هل اللحوم المصنعة في المنزل صحية وآمنة لأطفالك؟.. استشاري تغذية يجيب

مع دخول موسم المدارس، تبدأ الأمهات في وضع خطط محكمة لتجهيز وجبات صحية ومتنوعة لأطفالهن، حيث يحرصن على تقديم أطعمة تغذي أجسامهم وتعزز قدراتهم الذهنية لتمكينهم من التركيز بشكل أفضل خلال اليوم الدراسي.

وتبحث العديد من الأمهات عن خيارات سريعة وأقل ضررًا، مما يدفعهن لتحضير اللحوم المصنعة في المنزل كبديل عن شراء الأطعمة الجاهزة من الخارج.

على الرغم من أن تحضير اللحوم المصنعة في المنزل يبدو خيارًا أكثر أمانًا، إلا أن القلق لا يزال قائمًا حول التأثيرات الصحية المحتملة لهذه اللحوم على المدى الطويل.

وفي هذا الصدد، أشار الدكتور أسامة فكري، استشاري الجهاز الهضمي والكبد والتغذية الإكلينيكية، في تصريحات لجريدة "النهار"، إلى أن اللحوم المصنعة، مثل "الهوت دوج" والسوسيس، تصنفها منظمة الصحة العالمية منذ عام 2014 على أنها مواد مسرطنة، خاصة للأطفال الذين يعانون من ضعف في المناعة.

وأضاف استشاري التغذية الإكلينيكية أن تناول أربع قطع صغيرة فقط من هذه اللحوم يعادل في أضراره تناول علبة سجائر كاملة، ما يعكس مدى خطورتها على الصحة العامة، خاصة بالنسبة للأطفال في سن المدرسة.

وصايا منظمة الصحة العالمية

وتابع فكري أن منظمة الصحة العالمية أوصت بالابتعاد تمامًا عن اللحوم المصنعة واستبدالها باللحوم الطازجة الحمراء أو مصادر البروتين النباتية.

نصائح للأمهات لتحضير وجبات صحية لأطفالهن

وفي هذا السياق، نصح الدكتور فكري الأمهات بضرورة التركيز على تقديم وجبات تحتوي على مصادر بروتين نباتية مفيدة مثل الفول، الجبن، العدس، والحمص، هذه الأطعمة لا تقدم فقط بديلاً صحيًا، بل تساعد أيضًا في تعزيز مستويات الطاقة والقدرة على التحمل لدى الأطفال طوال اليوم.

وعلى الرغم من أن إعداد اللحوم المصنعة في المنزل قد يقلل من بعض المخاطر الصحية بالمقارنة مع المنتجات الجاهزة التي تُباع في الأسواق، إلا أن الدكتور فكري أشار إلى أن الخطر لا يزال قائمًا، خاصة إذا ما تم إضافة الألوان الصناعية والمواد الحافظة.

وأكد أن أي لحوم تُذبح وتُخزن لفترات طويلة قد تصبح أكثر ضررًا، لكن إذا تم تخزينها في ظروف مناسبة من حيث درجات الحرارة، قد يقلل هذا من تلك المخاطر، إلا أنه يظل الخيار الأفضل هو الابتعاد عن اللحوم المصنعة تمامًا.

وفي النهاية، تبقى المسؤولية الكبرى على الأمهات في اختيار الأطعمة التي تدعم صحة أطفالهن وتوفر لهم ما يحتاجونه للنمو بشكل سليم، مع الحرص على تنويع مصادر التغذية لضمان حصول الأطفال على جميع العناصر الغذائية الضرورية لهم.