النهار
الإثنين 16 يونيو 2025 04:24 صـ 19 ذو الحجة 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
باريس سان جيرمان يكتسح أتلتيكو مدريد برباعية نظيفة في افتتاح مشواره بمونديال الأندية دراسة تؤكد: الطاقة النووية والمتجددة محور تحقيق التنمية المستدامة في مصر ”أرويا كروز” تستعد لإطلاق موسمها الجديد بمسار بحري يشمل عدة وجهات في شرق المتوسط بينها مدينة الإسكندرية ”مسام” ينزع (500,000) لغماً وعبوة ناسفة وذخيرة غير منفجرة في اليمن رئيس جامعة المنوفية يشارك في فعاليات الصالون الثقافي لبيت العائلة ويشيد بدور رجال الدين في خدمة المجتمع وكيل وزارة الصحة بالبحر الأحمر يتفقد مستشفى حميات الغردقة ”حياة كريمة” تواصل الإنجاز.. رصف وتطوير شوارع عزبة المصري بمدينة زفتى حريق هائل يلتهم 55 دراجة وتوك توك داخل جراج في طنطا ابن الغربية يُطفئ شمعته الـ33.. محمد صلاح يحتفل بعيد ميلاده وسط إشادات جماهيرية واسعة وكيل صحة الدقهلية يتفقد “من بدري أمان” بمدرسة الشهيد جمال فائق بأجا نائب محافظ الدقهلية في زيارة للوادي الجديد التي تستقبل نواب المحافظين على مستوى الجمهورية محافظ بورسعيد يبحث مشكلات محصول الأرز بسهل الطينة ويؤكد توفير المقنن المائي للأراضي المصرح بزراعتها

تقارير ومتابعات

التداعيات البيئية للحرب على قطاع غزة

انتهى عام 2024 ليمضي عام وخمسة أشهر على بداية الحرب الهمجية التي تشنها قوات الإحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، أطبقت خلالها فوهات البنادق والمدافع وقذاف الطائرات والمسيرات الإسرائيلية على الأخضر واليابس، على البنيان والإنسان، مخلفة ورائها نهراً من دماء الأبرياء صعدت أرواحهم إلى السماء بينما أعين ذويهم من المصابين تتابع المشهد وسط عجز عن توفير العلاج بعدما دمرت 90% من البنية التحتية الصحية في قطاع غزة بصواريخ وقذائف العربدة الإسرائيلية.

لكن الأمر لم يقف عند حد 45 ألف برئ صعدت أرواحهم إلى بارئهم، و تجاوز عدد المصابين 100 ألف، وتدمير 80% من المجتمعات العمرانية والخدمية في قطاع غزة، بل إن ثمة تدمير من نوع آخر حدث ويحدث بشكل ممنهج تستهدف خلاله قوات الإحتلال الإسرائيلي، البيئة في قطاع غزة مستندة إلى إستراتيجية أن تخلف ورائها أرضاً خربة لا تصلح للحياة لتطبق مفهوم الإبادة بمنهجية جديدة، وسط صمت وعجز دولي عن إيقاف فاشية إسرائيلية لطالما تشدق رئيس حكومتها بدورهم في الحفاظ على البيئة، الأمر الذي بات موثقاً زيفه في ذات المنظمات الدولية التي تحدث فيها وإليها فاشي الألفية الجديدة، فوعى الجميع مدى تزوير الحقيقة وهم يرون آلة الحرب الإسرائيلية وهي تستهدف بالضرب مدنيين عزل مستخدمة قذائف محرمة دولياً، أمعنت في استخدامها لقصف بنايات سكنية ومنشآت خدمية كمحطات المياة ومحطات الصرف الصحي، ليصبح قطاع غزة مرتعاً لتفشي الأمراض والأوبئة جراء اختلاط مياة الشرب بمياه الصرف الصحي، وبعدما نجح القطاع الطبي في القضاء على مرض شلل الأطفال عاد ليظهر من جديد بقطاع غزة، كنتيجة طبيعية لعدوان قوات الإحتلال الإسرائيلي التي لم يفت قادتها بإصدار أوامرهم بتطعيم الجنود كي لا يصابوا هم.

ومع أزمة الغذاء التي يعيشها سكان القطاع إلى جانب أزمة الوقود، بات حرق المخلفات هو الوسيلة لإعداد طعام يتم جمعه من بين الركام والحطام، ما نتج عنه حرق لمواد بلاستيكية يحتاج تحللها وفقاً للمعايير الدولية إلى 30 سنة، الأمر الذي أضاف أدخنة اختلطت بأدخنة القذائف والقنابل ما أدى لأن يحتل قطاع غزة مرتبة متقدمة بجدارة في مؤشر تلوث الهوء، لتنتشر معه أمراض متنوعة تدور في فلك الجهاز التنفسي والعصبي.

لم يقف قطعاً الأمر عند هذا الحد في ظل منهجية الإبادة الجماعية التي تقوم بها قوات الإحتلال الإسرائيلي ضد أهل قطاع غزة، فالأمر لم يقف عند حد الأرض والهواء، بل كان لمياه البحر الأبيض المتوسط المطلة سواحل القطاع عليه نصيباً لا يقل همجية عن تلك الممارسة داخل القطاع، وكما تشير منظمة الأغذية العالمية فإن قطاع الصيد يمثل ركيزة أساسية كنشاط إقتصادي لسكان قطاع غزة، يتخطى مفهوم أنه مصدر رزق إلى كونه نشاط يقوم عليه مجتمع متكامل، فكان الحصار البحري لقوات الإحتلال الإسرائيلي، سبباً مباشراً في تدمير بيئة بحرية مكتملة الأركان سواء بشرية معتمدة عليها أو ثروة سمكية مهدرة، تهديد وتدمير لا يقل عما تمارسه قوات الإحتلال الإسرائيلي، ضد البيئة البحرية في مياه البحر الأحمر سواء ثروة سمكية أو شعاب مرجانية لطالما تعمدت سفن الإحتلال الإسرائيلي في تدميرها.

بلا شك بات الوضع البيئي في قطاع غزة كارثة بيئية بكل المقاييس، كارثة لا تقل عما أحدثته الفيضانات والأعاصير وحرائق الغابات في أوروبا وأمريكا التي تتكاتف دولها للتخلص من تبعات مثل هذه الكوارث، إلا أنها غضت في سبات عميق عما يحدث للبيئة في قطاع غزة، لتنكشف سوءات شعارات الدول المتقدمة والمنظمات الدولية، أمام آلة الحرب الإسرائيلية.

وهنا يجدر الإشارة إلى موقف مصر الحازم والحاسم مما تقوم به قوات الإحتلال الإسرائيلي، والذي عبر عنه الرئيس عبدالفتاح السيسي، منذ الأيام الأولى بإستضافة مصر لمؤتمر السلام في العاصمة القاهرة، وكان واضحاً في ضرورة وقف كل ما تقوم به قوات الإحتلال الإسرائيلي من ممارسات ستدمر المنطقة بأسرها لأنها ببساطة ستعمل على اتساع دائرة الصراع.

ومن الزاوية البيئة فقد عبرت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، خلال مشاركتها في الجلسة الأفنتاحية للدورة ٣٥ لمجلس وزراء البيئة العرب المنعقدة بجدة، حيث تتولى مصر رئاسة المكتب التنفيذي للمجلس لعام ٢٠٢٤/٢٠٢٥، وذلك بحضور المهندس عبد الرحمن الفضلي وزير البيئة والمياه والزراعة السعودي ورئيس الدورة الحالية للمجلس ، الدكتور عبد الله بن علي العمري رئيس هيئة البيئة بسلطنة عمان ورئيس الدورة السابقة، ولفيف من الوزراء والمسئولين العرب عن شئون البيئة.

وأكدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة في كلمتها على مجموعة من الرسائل، في مقدمتها التأكيد على دعم جهود دولة فلسطين الشقيقة، بالاضافة إلى الحق في الحصول واستخدام واستدامة الموارد الطبيعية في دولة فلسطين دون احالة وصول تلك الموارد للشعب الفلسطيني، وارسلت رسالة للمجتمع الدولي متعدد الأطراف بعدم ازدواجية المعايير الخاصة بصون الطبيعة ومكافحة التلوث والحد من الانبعاثات، وادانت الوقوف في صمت تام عما يحدث في فلسطين ولبنان، والذي ينطبق أيضا على كل البلدان العربية التي تعاني من نزاعات وأزمات، مما يتطلب توحيد الجهود والمواقف العربية لمواجهتها.

موضوعات متعلقة