النهار
الجمعة 31 أكتوبر 2025 05:27 مـ 9 جمادى أول 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
الأهلي.. فتح باب التصويت للأعضاء حتى السابعة مساءً في الانتخابات السبكي: نعمل على نقل خبرات المراكز الأوروبية في التخصصات الدقيقة لمنظومة التأمين الصحي الشامل الرئيس الكولومبي يهنئ الرئيس السيسي بمناسبة افتتاح المتحف المصري الكبير ختام فعاليات المبادرة الرئاسية ”تمكين” لدعم ذوي الإعاقة بجامعة المنوفية من تلال الفسطاط إلى العاصمة الجديدة.. أسبوع حافل بإنجازات وزارة الإسكان نحو مدن عصرية ومستدامة تحويلات مرورية جديدة استعدادًا لحفل افتتاح المتحف المصري الكبير السبت المقبل السفير العُماني في القاهرة يشيد بفوز شركة “قشور” كأفضل شركة طلابية على مستوى الوطن العربي الصين تنظم المحتوى الرقمي.. لا حديث في الطب أو الاقتصاد دون مؤهل «ديوان» تستضيف باسم خندقجي لمناقشة روايته «قناع بلون السماء» الحائزة على جائزة البوكر العربية 2025 وزيرا الإسكان والشباب والرياضة يفتتحان نادي النادي بالعاصمة الإدارية الجديدة منسق عام أيام التراث السكندرى ل” النهار” هدفنا أن يعبر المشارك عن وجهة نظرة بدون أى قيود...والنسخة 16 تشهد... قائمة ركاب الدرجة الأولى في «تيتانيك» تُطرح في مزاد نادر يتجاوز 100 ألف دولار

حوادث

وسام... ضحية الإهمال في موقع العمل: قصة شاب فقد حياته بسبب إهمال شركة مقاولات كبرى

محررة النهار مع أسرة وسام
محررة النهار مع أسرة وسام

في زاوية من بيت بسيط، تجلس فاطمة، أم مكلومة فقدت ابنها وسام، الشاب البالغ من العمر 17 عامًا، الذي راح ضحية إهمال في موقع عمل إحدى شركات المقاولات الكبرى في القاهرة الجديدة. تحمل في يديها ملابس ابنها وصوره، تتحدث بصوت منكسر، ودموعها لا تتوقف. تقول: "وسام كان ابني البكر، أول فرحتي. خرج للعمل يوم 11 سبتمبر، ولكن لم يعد حيًا. قالوا لنا إنه وقع عليه الرمل في الشغل ومات. ابني كان سندي أنا وأبوه وأخواته، والآن نحن نطالب بحقنا. الشركة تحاول إسكاتنا ببعض الأموال، لكنني أريد حق ابني بالقانون".


_ مأساة وسام في موقع العمل

وسام، الذي كان يعمل في شركة مقاولات كبيرة، ذهب في صباح ذلك اليوم كعادته، ليعود إلى عائلته جثة هامدة، ملفوفًا بالكفن، والده، الذي يروي اللحظات الأخيرة التي شهدها مع ابنه، يقول: "في ذلك الصباح، قبل وسام رأسي ويدي قبل أن يذهب للعمل، كان ذلك غريبًا لأنه لم يكن يفعل ذلك عادة، بعد فترة تلقيت اتصالًا من موقع العمل، يقولون لي: تعال، محتاجينك هنا ، ذهبت بسرعة، وما رأيته كان صادمًا، وجدت ابني ملفوفًا ببطانية، وبملابسه الملطخة بالرمال، سقط في حفرة عمقها 3 أمتار مع زميله، ولكن لم يكن هناك أية وسائل أمان، تمكنوا من إنقاذ زميله، لكن وسام لم ينجُ".

_ غياب وسائل الأمان في موقع العمل

الشركة التي كان يعمل بها وسام، كغيرها من العديد من شركات المقاولات، لم توفر وسائل الأمان اللازمة في مواقع العمل، موقع العمل كان يشهد أعمال حفر عميقة، ولكن دون وجود أي إجراءات سلامة، صديق وسام الذي كان معه وقت الحادثة يروي تفاصيل ما حدث: "كنا واقفين نتحدث خلال العمل، فجأة وجدنا أنفسنا نسقط في حفرة عمقها 3 أمتار، كنت أنا محظوظًا بأن أنقذوني، لكن وسام سقط أكثر مني، وظلوا يبحثون عنه أربع ساعات ونصف قبل أن يجدوه، للأسف، لم يكن هناك أي وسائل أمان لنا في مكان العمل، وهذه ليست الحادثة الأولى التي تحدث في ذلك المكان".

_مطالب العائلة بالعدالة

بعد الحادثة المأساوية، تشعر العائلة أن الشركة تحاول تجاهل مسؤوليتها، الأم، فاطمة، تتحدث بمرارة: "الشركة عايزه تسكتنا بالفلوس ، لكن كيف يمكن أن يعوض المال عن حياة ابني؟ أين حقه؟ أين حق شبابه الذي ضاع في موقع العمل؟ أين حقنا نحن كعائلة فقدت ابنها؟ عايزه حق ابني بالقانون، مش عايزه فلوسهم".

والد وسام، الذي يعاني من صدمة فقدان ابنه، يؤكد أن العائلة لن تتنازل عن حقوقها، يقول: "وسام كان يعمل من أجلنا، وكان لديه طموحات كبيرة،نحن نطالب بمحاسبة المسؤولين عن هذا الإهمال، لا يمكن أن يستمر هذا الوضع حيث يموت الشباب في مواقع العمل بسبب غياب وسائل الأمان، والشركات لا تعير اهتمامًا لحياة العمال".

_إهمال متكرر

الحادثة التي تعرض لها وسام ليست الأولى من نوعها في هذا الموقع، بسبب غياب إجراءات الأمان في مواقع العمل التابعة لهذه الشركة، الشركة لم تتخذ أي خطوات ملموسة لتحسين بيئة العمل أو توفير وسائل الأمان الضرورية للعمال.

قصة وسام هي قصة آلاف الشباب الذين يواجهون الخطر يوميًا في مواقع العمل، دون توفير وسائل أمان كافية، العائلة تطالب بالعدالة والمحاسبة، والشركة لا تزال تتجاهل القضية، مكتفية بتقديم الأموال كحل مؤقت، لكن بالنسبة لوالدة وسام، لا يعوض المال فقدان ابنها. تطالب فاطمة بحق ابنها بالقانون، وتأمل أن تكون وفاة وسام درسًا للشركات والمسؤولين، ليتخذوا إجراءات حازمة لحماية حياة العمال في المستقبل.