النهار
السبت 9 أغسطس 2025 01:12 صـ 13 صفر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
ومن الحب ما قتل.. تفاصيل جريمة مأساوية بمصرع شاب علي يد نجل عمته بطوخ جايين رحلة لـ جبال الملح وحديقة فريال.. تماثل 18 حالة للشفاء في حادث طريق الشاحنات بعد نقلهم لمستشفيات الرعاية الصحية أبو كف والناصر ماهر.. هيثم فاروق يعلق على الانتصار الأول في الدوري رابطة الأندية تعلن عبد الرحيم دغموم أفضل لاعب بمباراة المصري والاتحاد في الدوري ترتيب الدوري المصري بعد تعادل بيراميدز وفوز الزمالك أول تعليق لمدرب الزمالك بعد الفوز على سيراميكا في افتتاحية الدوري حبس أب أنهي حياة نجله بقليوب بعد وصلة تعذيب لمنعة من تناول المخدارت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين ترد على قرار الاحتلال الإسرائيلي الخاص باحتلال قطاع غزة بالكامل ناصر ماهر يتوج بجائزة رجل مباراة الزمالك وسيراميكا بتقنية الأرجون ليزر.. 30 دقيقة تنقذ مريضة من فقدان البصر بمستشفى الرمد ببورسعيد وكيل صحة الدقهلية يوجّه بتصحيح أوجه القصور بمستشفى جمصة المركزي ”كان بيأدبه”.. أب ينهي حياة نجله بقليوب بعد وصلة تعذيب

تقارير ومتابعات

لماذا غيرت حماس مواقفها تجاه مصر تزامناً مع وجود حملات إخوانية تستهدف القاهرة؟

آثار الحرب
آثار الحرب

حالة من التغيير الملموس، سادت مؤخراً في طريقة تعامل حركة حماس مع القاهرة، نمت عن أمور كثيرة تتم في بواطن الأحداث، وارتبطت بحركات متنوعة في ذات الوقت منها الدعوات للتظاهر أمام السفارات المصرية في الدول الأجنبية للمزايدة على الدور المصري ومطالبة القاهرة بفتح معبر رفح وكأنها هي مَن تُغلقه في وجه المساعدات الإنسانية، وأيضاً المظاهرة التي نظمتها الحركة الإسلامية أمام السفارة المصرية في تل أبيب.

بدأت حالة التغيير ببيان مثيرة للجدل من قِب لجنة الطوارئ المركزية في قطاع غزة، مغاداه أن البيانات المصرية الرسمية بشأن المساعدات والإخلاء الطبي من القطاع لا تعكس الواقع إطلاقاً، ثم جاءت تصريحات رئيس حركة حماس، خليل الحية، والتي تضمنت دعوة للشعب المصري للضغط من أجل فتح معبر رفح وإدخال المساعدات لأهل غزة؛ حين قال: «يا أهل مصر، يا قادة مصر، يا جيش مصر، وعشائرها وقبائلها وعلماءها وأزهرها وكنائسها ونخبها، أيموت إخوانكم في غزة من الجوع وهم على حدودكم وعلى مقربة منكم؟!»، داعياً الأسرة المصرية إلى «قول كلمتها، وإن غزة لن تموت جوعاً، ولن نقبل أن يُبقي العدو معبر رفح مغلقاً أمام حاجات أهل غزة».

قدمت الدكتورة حنان أبوسكين رئيس قسم بحوث وقياسات الرأي العام بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية تحليلاً للتغيير الجوهري في موقف حركة حماس، واصفة الحركة بأنها «براجماتية»، أي لها أكثر من وجه، وتقوم على أيديولوجية الإسلام السياسي، كما لها تاريخ كبير في إثارة والفتن في مصر عام 2011 وهو مُثبت في الوثائق الخاصة بفتح السجون والأحكام القضائية فيها، موضحة أن الحركة حالياً تركز على بقاءها السياسي أكثر من أي شيء آخر.

وفق ما روته «أبوسكين» ل«النهار»، فإن اهتمام حماس ببقائها السياسي على حساب الشعب الفلسطيني، تسبب في جر المنطقة لفوضى وحدوث طوفان على القضية الفلسطينية، مفسرة تمسك الحركة بذلك لأن البقاء السياسي لها مهدد من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي التي تريد بالفعل القضاء عليها تماماً.

وأكدت الدكتورة حنان أبوسكين، أن حركة حماس قائمة على فكرة المساوة وتحقيق مكاسب لأنها تخدم أطراف خارجية فهي تقوم على مجموعة من التناقضات أولها كونها حركة مقاومة وفي نفس الوقت حركة إسلام سياسي وجزء كبير أو بعض قيادتها يتاجروا بالقضية الفلسطينية للتربح، لذا غيرت موقفها من مصر حسب بوصلة التمويل، لافته إلى أن الذريعة التي قدمتها حماس في السابع من أكتوبر عام 2023 هي هيمنة إسرائيل عسكريا على المنطقة بدليل ابتلاعها لسوريا وأجزاء كبيرة من لبنان وغزة في الطريق.

وفسرت «أبوسكين»، علاقة حماس بالتطورات الأخيرة على مستوى الدعوات للتظاهر أمام السفارات المصرية، بأن التصريحات الأخيرة لا تخدم سوى الاحتلال،

وهي على علاقة بكل التيارات التي تثير الفوضى والتدمير وتفتيت المنطقة العربية، لافته إلى أن التحالف بين الإخوان واليهود قوي لأن هدفهم واحد وهو الاستيلاء على السلطة وتفتيت الدول.

ودللت «أبوسكين» على تغيير موقف حماس تجاه مصر، بأنه هناك تعنت واضح في المفاوضات التي تتمت سواء من الجانب الإسرائيلي أو من جانب حماس، لأن حماس تحاول الحفاظ على بقاءها السياسي في قطاع غزة، والسيطرة على الحكم داخل القطاع وأيضا مسألة السلاح الذي لابد أن يعود للسلطة، لذا هاجمت مصر لأن مصر لديها تصور معتدل لصالح الشعب الفلسطيني، يقوم على عودة الحكم في القطاع لحكومة تكنوقراط، مؤكدة أنه لا توجد أي ضمانات لتوظيف حماس للسلاح لخدمة القضية الفلسطينية..

ترتيبا على كل ذلك كانت تصريحات «الحية» بحسب الدكتورة حنان أبوسكين، تحمل الكثير من الدوافع أولها خدمة تيار الإخوان المتزامن مع التظاهر أمام السفارات المصرية وتقوية شوكة الإخوان، وأيضاً تمسك الحركة بمستقبلها السياسي: «هتا أود الفصل بين الجناح العسكري والسياسي في حماس فمن الناحية السياسية يمكنها أن تعمل كحزب وتشارك في أي انتخابات ولكن التسليح لابد أن يكون بيد الدولة فقط».

من جانبها فسر الدكتور حسن سلامة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، تغيير موقف حماس ناتج من كونها منفصلة تماماً عن الواقع وهو ما تراه القاهرة حالياً، فالموقف جاء متزامناً مع حملة إخوانية «مسعورة» استهدفت مصر في الخارج أمام السفارات وصولا إلى المظاهرة العميلة في تل أبيب أمام السفارة المصرية والتي تزعمتها قيادات إخوانية مثل كمال الخطيب ورائد صلاح، أذ يظهر ذلك بأنه هناك حملة ممنهجة لاستهداف تقسيم الدور المصري والمزايدة عليه.