النهار تنفرد بلقائها الأول مع ”علي غريب” مصفف شعر السيدة سوزان مبارك ونجم المجتمع الراقي في مصر

في لقاء حصري وخاص، تكشف "النهار" لأول مرة النقاب عن تفاصيل حكاية مصفف الشعر الأشهر في مصر، علي إبراهيم محمد علي، المعروف بـ"علي غريب"، الذي شكّل ملامح الجمال للعديد من سيدات الطبقة الراقية، وسيدات مصر الأوليات، على مدار أكثر من سبعة عقود.
ولد علي غريب عام 1940 في حي الظاهر بميدان الجيش، وسط أسرة متوسطة، وبدأ رحلته في مهنة تصفيف الشعر وهو طفل في الثامنة من عمره، حين عمل دون أجر في أحد صالونات مصر الجديدة مقابل تعلم المهنة، واكتساب الثقة، تربى وسط عمالقة المهنة، وسار على خطى شقيقه الأكبر "محمد غريب"، الذي كان يمتلك ثلاثة فروع لصالونات تصفيف الشعر، أحدها في المنيل.
لكن الخلافات بين الأخوين دفعته للاستقلال والاعتماد على نفسه، فبدأ رحلة البحث عن صالون خاص به، إلى أن ساعده شقيقه بعد تصالحهما، ووفّر له ما يحتاجه للانطلاق، وفي سن السادسة والعشرين تزوّج من فتاة كانت لا تزال طالبة في الثانوية العامة، وسكنا في منطقة منشية البكري بالقرب من منزل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. ولأن المنطقة كانت تخضع لاستعلامات أمنية دقيقة، خضع علي غريب للفحص الأمني الذي أجراه السيد سامي شرف، وجاء الرد: "علي ليس غريبًا عنا، ده كده زيتنا في دقيقنا".
ومن هنا، بدأت حكاية علي غريب مع سيدات القصور الرئاسية والمجتمع الراقي.
مصفف شعر سيدات القصر والمجتمع
كان صالونه في "الكوربة" بمصر الجديدة، الذي افتُتح عام 1955، وجهة النخبة والبشوات، ولا يزال اسمه يتردد حتى اليوم، من أبرز عميلاته: السيدة سوزان مبارك، حرم الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك، باربرا بوش، حرم الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب، حيث صفف شعرها قبل حرب الخليج في قصر القبة، دون مقابل.
لم يكن علي غريب مجرد مصفف شعر، بل كان مستشارًا في الأناقة والذوق، إذ قال: "كنت أعلم عميلاتي طريقة المشي المناسبة لشكل الجسم والطول والوزن، وأختار لهن الموسيقى المناسبة لعمرهن وأذواقهن أثناء الجلسات، لتحسين الحالة المزاجية، مشيرًا إلى أنه كان أول من أدخل الموسيقى المنظمة إلى صالونات التجميل في مصر.
يحكي عن موقف جمعه بـ"سعاد بدراوي" حرم بدراوي عاشور باشا، التي عرضت عليه إقامة صالون في قصر تابع لنادٍ راقٍ في الزمالك، وجهزته بمعدات من الخارج رغم ندرتها في عهد الرئيس عبد الناصر، إلا أنه رفض، مفضلاً شقيقه، وقال لها: "كرسي ومرآة على الرصيف أفضل من خيانة أخي"، وحرصًا على تعويضها، رشّح لها شابًا اسمه سيد جودة، الذي استمر في العمل حتى اليوم.
حرص علي غريب على توفير حياة كريمة لأسرته، فأنجب عددًا محدودًا من الأبناء كي يمنحهم الرعاية الكاملة، وكان يقول دائمًا: "الأفضل أن أنفق على اثنين بكرامة، من أن أنفق على ثلاثة بصعوبة"، متابعًا أنه جهّز شقته عند الزواج بخمس غرف، وبلغت تكلفة الأثاث 600 جنيه، وهو مبلغ كبير حينها.
المهنة في تراجع
يرى "غريب"، أن مهنة تصفيف الشعر فقدت بريقها في العصر الحديث، حيث قال: "كنا نعمل بالقرش والمليم، لكن الصنعة كانت رقم واحد، اليوم تفتقد المهنة للذوق والإخلاص".
ويختم بقوله: "أشيك سيدة هي المصرية، لأنها أكثر أناقة وجمالًا من الفرنسيات، عشت وعملت في كل قصور مصر وأوروبا، واكتسبت من زبائني ثقافة تنسيق الألوان والاستايل والاتيكيت".