مناقشة كتاب ”خمسون عامًا على ملحمة الإعجاز” بمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب

نظّمت مكتبة الإسكندرية، اليوم الأحد، ندوة لمناقشة كتاب "خمسون عامًا على ملحمة الإعجاز" للكاتبة الصحفية الدكتورة سامية أبوالنصر، وذلك ضمن فعاليات البرنامج الثقافي المصاحب للدورة العشرين من معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب.

شارك في الندوة كل من الدكتور جمال شقرة، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة عين شمس، والكاتبة الصحفية سامية أبوالنصر، مدير تحرير جريدة الأهرام، وأدار اللقاء الإعلامي الدكتور علي مبارك.

وقال الدكتور علي مبارك إن الكتاب يبرز قيمة الإنسان المصري وقدرته على تخطي التحديات، كما يلقي الضوء على استعدادات الرئيس الراحل محمد أنور السادات لخوض الحرب حتى تحقيق النصر.

من جانبها، أعربت الكاتبة الصحفية سامية أبوالنصر عن سعادتها بالمشاركة في معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب، مشيدة بدور المكتبة كمركز ثقافي رائد.

واستعرضت أبوالنصر أبرز محاور الكتاب، ومؤكدة أنه يمثل ثمرة مجهود بحثي استمر لأكثر من عشرين عامًا، ويهدف إلى توثيق تفاصيل حرب أكتوبر 1973 من خلال روايات صانعي القرار والمشاركين في المعركة، مع التركيز على خطة الخداع الاستراتيجي التي مهدت لأحد أعظم الانتصارات في التاريخ الحديث، واصفة إياها بـ"ملحمة في حب الوطن".

وأشارت إلى أن من أبرز الحوارات التي يتضمنها الكتاب، لقاء نادر مع الرئيس الراحل أنور السادات، إلى جانب حوارات مع كبار القادة العسكريين المصريين، من بينهم المشير أحمد إسماعيل، والمشير الجمسي، والمشير محمد علي فهمي، والفريق مجدي شعراوي، واللواء مجدي شحاتة، بالإضافة إلى مقتطفات من تصريحات قادة عرب وإسرائيليين حول الحرب، وتوثيق للعناوين الصحفية البارزة في تلك المرحلة، مع إبراز الدور العربي الداعم للمعركة.

كما أوضحت أن غلاف الكتاب يتضمن صورًا للقادة العسكريين المصريين والعرب على شكل خريطة سيناء، في دلالة رمزية على دورهم البارز في تحريرها.

وأضافت أن الكتاب من تقديم اللواء عبد المنعم كاطو، أحد أبطال حرب أكتوبر، ومراجعة اللواء الدكتور علي حفظي، محافظ شمال سيناء الأسبق، التي استمر لمدة 6 شهور متواصلة.

وقدّمت الكاتبة في مقدمة الكتاب إهداءً خاصًا إلى الرئيس الراحل أنور السادات، والرئيس عبد الفتاح السيسي بوصفه "قائد العبور الثاني نحو الجمهورية الجديدة"، وإلى اللواء الدكتور علي حفظي، والمرأة المصرية، وشباب مصر.

وأكدت أبوالنصر أن الكتاب يُبرز الفارق بين "ست ساعات" كانت زمن العبور العظيم في يوم الحرب الأول، و"ست سنوات" من الإعداد الشاق من 1967 إلى 1973، إضافة إلى التفرقة بين "22 يومًا" هي مدة الحرب، و"22 عامًا" من الكفاح حتى استعادة طابا عام 1989.

وفي سياق الحديث عن التحديات المعاصرة، شددت على أهمية مواجهة الشائعات، والتصدي للطابور الخامس، ونشر الوعي الديني والثقافي في المجتمع.

وأشارت أبوالنصر إلى أن مصر تواجه تحديات داخلية ومخاطر استراتيجية نتيجة لموقعها الجغرافي المميز، مؤكدة على أهمية تعزيز اللحمة الوطنية، والوعي بحقيقة العدو، مضيفة: "الوعي هو الحصن الحقيقي للشعوب".

بدوره، أعرب الدكتور جمال شقرة عن سعادته بالتواجد في مكتبة الإسكندرية والمشاركة في الندوة، مؤكدًا أن الكتاب يُعد مصدرًا مهمًا في كتابة تاريخ حرب أكتوبر، لما يتضمنه من شهادات موثقة لقادة شاركوا في الإعداد والمعارك.

وأشار إلى أهمية غلاف الكتاب الذي يبرز سمات الشخصية المصرية، داعيًا إلى تحويل محتوى الكتاب إلى مقاطع مرئية لتوعية الأجيال الجديدة بتاريخهم، في مواجهة حملات التشويه عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

يُذكر أن معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب يُقام بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب، واتحاد الناشرين المصريين والعرب، ويشهد مشاركة 79 دار نشر مصرية وعربية، تقدم أحدث إصداراتها بخصومات مميزة.

كما يتضمن المعرض أكثر من 215 فعالية ثقافية بمشاركة نحو 800 من المفكرين والمثقفين والباحثين، ويقام بالتوازي مع فعاليات في "بيت السناري" بالسيدة زينب، و"قصر خديجة" بحلوان.