هل تنجح خطى كوريا الجنوبية نحو دخول النادي النووي؟.. تفاصيل مهمة

في ظل الجهود الحثيثة التي تبذلها الولايات المتحدة لكبح البرنامج النووي الإيراني، ومشاركتها إلى جانب إسرائيل في حربٍ استمرت 12 يومًا ضد طهران، تسعى كوريا الجنوبية بخطى حذرة نحو دخول النادي النووي، رغم إدراكها صعوبة هذه الخطوة في ظل الاعتراض الأمريكي المحتمل، ومخاوف من رد فعل حاد من جارتها الشمالية، فعلى مدى قرن من الزمان، قادت الولايات المتحدة جهودًا مكثفة للحد من انتشار الأسلحة النووية، ونجحت إلى حد كبير عبر مزيج من الدبلوماسية، والعمل السري، والتدخل العسكري المباشر، لإجهاض محاولات تطوير أسلحة نووية في أمريكا اللاتينية وأوروبا وإفريقيا وآسيا.
تعددت الأهداف التي تسعى أمريكا لتحقيقها من نزع السلاح سواء أسباب إنسانية أو أمنية فقط، بل أيضاً لضمان استمرار تفوقها النووي، إذ إن ظهور أي قوة نووية جديدة يعني – من منظور أمريكي – تقليصًا للهيمنة التي تمتعت بها واشنطن حين كانت القوة النووية الوحيدة في العالم، بحسب تقرير لمجلة «ذا أتلانتيك» الأمريكية.
مساحة عازلة كافية
في المقابل، ينظر كثير من الكوريين الجنوبيين بقلق متزايد إلى جارهم الشمالي المسلح نوويًا، والذي لا تفصلهم عنه حتى مساحة عازلة كافية، على غرار مضيق تايوان مثلًا، إذ لا تزال الكوريتان في حالة حرب من الناحية الفنية منذ عام 1953.
وعلى النقيض من النهج السلمي في الجنوب، حدثت كوريا الشمالية ترسانتها النووية بوتيرة متسارعة، وتمتلك حاليًا عشرات الرؤوس الحربية، فيما لم يتردد زعيمها كيم جونج أون في التهديد باستخدام هذه الأسلحة ليس فقط كوسيلة ردع أخير، بل كضربة استباقية قد تُحوّل العاصمة الكورية الجنوبية سيول إلى «بحر من النيران»، بحسب «ذا أتلانتيك».
وفي ظل هذه المخاطر، لا يبدو أن كوريا الجنوبية تفتقر إلى القدرات اللازمة للانضمام إلى النادي النووي؛ فهي دولة متقدمة تكنولوجيًا وغنية اقتصاديًا، وتملك الحافز الاستراتيجي. لكنّ العامل الوحيد الذي حال دون امتلاكها لسلاح نووي، بحسب الصحفي روس أندرسن في مجلة «ذا أتلانتيك»، هو تدخل الولايات المتحدة في المرتين اللتين حاولت فيهما سول بناء برنامجها النووي، حيث تدخّل الرؤساء الأمريكيون وأقنعوا القيادات الكورية الجنوبية بالتراجع.
نظام عقوبات تقوده الولايات المتحدة
أطلق المجلس العسكري الذي حكم كوريا الجنوبية في سبعينيات القرن الماضي أول برنامج نووي سري للبلاد بعد أن أشارت الولايات المتحدة إلى انسحابها من آسيا، كان الجنرالات المتوترون يتفاوضون سرًا مع فرنسا لشراء محطة إعادة معالجة.
إذا أطلقت كوريا الجنوبية برنامجًا نوويًا، فمن المرجح أن تفعل ذلك سرًا، سيرغب قادتها في تجنب المعاناة من نظام عقوبات تقوده الولايات المتحدة، كما حدث مع الهند بعد تفجيرها النووي عام 1998، سينكمش التصدير الكوري الجنوبي بسرعة.
قد تسعى كوريا الجنوبية سرًا للحصول على موافقة أمريكا، بحسب فيكتور تشا، رئيس قسم كوريا والجيوسياسات في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، الذي قال إن كوريا الجنوبية ستسعى جاهدةً لجس نبض البيت الأبيض، لستَ مُلزمًا بدعم برنامجنا النووي، وفقط لا تُعارضه، بعض الأشخاص في إدارة ترامب الحالية لن يميلوا لمعارضته إطلاقًا، خلال حملته الانتخابية عام 2016، اقترح ترامب نفسه أن تدرس كوريا الجنوبية واليابان إمكانية امتلاك أسلحتهما النووية".