النهار
الجمعة 20 يونيو 2025 03:22 صـ 23 ذو الحجة 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
ماذا يعني تقدم روسيا السريع واحتلال قرابة الالف كم من اراض اوكرانية جديدة خلال اربعون يوما فقط ؟ من هو عباس عراقجي ؟ من هو عصام النباهين رجل اسرائيل في سيناء وحليف داعش ؟ ”السفير اسماعيل أبو زيد ” يوجه الدعوة لاتحاد المستثمرات العرب للاستثمار في أفريقيا والاستفادة من الثروات الطبيعية المتوافرة وتحويلها إلى قيمة... هل تستنسخ اسرائيل تجربة جيش انطوان لحد في غزة مرة اخري ؟ فوز شركة المقاولون العرب لإدارة المرافق في حفل جوائز Big 5 Egypt Impact Awards 2025 منظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية تجدّد الثقة بشيحة ونزار الخالد ضمن التشكيلة القيادية الجديدة ”إنجاز طبي جديد : مجمع الإسماعيلية الطبي ينجح في زراعة قرنية معقدة لمسنة تحت مظلة منظومة التأمين الصحي الشامل ضبط 240 كيلو مصنعات لحوم مجهولة المصدر بكفر الشيخ لجنة الاقتراحات والشكاوى بالنواب توافق على مقترح نائبة التنسيقية أميرة العادلي بإعداد وإطلاق برنامج وطني للطفل المصري بعد قصف مفاعل ”بوشهر”... العدوان الإسرائيلي على إيران ينذر بكارثة بيئية في الخليج مصرع شخص بحادث تصادم سيارتين جامبو بطريق مصر- إسكندرية الزراعي بالقليوبية

حوادث

حلم كبير وسقف خان الأمان.. قصة سمير طالب الثانوية العامة ضحية عقار السيدة زينب الذي توفى والكتاب بيده


في هدوء ليلة مذاكرة، وبين كتب ملونة بكلمات الأمل وكشاكيل مرسوم عليها حلم الجامعة، جلس "سمير" طالب الثانوية العامة يراجع دروسه استعدادًا لامتحان يوم الأحد، لكن لم يكن يعلم أن هذا اليوم لن يأتي أبدًا.

دقائق قليلة كانت كافية لانهيار سقف الحلم على رأس صاحبه، في واقعة مأساوية شهدتها منطقة السيدة زينب.


سمير، ابن الثامنة عشرة، كان شابًا بسيطًا، يحمل على كتفيه آمال أسرته، ويضع مستقبله في كفة أمله بالنجاح.

لم يعرف سوى طريق البيت والدروس، ولم يكن له في الدنيا سوى هدف واضح: "يدخل كلية كبيرة ويعوض أهله تعب السنين".

كل من عرفه وصفه بالشاب الخلوق المؤدب، لا يمر في الشارع دون أن يُلقي السلام على الكبار والصغار، وابتسامته لا تغيب عن وجهه، حتى في عز التعب والمذاكرة.


مع دوي انهيار العقار القديم، ساد الذعر أرجاء المنطقة، وركض الجيران لإنقاذ من يمكن إنقاذه، تتردد الأسماء وسط الصرخات، وكان من بينها اسم "سمير"، الذي لم يصدق أحد أن جسده بات أسير الأنقاض، بينما حلمه كان معلقًا في كراسات المراجعة.


أمام مشرحة زينهم، وقفت والدة سمير لا تقوى على الكلام، تصرخ بدموع لا تجف قائلاً:"كان بيذاكر وبيقولي هنجح السنة دي، كنت بحلم أفرح بيه، وكنت عايزة أشوفه عريس مش ملفوف في كفن"، قبل أن تسقط مغشيًا عليها وسط محاولات أهلها لمواساتها.

أما والده، فكان الصمت لغته الوحيدة، يمسك صورة قديمة لسمير في زي المدرسة، يهمس بدعاء يقطع القلب: "يا رب خده في رحمتك.. عمره ما زعل حد".


الجنازة كانت أشبه بمظاهرة حزن، ودّعه الجيران وأصدقاؤه، وقلوبهم معلقة بكلمة "ليه؟"، و صفحات مواقع التواصل الاجتماعي امتلأت برسائل وداع من أصدقاء دربه، كتب أحدهم:"سمير كان نفسه يفرح أمه وأبوه، عمره ما زعل حد وكان نفسه يدخل كلية كبيرة".

قصة "سمير" لم تكن مجرد خبر عن انهيار عقار، بل كانت رواية عن حلم مات قبل أن يولد، عن شاب قتلته عشوائية البناء وأحلام لم تأخذ فرصتها في الحياة.