النهار
السبت 12 يوليو 2025 05:50 صـ 16 محرّم 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
الوطنية للإنتخابات يقرر استبعاد نائب رئيس حزب النور من السباق الانتخابي المحلل السياسي الروسي اصف ملحم يجيب للنهار : هل اقتربت ساعة فتح جبهة جديدة بين بولندا وروسيا ؟ المحلل السياسي الدكتور جمال زهران يحلل للنهار : محللة اسرائيلية توقعت انهيار اسرائيل خلال عامين والاسرائيليين سيفرون كالفئران خبير العلاقات الدولية الفلسطيني اشرف عكة يحلل للنهار .. سيناريو غزة بعد الستين يوما للهدنة في ظل التحولات الاقليمية هل يعيد ترامب رسم خريطة الشرق الاوسط الجديد بين سوريا ولبنان واسرائيل بسايكس بيكو جديد ؟ لماذا تؤكد الصين علي حتمية انتصار روسيا في اوكرانيا ولماذا تصر روسيا علي عزل اوكرانيا عن العالم من بوابة اوديسا ؟ خبراء : نجل نيتنياهو يواجه عقوبة السجن بعد حصوله علي جواز دبلوماسي بدون حق وصفها بالكلبة وطردها من البيت الابيض..ناتاشا بيرتراند الصحفية الامريكية بالسي ان ان والتي هزت عرش ترامب مرتين ”القاتل شيطان وحشى بثوب إنسان”.. مرافعة قوية للنيابة العامة بإزهاق حياة شخص برئ علي يد مجرم بين الأمل والتطوير.. إنقاذ مريضة بمستشفى 30 يونيو وتوسعات كبرى في العناية والتشخيص بمستشفى الزهور صعقة الموت.. تفاصيل مصرع كهربائي بشبرا الخيمة إصابة طفلين في اندلاع حريق شقة سكنية ببنها.. والحماية المدنية تسيطر

مقالات

ماهر مقلد يكتب: مرسمى فى الخيمة «رائد عيسى»

ماهر مقلد
ماهر مقلد

«مرسمى فى الخيمة» عنوان يومى ينشر تحته الفنان التشكيلى الفلسطينى رائد عيسى اللوحات التى يرسمها وهو يعيش وأسرته داخل خيمة بعد أن فقد منزله الجميل واللوحات النادرة التى رسمها عبر السنين وكانت بشهادة العالم كنوزًا فنية لفنان فلسطينى.

قصة رائد عيسى أحد هؤلاء الفنانين تجسد بجلاء شموخ الشعب الفلسطينى، وحبه للحياة والفن والإنسانية، هذا الفنان تعرفت عليه عن طريق السيدة ميساكو وهى مترجمة يابانية وزوجة المفكر اليابانى إيجى ناغاساوا المتخصص فى دراسات الشرق الأوسط، وقبل سنوات أرسلت لى رسالة تخبرنى بوجود ثلاثة فنانين تشكيليين من غزة فى القاهرة ترانزيت وتتمنى أن ألتقى بهم، تواصلت معهم وكانوا فى فندق وسط المدينة واستقبلتهم فى مبنى نقابة الصحفيين، وكانت مشاعر من الود والسعادة بزيارة القاهرة ومشاهدة معالمها، وهم عائدون من اوروبا بعد إقامة معرض لأعمالهم البديعة، سافروا إلى غزة واستمر التواصل معهم وفى كل عدوان إسرائيلى على غزة أتابع ما يتعرض له الشعب الفبسطينى وما يحدث للأصدقاء، كانت الأخبار مؤلمة وتحمل الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعى اخبارا صعبة عن استشهاد الاعزاء ولا املك سوى كلمات المواساة، وتبادل الرساىل القصيرة فى العدوان المستمر على غزة منذ السابع من أكتوبر.

برز اسم الفنان رائد عيسى وهو يرسم من داخل خيمته التى حولها إلى مرسم، ويوثق من خلال ألوانه البسيطة والتى غالبا تكون بالأبيض والأسود كل اللحظات التى يعيشها سواء كانت جميلة أو حزينة، معبرًا بذلك، إلى جانب أطفاله عن معنى جديد للتجذر والبقاء.

يتحدث رائد عيسى، لبوابة اللاجئين الفلسطينيين عن حياته وقد صار لاجئًا مثله مثل كل أهالى قطاع غزة: "جاء عيد الأضحى ولم نشعر بمجيئه، مثله مثل عيد الفطر الماضى، وكباقى أيام الحرب التى شهدت القتل والدمار والنزوح، مر العيد ونحن نبحث عن الأمن والأمان، وكذلك المواد الأساسية للحياة ومياه الشرب، ليصبح العيد مجرد اسم ليس له معنى فى ظروف التشرد والنزوح والتشتت".

كان الفنان الفلسطينى يسكن فى مدينة غزة، بالقرب من مستشفى الشفاء، عندما بدأ جيش الاحتلال "الإسرائيلى" بالتوغل قرب المنطقة، ما أشعره بالخوف على أولاده الصغار، خاصة عندما بدأ جيش الاحتلال يطلق القذائف العشوائية على المنطقة بهدف القتل وإثارة الرعب وإجبار السكان على الرحيل.

يقول عيسى: "خرجنا تحت الضرب، ونزحنا إلى مدارس الأونروا الموجودة فى ذات المنطقة حتى نحمى أنفسنا وأطفالنا، ولكن ظل القصف الإسرائيلى كثيفًا بالقرب منا، حتى اضطررنا إلى النزوح لجنوبى القطاع، بالتحديد إلى رفح.

أطفالًا وكبارًا، أجبروا على المشى فوق جثامين الشهداء المنتشرة بالشوارع، وكان الخوف سيد الموقف، حتى وصلوا إلى مواصى رفح على اعتقاد أنها كانت مصنفة "منطقة آمنة" وأصاب القصف بيته ومرسمه ودفعه هو وعائلته الكبيرة إلى البحث عن حياة جديدة هى بالحد الأدنى، أقل مأساوية، يقول "فى السابق دمر الاحتلال نتاجى الفنى بين عامى 1999 و2004، أى ما يقارب 300 لوحة فنية لا تقدر بثمن وفى العدوان الحالى أنهى كل شىء لا بيت ولا مرسم ولا لوحات ولا جوائز ولا أبسط الاشياء، والبديل أننا نعيش فى خيمة برفح عبارة عن أمل ومحاولة للعيش والحلم بالعودة إلى البيت"، ولكن سرعان ما انطفأ هذا الأمل، عندما اجتاح جيش الاحتلال "الإسرائيلى" مدينة رفح وبدأ يرتكب المجازر بحق النازحين إلى الخيام فى مايو، ما اضطره إلى النزوح مرة أخرى مع عائلته إلى دير البلح، يقول عيسى: "ما زلنا ننزح من مكان إلى آخر على أمل انتهاء هذا الكابوس وهذا الظلم الذى نتعرض له".

ورغم كل الظروف الصعبة ونقص أبسط متطلبات الحياة الكريمة، إلا أن عيسى لا يزال يصارع من أجل الصمود.