كيف تحول البث المباشر على تيك توك الي منظومة لغسيل الأموال؟

أثار تيك توك المنصة الأشهر في العالم لبث الفيديوهات القصيرة جدلاً كبيراً في أوساط المجتمع المصري الأيام القليلة الماضية بعد تجاوز بعض التيك توكرز الخطوط الحمراء في تقديم محتوي مخل يهدد القيم الأخلاقية والاجتماعية واستخدام المنصة كغطاء لعمليات غسيل الأموال حسبما كشفته الجهات الأمنية. فكيف تحول تيك توك من منصة رقمية لبث الفيديوهات الي منظومة لإجتذاب الشباب والمراهقين لاستغلالهم في ممارسات غير قانونية كغسيل الأموال؟ ومن يدير هذه المنظومة؟
في هذا السياق أكد الدكتور محمد محسن رمضان مستشار الامن السيبراني والجريمة الالكترونية أن تطبيق تيك توك لم يعد مجرد منصة لبث الفيديوهات القصيرة بل تحول الي منظومة منظمة تديرها شبكات تُعرف باسم «الوكالات» تستغل صناع المحتوي في ممارسات غير قانونية كغسيل الأموال وتقديم محتوي غير أخلاقي مع وعود بالثراء والشهرة.
هدايا مشبوهة
وأوضح «رمضان» لـ «النهار» أن البث المباشر على تيك توك قائم على الهدايا الافتراضية، حيث يقوم المتابع بشراء هدايا رقمية بأموال حقيقية ليهديها لصانع المحتوي، يقوم بتحويلها إلى أموال نقدية لاحقاً، وبهذه الطريق تتم عملية غسيل الأموال بتحويل الأموال المشبوهة إلى هدايا، فتصل لصناع المحتوي كمبالغ «شرعية» بعد خصم نسبة تيك توك والوكالة.
مواجهة حازمة
وشدد الدكتور محمد محسن علي المواجهة الحازمة لهذه الممارسات من خلال تشريعات حاسمة لضبط عمليات البث والهدايا الرقمية. والرقابة المتخصصة من الجهات المعنية بالدولة لرصد غسيل الأموال. وبث برامج توعوية لرفع الوعي لدي الشباب.
وعود بالشهرة والثراء
وأوضح «رمضان» أن هذه الوكالات تعمل من خلال أساليب مُمنهجة للإغراء بالشهرة والثراء السريع حيث تتواصل الوكالات مع الشباب عبر الإنترنت أو من خلال المنصة، وتقدم لهم وعودًا بدعم شهرتهم وتوفير دخل ثابت، مقابل الالتزام بساعات بث طويلة.
وقال تقوم الوكالات بالتأثير على مشاعر الشباب حيث تُشعر صانع المحتوي بأنه موهوب وفريد، لخلق ارتباطًا نفسيًا وإدمانًا على البث. كما تتحكم في المحتوى وتفرض موضوعات مخالفة للقيم الأخلاقية والاجتماعية.
الـ Hook أو «الخطاف»
وكشف خبير الامن السيبراني عن أن الوكالات تعتمد علي أسلوب الـ Hook أو «الخطاف» الذي يقوم باتباعه صناع المحتوى لجذب المشاهد من أول ثانية وإجباره على الاستمرار في المشاهدة لأطول وقت ممكن. لافتاً الي خطورة هذا الأسلوب في خلق حالة إدمان مشاهدة عند الجمهور، وإدمان بث عند صانع المحتوي يدفعه لتجاوز المعاييروالقيم الأخلاقية للمجتمع لجذب المشاهد لمجرد صناعة بث قوي .
منافسة شرسة
وأوضح أن الوكالات تقوم بتدريب صناع المحتوي على إتقان أنواع مختلفة من الـ Hook لتحويل البث المباشر لساحة منافسة شرسة لتحقيق أعلي مشاهدات، حتى وإن كان المحتوى غير لائق.
وتابع قائلاً ":هناك أسلوب الـ Hook الصادم Shock Hook
يبدأ البث أو الفيديو بجملة أو مشهد مثير للجدل أو غير متوقع، يجبر المشاهد على التوقف والمشاهدة.
مثال: "هتتصدم لما تعرف إيه اللي حصل معايا امبارح…!"
وفيه أسلوب الـ Hook الفضولي Curiosity Hook
يثير فضول المشاهد بطرح سؤال غامض أو بداية قصة بدون النهاية ، فيضطر يكمل المشاهدة عشان يعرف الإجابة.
مثال: "عمرك شفت إزاي ممكن تكسب 1000 جنيه في يوم وانت في البيت؟"
أماأسلوب الـ Hook العاطفي Emotional Hook
اللعب فيه على المشاعر سواء بالضحك ، الحزن ، الغضب أو التعاطف.
الوكالات تستغل ده في جذب الجمهور المتعاطف مع مواقف شخصية أو قصص مأساوية.
و الـ Hook التعليمي Educational Hook
وعد المشاهد بمعلومة أو فائدة سريعة في أول ثواني، وتحفيزه يكمل الفيديو عشان "يتعلم حاجة جديدة".
مثال: "في 30 ثانية هقولك إزاي تحمي حسابك من الاختراق!"
وكمان الـ Hook التحفيزي/الجوائزي Reward Hook
إيه اللي هيكسبه المشاهد لو كمل المشاهدة، سواء هدية، كود خصم، أو معلومة نادرة."