«دراسة التخصصات المتاحة وسوق العمل المرتبط بها».. «تربوي» يقدم ”روشتة” لطلاب الثانوية العامة لاختيار الكلية المناسبة

بعد ثلاث سنوات من الاجتهاد والسعي والمثابرة، ودّع الطلاب وأولياء أمورهم «بعبع الثانوية العامة»، واطمئنوا بظهور النتيجة، لتبدأ الأسر المصرية في الاستعداد إلى الانتقال للمرحلة الجامعية، وتطرق الحيرة والقلق أبواب البيوت المصرية مرة أخرى، ويلوح في الأفق سؤال في نهايته علامة استفهام كبيرة، كيف يختار الطلاب وأولياء أمورهم الكلية والتخصص المناسب في ظل الطفرة الكبيرة في منظومة التعليم الجامعي، ما بين جامعات حكومة وأهلية وتكنولوجية وخاصة، وكليات حديثة وبرامج دراسية جديدة تواكب سوق العمل.
الدكتور عاصم حجازي، الخبير التربوي وأستاذ علم النفس التربوي المساعد بجامعة القاهرة
وفي هذا السياق، يرى الدكتور عاصم حجازي، الخبير التربوي وأستاذ علم النفس التربوي المساعد بجامعة القاهرة، أن هناك العديد من النصائح التي يمكن أن تساعد في تجنب الحيرة واتخاذ القرار الصحيح واختيار المسار الجامعي المناسب.
وأوضح «حجازي» لـ «النهار» أنه من هذه النصائح أن يقوم الطالب بتحديد عدد من الأهداف المتنوعة، والتي تناسب كافة الاحتمالات الممكنة، وأن يضع تصورًا أو خطة لتحقيق كل هدف حيث أن هذا الإجراء مهم لزيادة مرونة الطالب العقلية والنفسية ومساعدته على تقبل نتيجة التنسيق والبدء في الدراسة بكفاءة وشغف.
وتابع: "ينبغي على الطالب أن يتصور نفسه كشخص ناجح في أكثر من مجال من المجالات التي حددها وخطط لها، وعلى الطالب أيضًا أن ينظر نظرة فاحصة لنتيجته للوقوف على نقاط قوته والمواد التي حقق فيها إنجازًا بسهولة حيث ترشده النتيجة بلا شك إلى المسارات المناسبة وتجعله أكثر وعيا بذاته، وعلى الطالب ألا يقع في فخ الميول، بعض الطلاب يلتحق بالمسار الذي يحبه، ولكنه لا ينجح فيه لأنه لا يمتلك فيه قدرات".
وبيّن أستاذ علم النفس التربوي، أنه على الطالب أن يرتب اختياراته كما يلي: يحدد المسار الذي يحبه ويتفوق فيه، ويكون في البداية، ثم المسار الذي يتفوق فيه، ولكنه لا يحبه، لأن الحب يسهل تكوينه بخلاف التفوق ثم بعد ذلك المسار الذي يحبه ولكنه لا يتفوق فيه، ويجب على الطالب أن يحذر من الميول التي تتكون سريعًا بسبب ترشيحات الأهل والأقران فهي ميول مؤقتة تزول بعد فترة قصيرة فيجب الانتباه لها.
وحذر طلاب الثانوية العامة من الميول أو الحب الذي لا يبنى على معلومات صحيحة وواقعية عن المسار أو التخصص الجامعي، لأن الميول ليست هي العنصر الحاسم في النجاح وإنما القدرات، مؤكدًا أنه لا قيمة إطلاقًا للميول إلا إذا صاحبها قدرات، بالإضافة إلى ضرورة أن يتعرف الطالب على التخصصات المتاحة وطبيعة الدراسة فيها وسوق العمل المرتبط بها، وعليه أن يستشير الزملاء السابقين والخبراء قبل الاختيار، وبلا شك عليه أن يستشير الأسرة.
وأتم الدكتور عاصم حجازي الخبير التربوي، حديثه، مؤكدًا أنه يجب على الأسرة أن تقدم الدعم والمشورة الصادقة والمعلومات الكافية للطلاب، وأن تبتعد تمامًا عن إجبار الطالب على مسار معين، وعليها أن تعتمد على الشرح والإقناع وتبصير الطالب بالعواقب والنتائج وتبصيره أيضًا بقدراته.
وأكد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، جاهزية مكتب التنسيق الرئيسي بجامعة القاهرة لبدء أعماله، وكذلك جاهزية معامل الحاسب الآلي بالجامعات الحكومية؛ لمساعدة الطلاب خلال فترة التنسيق الإلكتروني؛ للالتحاق بالجامعات الحكومية والمعاهد، مع توفير المُرشدين المؤهلين لمساعدة الطلاب طوال فترة التنسيق.
كما وجه «عاشور» بضرورة الانتهاء من أعمال الصيانة التي تتطلبها المعامل والمنشآت الجامعية، والتأكد من جاهزية أدوات الصحة والسلامة المهنية، قبل بدء العام الدراسي الجديد 2025/2026؛ لضمان جودة العملية التعليمية.
كما أكد الوزير أن الحملة الإعلامية التي تُقدمها الإدارة العامة للمكتب الإعلامي والمتحدث الرسمي للوزارة مستمرة طوال فترة التنسيق؛ لتنمية وعي الطلاب بكيفية إتمام التنسيق الإلكتروني بكافة مراحله، وإتاحة كافة المعلومات التي يحتاجها الطلاب وذلك من خلال الموقع الرسمي للوزارة وصفحات الوزارة الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي.