مَن يفوز في صراع الذكاء الاصطناعي بين كل من «واشنطن» و«بكين»؟

وسط حالة جمود بالمفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، واتهام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب «بكين» بانتهاك اتفاق الهدنة، يتصاعد الصراع بين أكبر اقتصادين في العالم حول التقدم التكنولوجي.
وفق صحيفة «فاشنانشيال تايمز» البريطانية، أبلغت إدارة «ترامب» الشركات الأمريكية التي تقدم برمجات تستخدم في تصميم أشباه الموصلات بالتوقف عن بيع خدماتها للمجموعات الصينية، في أحدث محاولة لجعل تطوير الصين رقائق متقدمة أكثر صعوبة، من أجل عرقلة قدرة الصين على تطوير رقائق الذكاء الاصطناعي المتطورة.
تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي
في إبريل الماضي، فرضت «واشنطن» قيوداً على تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي المخصصة للصين من شركة إنفيديا، وانتقد الرئيس التنفيذي للشركة القرار، مشيراً إلى أن الشركة تخسر مليارات الدولارت جراء خسارة السوق الصينية، مؤكداً أن ضوابط التصدير ستضر بالولايات المتحدة الأمريكية بأكملها، ولم توقف «بكين» عن المضي قدما نحو تطوير الرقائق المستخدمة في الذكاء الاصطناعي.
على صعيد آخر، بدأت كبرى الشركات التكنولوجية في الصين عمليات التحول إلى الرقائق المصنعة محلياً في ظل مواجهاتها لمخزون متضائل لمعالجات «إنفيديا» وتشديد ضوابط التصدير في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث لا يستطيع مخزونها الحالي من رقائق إنفيديا، الحفاظ على تطوير الذكاء الاصطناعي حتى العام المقبل.
الاضطراب في التنمية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي
اعتبر بعض الخبراء، أن ضوابط التصدير التي تفرضها «واشنطن» كانت مؤلمة إلا أنها أثارت طفرة في الابتكار المستقل في رقائق الذكاء الاصطناعي المحلية المتطورة، وأن الكيانات المحلية في الصين بدأت بالفعل في استخدام وشراء هذه الرقائق على نطاق واسع، إلا أن الشركات تواجه تكلفة باهظة للتحول بعيداً عن «لإنقيديا» والذي يسبب نحو 3 أشهر من الاضطراب في التنمية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي.
كما أن شركة «هواوي» رغم سعيها لزيادة الإنتاج، فإن امداداها لا تلبي الطلب الحالي، وتسعى الصين لتحقيق الاكتفاء الذاتي في تطوير الذكاء الاصطناعي في ظل التنافس الشرس مع الولايات المتحدة الأمريكية على الريادة العالمية في هذا القطاع، فيما تستخدم أمريكا كل العوائق أمام بكين.