض، وقد تلجأ لاستخدام المنظمات الإقليمية، أو التعاون الثلاثي مع أرمينيا وجورجيا ضمن حوض كورا- أرس الأوسع، لموازنة الضغوط المائية المحتملة.
ونوهت إلى أنه من الواضح أن هذه الإجراءات تعد خطوات مؤقتة، تهدف إلى تعزيز دبلوماسية مياه متعددة الأطراف في جنوب القوقاز، إلى حين عودة الأطراف إلى طاولة المفاوضات، وضمان حصة عادلة لإيران والدول الأخرى.