النهار
الأحد 27 أبريل 2025 05:01 مـ 29 شوال 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
محافظ مطروح يستقبل مفتي الجمهورية لبحث تعزيز التعاون المشترك في نشر الوعي الديني والمجتمعي رفض حزبي لتصريحات ترامب: مرفوضة وقناة السويس رمز وطني لا يقبل المساومة وزير الصحة يبحث مع ممثلي «باير» تعزيز التعاون في الصحة الإنجابية وعلاج مرضى الأورام محافظ الدقهلية يلتقي رئيس الإدارة المركزية لمناطق التأمينات الاجتماعية «التعليم» تبحث تطبيق اختبارات التوجيه في الصيف لخريجي الشهادتين الإعدادية والثانوية دورات لريادة الأعمال بالبحيرة بمناسبة الاحتفال باليوم العربي للشمول المالي تربية الزقازيق تعقد ندوة توعوية بعنوان خطورة إدمان المواد المخدرة محافظ المنوفية يحيل عددًا من المخالفات في منظومة النظافة للنيابة العامة الثلاثاء.. نجوم وصناع مسلسل «ظلم المصطبة» مع لميس الحديدي صيانة بوابة مياه الرى بـ «فم الخص» لخدمة أكثر من ألف فدان بقرية برمبال بمطوبس في كفرالشيخ ضبط سيارة محمّلة بـ3 أطنان دقيق بلدي مدعّم قبل بيعها بالسوق السوداء فى البحيرة فى هذا الموعد.. كاظم الساهر يحيي حفله الثاني بدبي

عربي ودولي

في ذكرى انشائها : أبو الغيط: الجامعة العربية ظلت عبر ثمانين عاما صوتاً جامعاً للعرب وحصنا حصينا للدفاع عن القضية الفلسطينية

أكد الامين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ان الجامعة العربية ظلت عبر ثمانين عاماً، صوتاً جامعاً للعرب.. واكبت خروجهم من زمن الاستعمار إلى فضاء التحرر الوطني.. ورافقت الرحلة الصعبة للمنطقة العربية في زمن الاستقطاب الدولي الحاد والحرب الباردة.. وظلت حصناً حصيناً للدفاع عن القضية العادلة التي حظيت بإجماع عربي لا يرقى إليه شك عبر العقود... قضية فلسطين التي تتعرض اليوم لأخطر تحدٍ وأشد تهديدٍ ينذر بتصفيتها وتقويض أركانها.

جاء ذلك في كلمته بمناسبة مرور ثمانين عاما على انشاء الجامعة العربية
وقال أبو الغيط: ثمانون عاماً تمر اليوم على إنشاء جامعة الدول العربية.. ثمانون عاماً شهدت أحداثاً جسام في العالم والمنطقة.. وظلت هذه المنظمة.. عُروةً وثقى يستمسك بها كل من ينتمون إلى الحضارة العربية والثقافة العربية، وينشدون المستقبل العربي المشترك.. ظلت حائط صدٍ منيعاً ضد محاولات لاختراق هوية هذه المنطقة، أو تبديلها أو النيل منها... ولتبقى المنطقة الممتدة من مراكش إلى مسقط.. ومن دمشق إلى الخرطوم.. عربية اللسان والهوى والتوجه والثقافة.. عربية في الماضي والحاضر والمستقبل بإذن الله.
وتابع : الجامعة العربية حقيقة فرضتها الجغرافيا والتاريخ المشترك العربي.. وهي أيضاً تجسيد لتيار عاطفي جارف لدى الشعوب العربية تبلور في منتصف القرن الماضي.. وظل متدفقاً هادراً حتى يومنا هذا.
إن الرابطة العربية هي الأقوى والأكثر امتداداً في منطقتنا.. وهي محل الانتماء الطبيعي للشعوب.. ومركز الشعور الجامع لديها... قد تتراجع حيناً، أو تتوارى تحت وطأة الأحداث الجسام.. ولكنها لا تلبث أن تتجدد وتزدهر في ثوب جديد.. عابرة للأجيال، متجاوزة للحقب.
و إننا اليوم مدينون للآباء الأوائل، من قادة السياسة والرأى، وأعلام الفكر والدبلوماسية، ممن جعلوا هذا الشعور الجامع حقيقة واقعة.. وصاغوه في صورة مؤسسية سبقت عصرها، وشقت المسار والطريق الذي نتابع المسير عليه اليوم.

وقال ابو الغيط: إن الجامعة العربية ليس لها أن تفرض سياسات أو قرارات، ولكنها ذات ثقل سياسي ومعنوي حاضرٌ ومؤثر.. ووجودها هو قوةٌ مضافة للعرب وعلى الأخص في زمنٍ التكتلات الدولية والتجمعات الإقليمية... وأقول صادقاً إن الجامعة حقيقة بديهية، وتطورٌ طبيعي.. لو لم تكن موجودة اليوم، لوجب اختراعها.
وإذ أتأمل في هذه المسيرة الطويلة عبر ثمانين عاماً.. يتعين أن نعترف بأن ما تحقق كان أقل من الطموح.. وأن ما وصلنا إليه أقل مما كنا نأمل فيه... فكل عربي اليوم يتطلع إلى مؤسسة إقليمية تُجسد رابطة الوحدة على نحو عملي، وبما ينعكس على الاقتصاد وحركة التجارة ورفاهية المجتمعات.. وبرغم كل ما تحقق من إطلاق منطقة التجارة العربية الحرة في 2005... وصولاً إلى إطلاق السوق العربية المشتركة للكهرباء في 2024.. أقول برغم نقاط مضيئة كثيرة في المسيرة، فإننا لا زلنا بعيدين عن تحقيق الإمكانية الكاملة للتكامل الاقتصادي في المنطقة العربية.. وهي إمكانية من شأنها إطلاق الطاقات الاقتصادية الهائلة لمنطقة تمتلك رصيداً استراتيجياً استثنائياً على كافة الأصعدة، الاقتصادية والاجتماعية والجيوسياسية.
وأوضح ابو الغيط ان ذكرى تأسيس الجامعة عزيزةٌ على قلب كل عربي، فهي علامة استمرارية لهذه الرابطة وقوة وجودها وتجددها عبر الزمن... ولكننا لا نبقى أسرى الماضي مفاخرين بما كان.. وإنما نتطلع لمستقبلٍ تُجدد فيه العروبة ذاتها، فتلحق بعصرها.. فالعروبة ليست تاريخاً مُنقضياً، وإنما فكرة متجددة ومتطورة.. وهي أيضاً فكرة منفتحة، ترفض منطق الاستعلاء العرقي، أو التفوق الثقافي.. العروبة تنمو وتزدهر بانفتاحها على كافة مكونات هذه المنطقة، وبالحفاظ على نسيجها المتنوع الثري.. والعروبة لا يجب أن تكون شعارات خطابية وأغنيات حماسية فقط، وإنما عملٌ متواصل حتى يتحقق طموحنا جميعاً بأن تتحول هذه العواطف الجارفة نحو الوحدة إلى عمل مؤسسي علميّ.. وأن تكون جامعتنا العربية على قدر آمالنا، وتصوراتنا لمستقبلنا العربي المشترك.
وثال ابو الغيط إنني أهنئ كل عربي بهذه الذكرى العزيزة.. آملاً أن تستلهم هذه المنظمة العريقة من تاريخها، ما يدفعها إلى صناعة مستقبلها الزاهر.