محلل سياسي يكشف للنهار : لماذا غاب الزعماء العرب عن بغداد ؟

قمة بغداد العربية رقم 34 اجتهد العراق في محاولة لم شمل العرب لكن الزعامات العربية كان لهم رأي ثان المحلل السياسي فراج اسماعيل الخبير في شؤون الشرق الاوسط يحلل للنهار عن سر غياب الزعماء العرب حضر قمة بغداد 5 رؤساء فقط وغاب 17 هذا وحده يلخص قيمة القمة العربية بعد انعقاد قمة خليجية أمريكية وعقب زفة الترليونات والصفقات التي قدمتها السعودية وقطر والإمارات للرئيس الأمريكي ترامب مقابل لا شيء سوى المدح المبالغ فيه وأوهام الحماية من إيران.
والمدهش أن زعماء هذه الدول غابوا عن القمة ما عدا أمير قطر. أما الأكثر دهشة فهو غياب الرئيس السوري أحمد الشرع الذي اعتلى البرج مبكرًا جدًا لأنه ظفر بمصافحة ترامب الذي مدح جاذبيته وقوة شخصيته وربما لو كانت له بنت لم تتزوج لزوجه لها!
واضاف اسماعيل في تصريحاته للنهار ان سوريا الجديدة بند رئيس في قمة بغداد فلماذا لم يحضرها الشرع. كان أسلافه رؤساء سوريا، بشار الأسد ووالده، وقبله رؤساء سوريا الأطباء وصولاً إلى الدكتور نور الدين الأتاسي، لا يتغيبون عن قمة، هل كان ذلك خوفا من زعماء ذلك الوقت من ذوي الكاريزما واللسان الطويل مثل صدام حسين ومعمر القذافي.
ما يُقال عن الشرع ينطبق على ولي العهد السعودي (مبس) الذي يتغيب عن القمم رغم أنه شاب صغير، ولم بفعل ملوك السعودية ذلك من قبل، والمفترض أن ولي العهد هو من ينوب عن الملك في حالة تعذر حضوره. في مرض الملك فهد الطويل كان دائما يحضر ولي عهده (الملك فيما بعد) عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله، وفي مرضه كان يحضر ولي عهده وقتها، الملك سلمان.
الأمير مبس كان في قمة حيويته أثناء وجود ترامب الذي سأله متعجبًا "هل أنت لا تنام يا محمد" كدليل على عمله المستمر.
واشار اسماعيل ان رئيس الوزراء العراقي قال قبل القمة إنها ستشهد مفاجأة كبرى. المحللون فسروها بحضور ولي العهد السعودي، لكنه لم يحضر، وأناب وزير خارجيته، وهو ذو موقع بروتوكولي أقل من "أمراء الأسرة الحاكمة" في السعودية، ما يعني أن القمة العربية ستكون كالعادة قمة خطب.
وكشف اسماعيل النقاب عن ان الجديد هو أن ملك الأردن لم يحضر.. وهذه ليست عادة الملوك الهاشميين، والده الملك حسين حضر قمة القاهرة التي عقدت في سبتمبر 1970 وانتهت بوفاة جمال عبدالناصر، مرتديًا بزته العسكرية، فقد كان خارجاً من معركة أيلول الأسود ضد منظمة التحرير الفلسطينية. حضر رغم رغم أنه كانت هناك توقعات بأن يعتقله عبدالناصر خصوصا أن كلاً من الثائرين الكبيرين وقتها، معمر القدافي وجعفر نميري، أشارا على عبدالناصر بذلك لأن معلومات استخبارية أشارت إلى أنه أرسل إلى لندن لتطلب من الحكومة الإسرائيلية قصف القوات السورية التي تدخلت لمساندة الفلسطينيين.سمعت هذه المعلومة شخصيا من الراحل جعفر نميري في أحد مقاهي القاهرة خلال سنوات نفيه، عندما سألته عن مغامرة سفره إلى عمان وإحضار ياسر عرفات سراً في طائرته، وأكدتها وثيقة بريطانية كشف عنها مؤخراً. لكن عبدالناصر لم يكن ليدعو إلى قمة ويجرأ زعيم عربي على عدم الحضور.. فقد حضرها جميع الزعماء الثمانية الذين دعاهم، ووقعوا على وثيقة وقف إبادة الفلسطينيين في الأردن وكذلك وقع الملك حسين صاغرا ومعه ياسر عرفات ولم تستطع واشنطن أو تل أبيب أو لندن منع ذلك!
فالقمم بغض النظر عن أهميتها، تعكس القوة الإقليمية لدولها وللعاصمة التي تحتضنها. كانت قمما يراقبها العالم ليس لأنها ستوحد القادة وتصدر قرارات نافذة وإنما لتراقب أداء زعماء كبار وقتها. بغداد الآن ليست بغداد صدام حسين عندما كان الخليج والأردن يخطبان وده، يتقدمهم بمشيته السريعة ويمشون خلفه!