الخبير الاستراتيجي اللواء دكتورمحمود رشاد العطار يحلل للنهار لماذا قامت الحرب بين طهران وتل ابيب وعلام سيتم التفاوض مع امريكا ؟

جاءت الضربة الامريكية المباغته فجر الاحد الماضي علي منشأت ايران النووية في فوردو ونطنز واصفهان بعد حالة من الخداع والتمويه التي مارسها ترامب نفسه بمهلة الاسبوعين التي منحها للايرانيين للتوصل الي حل سلمي لازمة البرنامج النووي الايراني وما لبث ان انقضت فقط 24 ساعة فقط من مهلة اليومين الا وانقض ترامب من الجو علي ايران النووية وكانت ايران قدسبقت ذلك بضربات مباشرة لمبني تابع للمخابرات العسكرية والامن الداخلي الاسرائيلي في حيفا وبجوار مكتب الكنيست السبت الماضي يؤشر علي ان ايران تحولت من استهداف القواعد العسكرية الي التركيز علي مراكز صنع القرار داخل المدن الاسرائيلية وامام التركيز الاسرائيلي علي استهداف المجمعات النووية الايرانية وبالتحديد فوردو وهو ما استدعي ايران الي استهداف الجنوب الاسرائيلي وبالتحديد ديمونة وهو مكمن الخطر وانتهت المواجهات بضربة ايرانية شكلية صورية لحفظ ماء الوجه وبرعاية روسية بامتياز .
يقول اللواء دكتورمحمود رشاد العطار الخبير الاستراتيجي والعسكري ان اقدام الرئيس الامريكي ترامب علي استهداف المنشأت النووية الايرانية الثلاث في فوردو ونطنز واصفهان بأم القنابل واخراج المنشأت الايرانية من الخدمة بقنابل تتعدي الواحدة منها 13 طنا والتركيز علي منشأة فوردو النووية العصية علي هجمات اسرائيل والتي تحاول النيل منها منذ قرابة الاسبوعين دون جدوي وبالفعل نجح نيتنياهو في اقناع ترامب بالدخول وفعل ترامب وهنا العالم كله في حالة من الترقب وتم طرح العديد من التساؤلات هل يقدم الحرس الثوري علي ضرب قواعد امريكا في الخليج ومن الممكن جدا ان تفعل ذلك مستندة علي امتلاكها ترسانة ضخمة من الصواريخ البليستية والفرط صوتية تمكنها من تنفيذ تهديداتها واستهداف كافة القواعد الامريكية في الخليج والمنطقة عموما والاقرب جغرافيا لايران هي قواعد العيديد في قطر وعلي السالم بالكويت وقاعدة سلطان بالسعودية والمحرق بالبحرين وانتهت المواجهات بين ايران واسرائيل وضربات امريكا بضربة ايرانية صغيرة ومحدودة وشكلية فقط لاثبات انها ردت ليس اكثر ايران المخترقة تماما من شبكة معقدة من العملاء والجواسيس والذين ساهموا بدرجة كبيرة للغاية في الحاق خسائر فادحة بشبكة الدفاع الجوي الايرانية منذ اليوم الاول وشهدت سيادة جوية من الطيران الاسرائيلي منذ اليوم الاول ردت علي ضربات امريكا بصورة بسيطة لافساح المجال امام اعلان وقف النار والبدء في المفاوضات التي لا يعلم لها اي بنود او شكل وعلام ستقام لا نعلم .
واضاف اللواء العطار ان التقارير الغربية التي تحدثت عن ان هناك ثمة اتفاق بوساطة روسيا تم بين امريكا وايران قبيل الضربات بايام لتفادي رد الفعل الايراني علي القواعد والمصالح الامريكية في المنطقة وهي العملية التي تم بمقتضاها اتاحة الفرصة لايران لنقل مخزونها من اليورانيوم المخصب وهي شملت كذلك حفظ ماء الوجه لترامب والحفاظ علي هيبة امريكا في العالم وعدم فضح تدني فاعلية السلاح الامريكي الذي فقد قدرته امام الصواريخ الايرانية من قبل كما حدث مع باكستان منذ فترة قصيرة خلال مواجهاتها مع الهند وهي نفس الفرضية التي أكدها مصدر ايراني مهم في تصريحات للصحف الغربية ان معظم اليورانيوم عال التخصيب في منشأة فوردو النووية قدتم نقله الي مكان امن غير معلن وان عدد العاملين كذلك قد خفض الي الحد الادني قبيل الضربة الامريكية وخاصة وان ايران كانت تتوقع ضربة غادرة مثل هذه التي نفذها ترامب لذلك اتخذت تدابير احترازية لتقليل الاضرار منها نقل المواد النووية الي مكان مختلف لتفادي التلوث وحماية السكان المحيطين .
واشار اللواء العطار انه بعد تدمير ايران للمنشأت الايرانية ونهاية الحرب بالطريقة التي جرت يفتح الباب لعدة اسئلة مهمة عن طبيعة التحالفات التي ستتم في المنطقة وشكل المحاور وهل سيضغط ترامب علي اسرائيل لوقف حرب غزة وهل ستتوسع شهية اسرائيل لفتح ملف البرنامج النووي الباكستاني .