النهار
الخميس 13 نوفمبر 2025 10:02 مـ 22 جمادى أول 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون بين المعهد العالي للدراسات البحرية بالمغرب والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري انطلاق قافلة الأزهر الطبية إلى ميت سلسيل بالدقهلية دعمًا للمبادرة الرئاسية «بداية» | صور ”الجهرية النقشبندية في الصين”... تصوف يواجه الغلوّ بالمحبة والتسامح رئيس البرلمان العربي يثمن الدور الرائد لدول مجلس التعاون الخليجي في تعزيز مسيرة العمل العربي المشترك والدفاع عن القضايا العربية مصرع شخص و إصابة 7 أجانب في حادث تصادم بطريق القصير مرسي علم الغردقة تشهد طفرة في المشروعات المرورية.. فتح محور جديد ورفع كفاءة الطرق لجنة محلية تُجري معاينات إنشائية لمواقع شركة أبو سومة للتنمية السياحية بسفاجا إيديكس 2025.. القوات المسلحة تكشف تفاصيل وموعد النسخة الرابعة لأهم معرض للسلاح في الشرق الأوسط وأفريقيا قدمت لوطني الأنتماء فمنحني الأحتواء.. رسالة محمد صبحي عقب ترشيحة لجائزة الدولة التقديرية 2025 جامعة كفر الشيخ تنظم ورشة عمل حول نشر ثقافة الجودة والاعتماد الأكاديمي بمعهد علوم وتكنولوجيا النانو هيدي كرم تشعل السوشيال ميديا بظهورها بفستان يخطف الأنظار في القاهرة السينمائي فيديو يثير الغضب بالقليوبية.. جلسوا أمام مدرسة لفعل فاضح والأمن يضع النهاية سريعًا

فن

يوسف داود في ذكرى رحيله.. صداقة العمر ومواقف لا تُنسى مع الزعيم

يوسف داود
يوسف داود

في مثل هذا اليوم من عام 2012، غاب عن عالمنا الفنان الكبير يوسف داود، صاحب الأداء الهادئ والضحكة الصادقة، الذي ترك بصمة لا تُنسى في قلوب جمهور الفن المصري والعربي. وعلى الرغم من ملامحه الجادة وصوته المميز، كان داود أحد أبرز صُنّاع البهجة في السينما والمسرح والتلفزيون.

وفي ذكرى رحيله، لا يمكن الحديث عن مشواره الفني دون التوقف عند علاقته الخاصة بالفنان عادل إمام، تلك الصداقة التي تجاوزت حدود الكاميرا والكواليس، وتحولت إلى مواقف طريفة وذكريات إنسانية راسخة، كشفت جانبًا آخر من شخصية "المهندس الضاحك".

من الهندسة إلى التمثيل.. بداية غير تقليدية

وُلد يوسف داود في الإسكندرية عام 1938، وتخرج في كلية الهندسة قسم كهرباء عام 1960، قبل أن يقرر في منتصف السبعينيات تغيير مسار حياته، ليتجه إلى التمثيل ويبدأ رحلته الفنية التي استمرت حتى آخر أيامه.
بدأ في المسرح، ثم انطلق إلى السينما والتلفزيون، واشتهر بأداء الأدوار الجادة ذات الطابع الكوميدي الساخر، وكان يحول المواقف الرسمية إلى لحظات ضحك حقيقية بفضل أسلوبه الهادئ وإفيهاته الذكية.

رفقة الزعيم.. صداقة على المسرح وخارجه

كانت العلاقة بين يوسف داود وعادل إمام نموذجًا لرفقة فنية وإنسانية دامت لسنوات. بدأت هذه الشراكة على خشبة المسرح، خاصة في مسرحية "الواد سيد الشغال"، التي ظهر فيها داود بدور والد العروس، بشخصية جادة تثير الضحك بتفاعلها مع عادل إمام الذي جسد شخصية "سيد".

واستمرت الشراكة في مسرحية "الزعيم"، حيث أدى يوسف داود دور وزير غليظ الطباع، بأسلوب ساخر كان من أبرز ملامح العرض.

وفي السينما، قدّما معًا عددًا من الأعمال الناجحة، أبرزها:

"زوج تحت الطلب"، "كراكون في الشارع"، "النمر والأنثى"، "سلام يا صاحبي"، "حنفي الأبهة"، "الإرهاب والكباب"، و"مرجان أحمد".

وكانت كواليس تلك الأعمال مليئة بالمواقف الكوميدية التي كثيرًا ما تحدّث عنها داود في لقاءاته، مشيرًا إلى أن عادل إمام كان يرتجل ببراعة، مما يجعله يضحك أثناء المشهد رغم جديته المفترضة.

مواقف لا تُنسى... وضحك خلف الكاميرا

من أشهر المواقف التي رواها يوسف داود، أنه ذات مرة خلال بروفة مسرحية، لم يستطع تمالك نفسه من الضحك أمام عادل إمام، ما دفع المخرج لإعادة المشهد أكثر من مرة. وقال داود في أحد لقاءاته: "الزعيم بيخلي الناس تضحك من غير ما يتكلم، وأصعب حاجة إنك توقف قصاده من غير ما تضحك."

ومن المعروف أن داود كان يحفظ كثيرًا من الجمل والنصوص الإسلامية بحكم تنوع أدواره، لدرجة أنه في أحد مواقع التصوير، وبسبب تأخر خطيب الجمعة، ألقى خطبة الجمعة على زملائه — رغم كونه مسيحيًا — بروح مرحة وأسلوب فكاهي، مما زاد من محبته في قلوب الجميع.

وداع هادئ وذكرى لا تغيب

رحل يوسف داود عن عمر ناهز 74 عامًا، بعد رحلة طويلة من العطاء الفني. ورغم أنه لم يكن من نجوم الصف الأول، فإنه كان نجمًا في قلوب جمهوره وزملائه، وترك خلفه سجلًا من الأدوار التي لا تُنسى، وضحكة صادقة نفتقدها في زمن السرعة والتكلف. قال عنه عادل إمام بعد وفاته: "يوسف كان صديق عمر وفنان محترم مش بس ممثل شاطر، كان إنسان جميل."

يوسف داود.. حين اجتمع دفء القلب مع خفة الظل

وفي ذكرى رحيله، نُعيد اكتشاف يوسف داود، ليس فقط كممثل بارع، بل كإنسان صاحب قلب دافئ وروح مرحة، بنى مجده الفني بهدوء المهندس وخفة ظل الفنان، وجعل من كل دور يقدّمه مساحة للضحك الراقي.