دفاع فليك الحقيقي يبدأ من مناطق الخصم.. لماذا يظهر برشلونة مكشوفًا حتى الآن

منذ نهاية الموسم الماضي، صرّح الألماني هانسي فليك، المدير الفني لبرشلونة، بأنه سيعمل على "تطوير الدفاع". ورغم وضوح فلسفته منذ أيامه مع بايرن ميونخ، إلا أن العديد من الجماهير فسرت تصريحاته بشكل تقليدي، معتبرين أنه يقصد تعديل خط الدفاع أو التخلي عن الأسلوب المتقدم.
لكن الحقيقة أن فليك لم يكن يومًا مدربًا محافظًا، بل دائمًا ما يسعى لأن يلعب فريقه في أعلى نقطة ممكنة من ملعب الخصم. فلسفته الأساسية تقوم على الضغط الجماعي المنظم الذي يبدأ من المهاجمين، بينما يعتبر الخط الخلفي آخر خطوة في المنظومة. ولهذا السبب، فإن أي خلل في الضغط يترك الدفاع مكشوفًا، كما حدث في عدة مباريات أخيرة.
في هذا السياق، كان من الطبيعي أن يضع فليك في دائرة اهتمامه لاعبين من نوعية لويس دياز وخوليان ألفاريز. كلاهما يمتلك السرعة والقدرة على تنفيذ الضغط العالي بكثافة، وهو ما يراه المدرب الألماني جزءًا لا يتجزأ من "حائطه الدفاعي".
ورغم أن بعض الجماهير ترى أن برشلونة بحاجة لتغييرات في خط الدفاع أو تعاقدات ضخمة، إلا أن فلسفة فليك لا تقوم على الاكتفاء بتحسين الأسماء في الخط الخلفي. بالنسبة له، الدفاع يبدأ في مناطق الخصم، وإذا فشل الفريق في افتكاك الكرة مبكرًا، سيكون الخط الخلفي عرضة للهجمات المباشرة.
المشكلة إذن ليست في الأسماء بقدر ما هي في مدى التزام الفريق بالضغط الجماعي. أي فريق في العالم قادر على تهديد مرمى برشلونة إذا كُسر الضغط الأول، لكن إذا نجح فليك في تطبيق منظومته كما فعل مع بايرن، سيكون الفريق قادرًا على خنق الخصوم في نصف ملعبهم وتقليل المخاطر لأدنى حد ممكن.
برشلونة تحت قيادة فليك لا يسعى لتغيير هوية اللعب، بل لتعميقها. التطوير المنتظر في الدفاع لن يعني التراجع أو التحفظ، بل تحسين آليات الضغط التي تشكل الأساس في أسلوب المدرب الألماني. وبمجرد اكتمال هذا البناء، سيظهر برشلونة بثوب أكثر صلابة، حتى لو ظل خط الدفاع متقدمًا.
حتى الآن، يبدو الطريق طويلًا أمام فليك لتطبيق أفكاره بالكامل. لكن إن تحسن الضغط الجماعي، سيصبح برشلونة واحدًا من أصعب الفرق التي يمكن مواجهتها، تمامًا كما كان بايرن ميونخ في أوج تألقه مع نفس المدرب.