النهار
الإثنين 16 يونيو 2025 09:31 مـ 19 ذو الحجة 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
الخطيب يحفز لاعبي الأهلي قبل مواجهتي بالميراس وبورتو بمونديال الأندية أول تعليق من نجم الأهلي بعد التعادل مع إنتر ميامي الإنجليزي أنتوني تايلور حكماً لمباراة الأهلي وبالميراس البرازيلي في كأس العالم للأندية انتهاء تعاقد عمرو جمال مع حرس الحدود رسميًا بعد موسم واحد عمر مرموش يدخل قائمة الصفقات الإفريقية الأغلى في تاريخ الدوري الإنجليزي ترتيب مجموعات كأس العالم للأندية 2025 رسمياً.. الاتحاد السكندري يعلن رحيل محمد مصيلحي عن رئاسة النادي بعد انتهاء المهلة القانونية نجوى كرم تعلن ”حالة طوارئ” فنية وتجدّد تعاونها مع ألحان الموسيقار طلال رئيس ”دفاع النواب” يعلن تأييده لمشروع الموازنة ويثمن زيادة مخصصات التنمية الصناعية رابط رسمي.. محافظ القاهرة يعتمد نتيجة الشهادة الاعدادية بنسبة نجاح ٧٧ % موعد ومكان تدريب الأهلي في نيوجيرسي استعدادا لمواجهة بالميراس في مونديال الأندية عاجل – إخلاء السفارة الأمريكية في تل أبيب بعد أضرار طفيفة إثر القصف الإيراني المكثف

تقارير ومتابعات

هل تدخل إسرائيل وإيران في حرب طويلة؟.. تقارير عالمية تُوضح

إيران
إيران

تصعيد خطير ظهر جلياً في المنطقة، فما أن شنت إسرائيل ضربات قوية على إيران راح على إثرها عدد من القيادات العسكرية وعلماء الذرية الإيرانيين، بدأت إيران في رد قوي أدى إلى هدم العديد من المباني وإثارة الذُعر بين المواطنين، في ظل تصريحات من الجانبين تؤكد على أن كل منهما سيرد بقوة على أي عملية استهداف تؤثر على البلاد.

مرحلة مواجهة مفتوحة

تلك الأوضاع تقود إلى التساؤل حول إمكانية دخول البلدين في حرب طويلة، فوفق تحليل لمجلة Spectator البريطانية، أكدت أن الهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران قد يكون بداية لحرب طويلة ومعقدة، تتجاوز منطق الضربة السريعة أو الاستهداف المحدود، فالتحضير للعملية استغرق عامًا كاملًا، مما يشير إلى أن المؤسسة الأمنية والعسكرية في إسرائيل تدرك أنها تدخل مرحلة مواجهة مفتوحة، لا يمكن حسمها بعملية واحدة: «لكن السؤال الحقيقي هو: هل إسرائيل مستعدة فعلًا لخوض حرب طويلة مع خصم مثل إيران، يتمتع بقدرة عالية على التحمل وتاريخ طويل في خوض صراعات استنزافية؟».

وفق المجلة، فإن إيران ليست طرفًا يسهل إخضاعه بسرعة. فالتجربة التاريخية لحربها مع العراق خلال الثمانينات، والتي استمرت ثماني سنوات رغم الدمار الهائل، تُظهر أنها قادرة على خوض صراعات طويلة الأمد، مدفوعة بخطاب ثوري يعتبر المعاناة جزءً من العقيدة والهوية، وفي المقابل، إسرائيل، التي خرجت للتو من معركة دامية في غزة وتعاني من انقسام سياسي داخلي عميق وأزمات اقتصادية واجتماعية، قد لا تكون في موقع يؤهلها لتحمل تبعات حرب طويلة تستنزف مواردها وتزعزع جبهتها الداخلية.

دائرة تصعيد طويلة الأمد

قالت المجلة البريطانية، إن الرد الإيراني الأولي بإطلاق أكثر من 200 صاروخ بالستي يؤكد أن طهران لا تنوي الاكتفاء بإدانة الهجوم أو الاقتصار على رد رمزي. بل إنها بدأت فعليًا في الدخول في دائرة تصعيد طويلة الأمد، مع احتمال استخدام حلفائها الإقليميين كحزب الله والحوثيين والميليشيات في العراق. هذا النمط من الرد يعني أن إسرائيل قد تجد نفسها محاطة بجبهات متعددة في وقت واحد، ما يشكل تحديًا لوجستيًا وعسكريًا بالغ الصعوبة، ويجعل الحرب طويلة بطبيعتها، حتى لو لم يكن ذلك ضمن حسابات إسرائيل الأولية.

رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي، وفق المجلة، قد يسعى لاستثمار العملية سياسيًا وتمديد أمد الصراع لتعزيز مكانته الداخلية، لكن هذا التوجه محفوف بالمخاطر. فكلما طال أمد المواجهة، زادت احتمالات تحول المزاج الشعبي من الدعم إلى الإحباط، خاصة إذا تصاعدت الخسائر البشرية والاقتصادية. حرب طويلة قد تمنح إسرائيل إنجازًا مؤقتًا ضد المشروع النووي الإيراني، لكنها في الوقت ذاته قد تقود إلى تآكل الردع الإسرائيلي وفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الصراع الإقليمي المتعدد الأطراف، بلا نهاية واضحة.

حرب طويلة الأمد

وبشأن الحرب الطويلة، ذكرت تقارير مهمة في واشنطن بوست ومجلة نيويورك، وضحت أن إسرائيل دخلت براغماتيًا مرحلة حرب طويلة الأمد محتملة مع إيران، مدفوعة باستراتيجية «المنافسة الطويلة» التي تهدف لإضعاف القدرات الإيرانية بشكل تدريجي.

وأوضحت التقارير، أن العملية الجارية، رغم نجاحها الأولي، لا تغني عن الحاجة إلى خطة شاملة للصمود الميداني والاستخدام المستمر لقدراتها الجوية والاستخباراتية والهجومية ضد إيران. حرائق متعددة الجبهات على حدودها من لبنان وسوريا إلى غزة تجعل من الحرب خيارًا متعدد الأبعاد، وهو ما يراه قادة المؤسسة الأمنية أمراً طبيعيًا، لكن سيشكل عبئًا موازياً يتطلب إعادة هيكلة عميقة للجبهة الداخلية والدفاعية .

وعلى الجانب الاقتصادي، ستكبد إسرائيل خسائر جسيمة وفورية: مع انهيار النمو وتراجع الإنتاج والاستثمارات—وفق أرقام البنك المركزي وقصص أسبوعية عن نقص الأساسيات—وترقب لارتفاع العجز والديون إلى مستويات قياسية العجز قد يصل إلى 11 % من الناتج؛ الدين إلى أكثر من 80 %، بينما ينمو الإنفاق العسكري بشكل ملموس على دفاعات مثل "القبة الحديدية" وقواعد الطيران وشبكات التجنيد.

استراتيجية الرد الإيراني

إيران، بخلاف، تمتلك ذخيرة ضخمة من الصواريخ الباليستية حوالي 3000 صاروخ ودعم شبكة «محور المقاومة» التي تمثل بأذرعها مثل حزب الله والحوثيين نقطة قوة استراتيجية لاحقةن إذ أوضحت التقارير، أن استراتيجية الرد الإيراني تميل نحو استنزاف طويل الأمد مع تجنب المواجهة المباشرة، وهي طريقة تُجهد إسرائيل من الناحية المالية والعسكرية، خاصة مع استمرار القصف الباليستي واعتماد إيران على أدواتها الإقليمية وليس فقط على قواتها المباشرة، حسب التقارير الإعلامية.

على مستوى الخطاب الداخلي، يبدو أن نتنياهو يسعى لتمديد أمد العمليات العسكرية لأسباب شخصية وسياسية، مستفيدًا من نجاح العملية الأولى لتعزيز شرعيته في مواجهة أزمات داخلية متراكمة. لكنه يواجه مقاومة من المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية التي تحذر من أن الانخراط في صراع مستمر قد يضعف الجبهة الداخلية، خاصة في ظل تعب إسرائيلي واضح نتيجة حرب غزة وانقسامات سياسية متزايدة .

رغم التفوق الكمي والمادي لإسرائيل، يبقى الشك حول قدرتها على خوض حرب استنزاف طويلة دون تعب اقتصادي وشرخ داخلي أو حتى تعرضها إلى صدمات جديدة من حلفاء إيران أو ارتفاع أسعار النفط عالميًا. المواجهة الحالية لا تتعلق بضربة واحدة بل بحيوية استراتيجية طويلة تمتد لأشهر أو سنوات وقد تترافق مع تحالفات إقليمية جديدة وانتقال حلبات المعركة نحو غزة ولبنان وسوريا، مما يجعل الصدام المفتوح احتمالًا حقيقيًا.

خدمة استخباراتية مرنة

إسرائيل تعتمد اليوم على جملة من القدرات المدمجة: تكنولوجيا متطورة، دفاعات جوية متعددة الطبقات، خدمة استخباراتية مرنة وطائرات دون طيار هجومية. لكنها تدرك أن الخليج والحدود الشمالية والداخلية كلها قد تصبح ساحات مواجهة متكررة، لذا فإن الحرب الطويلة—رغم أنها تشكل أقصى الخيارات—ليست مستبعدة بل مرتقبة. القرار النهائي يرتبط بمدى استعداد القيادة للحفاظ على توازن بين الضربات والحرض والاعتبارات الاقتصادية والمصالح الداخلية، وهو ما يواجه اختبارا اليوم .