النهار
الخميس 20 نوفمبر 2025 04:46 مـ 29 جمادى أول 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
مكتبة الإسكندرية تطلق احتفالية ”يوم الطفولة” تحت عنوان ”مغامرات التعلّم” قرار جمهوري بتعيين الدكتور محمد حنتيرة عميدًا لكلية الطب بجامعة طنطا افتتاح غرفة التكامل الحسي بسمنود بدعم مؤسسة الخولي.. ومحافظ الغربية يشارك طلاب ذوي الهمم احتفالهم ”تضامن الغربية” تناقش تفاصيل قانون الضمان الاجتماعي الجديد في الاجتماع الختامي بكفر الزيات وطنطا مكتبة الإسكندرية تحتفي بإصدار النسخة العربية من كتاب الأسطورة المجرية ”بوشكاش” الإتحاد العربي للإعلام الإلكتروني يركز على أخلاقيات وسلامة الذكاء الاصطناعي في شراكته الجديدة محافظ الغربية يفتتح تطوير مدرسة التربية الفكرية بالمحلة بدعم كامل من مؤسسة الخولي للأعمال الخيرية جامعة كفر الشيخ تنظم دورة الإسعافات الأولية المتخصصة لجوالي وجوالات الجامعة بالتعاون مع كلية التمريض رئيس مياه القناة : تكثيف تطهير شنايش الأمطار ببورسعيد والإسماعيلية والسويس ميناء الأسكندرية يستقبل وفدا برلمانيا رفيع المستوى من جنوب أفريقيا غرفة الإسكندرية تستعرض متطلبات سوق العمل الحديثة وكيفية تطوير الذات محافظ الدقهلية يستقبل الرئيس التنفيذي للبنك الزراعي المصري لتعزيز سبل دعم المزارعين

تقارير ومتابعات

3 مواعيد فيصلية في إدارة الرئيس الأمريكي خلال صيف 2025.. ما هي؟

ترامب
ترامب

3 مواعيد نهائية وفيصلية خلال صيف عام 2025 في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ينتظرها العالم، ستعكس بوضوح الكيفية التي تنظر بها إدارته إلى مكانة الولايات المتحدة على الساحة الدولية، فوفق معهد «تشاتام هاوس» البريطاني، هذه التواريخ تشمل قرارات حول الرسوم الجمركية، ومشاركة واشنطن في المنظمات الدولية، وسقف الدين العام، والتي تحمل في طياتها دلالات سياسية واقتصادية قد تُعيد تشكيل المشهد العالمي.

مفاوضات تجارية ثنائية

تنتهي فترة السماح البالغة 90 يومًا التي منحها ترامب لإجراء مفاوضات تجارية ثنائية بشأن الرسوم الجمركية الجديدة، التي أُطلقت تحت مسمى «يوم التحرير»، في الثامن من يوليو، تلك الرسوم التي أثارت توترًا كبيرًا في الأسواق العالمية، تهدد بعرقلة سلاسل التوريد وزعزعة الاقتصاد الدولي.

رغم إشارات ترامب إلى تمديد الموعد النهائي للدول التي «تتفاوض بحسن نية»، مثل الاتحاد الأوروبي واليابان والهند، إلا أن التقدم الملموس في المحادثات يبقى محدودًا، وتؤكد التقارير أن التفاهمات الراهنة لا تتجاوز كونها أُطرًا أولية لمزيد من المحادثات، دون وجود اتفاق شامل.

وفي الأثناء، عرقلت المحاكم الأمريكية تنفيذ تلك الرسوم، ويدور جدل دستوري حول ما إذا كان ترامب قد تجاوز صلاحيات الكونجرس، ومن المرجح أن تصل هذه القضية إلى المحكمة العليا في الخريف، فيما يشير محللو "تشاتام هاوس" إلى أن هذه التطورات تعزز حالة عدم الاستقرار التجاري العالمي، دون أي بوادر لعودة قريبة إلى نظام تجاري عالمي منظم.

توجهات متشددة داخل الإدارة

أما عن الموعد الثاني، ففي الثالث من أغسطس، تنتهي مراجعة أطلقتها إدارة ترامب لجميع المعاهدات والمنظمات الدولية التي تشارك فيها الولايات المتحدة، هذه المراجعة التي أمرت بها وزارة الخارجية الأمريكية في فبراير الماضي، تهدف إلى تقييم مدى توافق التزامات واشنطن مع مصالحها الوطنية، وما إذا كانت قابلة للإصلاح.

وتشير مؤشرات أولية إلى توجهات متشددة داخل الإدارة، فمشروع الجمهوريون 2025 يدعو إلى انسحاب أمريكي كامل من مؤسسات رئيسية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، كما يوصي بالانسحاب من معاهدات دولية لم يصادق عليها الكونجرس.

في المقابل، يقترح مشروع ميزانية ترامب لعام 2026 تخفيضات كبيرة في التمويل الأمريكي للمنظمات الدولية، تشمل خفضًا بنسبة 39% لمؤسسات مالية دولية، وتخفيضًا أكبر بنسبة 83% في تمويل الأمم المتحدة، مع إلغاء تمويل عمليات حفظ السلام و"يونيسف" وصندوق السكان، حتى منظمات مثل تحالف اللقاحات ومنظمة الصحة للبلدان الأمريكية تم استبعادها بالكامل.

ورغم أن هذه التخفيضات تُعد حتى الآن مجرد مقترحات، إلا أن محاولات سابقة لعرقلة خفض التمويل فشلت، ما يعكس تحولًا جذريًا في موقف واشنطن من النظام التعددي الدولي، وفق ما جاء في تحليل «تشاتام هاوس».

رفع سقف الدين

بحلول منتصف أغسطس، يتوقع أن تعلن وزارة الخزانة الأمريكية بلوغ الولايات المتحدة الحد الأقصى المسموح به للاقتراض، ما يستدعي من الكونجرس رفع سقف الدين أو تعليقه قبل عطلة الصيف التشريعية.

ويرتبط سقف الدين بشكل مباشر بالميزانية التي وضعتها إدارة ترامب، والتي تفترض زيادة في الإيرادات من الرسوم الجمركية، وتخفيضات كبيرة في الإنفاق الدولي، لكن الخلافات القانونية حول الرسوم قد تؤخر تحصيل العائدات المتوقعة، ما يزيد الضغط على الخزانة الأمريكية.

يشدد التقرير على أن إدارة الدين الأمريكي بشكل منظم أمر ضروري للحفاظ على مكانة الدولار ونفوذ واشنطن المالي، وأي تعثر في هذا الملف قد يُضعف ثقة الأسواق في الاقتصاد الأمريكي، ويمسّ بعمق أسس القوة الأمريكية في النظام المالي العالمي.

يرى «تشاتام هاوس» أن الأحداث المتوقعة هذا الصيف قد تُمثل نقطة تحول في العلاقة بين الولايات المتحدة والنظام العالمي الليبرالي الذي أسسته بعد الحرب العالمية الثانية، فما كان يُعد من ثوابت العلاقات الدولية مثل الالتزام بالتجارة الحرة، والمشاركة في المؤسسات الدولية، والاستقرار المالي لم يعد مضمونًا.

فبعض المنظمات الدولية قد تُترك دون تمويل أمريكي، بينما سيواجه آخرون مسؤولين أمريكيين يساومون على استمرار التمويل مقابل تغييرات سياسية وجوهرية، وفي ظل تصاعد النزعة القومية، وتراجع التعددية، قد تجد واشنطن نفسها في مواجهة خيارات تعيد تعريف دورها كقوة عظمى.

بحسب تقييم معهد «تشاتام هاوس»، لا يبدو أن إدارة ترامب تتجه نحو عزلة أمريكية كاملة، بل نحو إعادة تعريف للمشاركة العالمية، وفق منطق الانتصارات السياسية لا الالتزامات المؤسسية، لكن هذه الإستراتيجية، المبنية على فرض النفوذ وتحدي المعايير الدولية، قد تُفضي إلى إضعاف تلك الأدوات نفسها التي عززت القوة الأمريكية لعقود.

في خضمّ الرسوم الجمركية المتجددة، وقطع التمويلات الدولية، ومعارك سقف الدين، يواجه العالم صيفًا حاسمًا في علاقته مع الولايات المتحدة. وهو صيف قد يُعيد تشكيل موازين القوة، ليس فقط في واشنطن، بل في النظام العالمي بأسره.