النهار
السبت 6 ديسمبر 2025 05:21 مـ 15 جمادى آخر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
«شرشر» ينعى الحاج إيهاب سمير عرفة تجارة الحشيش وسلاح أبيض.. وراء السجن المشدد 3 سنوات لشاب بالقليوبية بعد مقاومة رجال الشرطة.. المشدد 15 عام لعامل لحيازته مخدرات وسلاح ناري بالخصوص حيازة أسلحة نارية تقود عاملين للسجن المشدد 5 سنوات بالقناطر الخيرية كل واحد مشغول بشغله،.. أصالة تحسم الجدل حول شائعات إنفصالها عن زوجها فائق حسن الإثنين 8 ديسمبر 2025م .. حفل تأبين الكاتب الصحفي الراحل حازم عبدالرحمن حبس وكفالة وغرامة لمساعدة هالة صدقي بعد ارتكبها وقائع سب وقذف وتشهير بالفنانة جوارديولا يعلن تشكيل مانشستر سيتي أمام سندرلاند بالدوري الإنجليزي الشيخ خالد الجندي: الفتوحات الإسلامية كانت دفاعاً عن الحرية الإنسانية الأوبرا المصرية ضيف شرف أول مهرجان للأوبرا العربية في قطر.. وتكريم عمر خيرت ومشاركات موسيقية مصرية رفيعة الأوبرا المصرية ضيف شرف الدورة الأولى لمهرجان الأوبرا العربية في قطر ديسمبر الجاري برعاية وزير الثقافة.. مسابقة مسرحية كبرى عن «توت عنخ آمون» لمسرح الطفل والعرائس

ثقافة

بمشاركة كوكبة من المفكرين.. مكتبة مصر العامة تناقش التغيير في الشخصية المصرية

جزء من الندوة
جزء من الندوة

نظمت مكتبة مصر العامة الرئيسية بالدقي، بالتعاون مع صالون الجراح الثقافي، ندوة بعنوان «التغيير في أعمدة الشخصية المصرية»، بمشاركة الدكتور علي الدين هلال، وزير الشباب والرياضة الأسبق، والدكتور أحمد بهي الدين، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، والدكتور محمد أحمد مرسي، استاذ العلوم السياسية، والمفكر أحمد الجمال، والدكتورة هدى زكريا، استاذ علم الاجتماع، والكاتب الصحفي نبيل عمر، وأدار الندوة الدكتور جمال مصطفى سعيد، استاذ الجراحة بكلية الطب جامعة القاهرة، وذلك بحضور رانيا شرعان مديرة المكتبة، ونبيل عبد الفتاح، ومجموعة من المفكرين والكتاب.

وقال جمال مصطفى سعيد، إن النهضة الحقيقة في مصر تكمن في نهضة الشعب التي أساسها النهضة الثقافية، لافتا إلى أن العلاج لما تمر به مصر هو التحدث إلى العقل المصري من خلال الثقافة، والأدب.

وأكد أن صالون الجراح الثقافي، يتم الالتزام فيه بالمعايير التي تقوم عليه الندوات الأدبية والفكرية، ويهدف إلى زيادة الوعي المجتمعي.

وأوضح جمال مصطفى أن الشخصية المصرية على مدار التاريخ تمتاز بالثبات، وهويتها الفردية، ومن أحد خصائص هذا المجتمع هو أنه نسيج واحد، يعيش تحت عنوان الوطنية المصرية، كما تمتاز الشخصية المصرية بحفاظها على الكرامة والرقي والتحضر طوال الوقت، إلا أن ظهر الانفتاح وبعض التيارات الدينية التي حاولت التأثير في ذلك.

ومن جانبه قال علي الدين هلال، إن هناك الكثير من المؤلفات عن شخصية مصر، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، وأن الشخصية صفة إنسانية، ونتاج اللغة والدين والثقافة والعادات والتقاليد، فلا توجد شخصية واحدة لأي شعب من الشعوب، ولابد من أن نقترب من هذا الموضوع اقتراب علمي.

وأضاف: «عندما نقرأ الكتب التي تتحدث عن الشخصية المصرية، نجد أن المصريون متدينون، يمارسون الطقوس وهذا من أيام الفراعنة، فالمصريين يعتقدون بأنهم يتبعون الدين في تعليمه، وهذا ممكن أن يكون إيجابي إذا كانت تحسن الخلق العام، أما إذا اقتصر الأمر على الأخذ بالطقوس دون الأخذ بالمبادئ يكون الأمر سيئ، لأنه في النهاية يتحول إلى متعصب»، متابعا: «المصريون يتمتعون بسمة الصبر التي تبدوا إيجابية، إنما تحولت في التاريخ إلى النخوع للحياة».

وأوضح أن من سمات الشخصية المصرية، التأثر بالثقافات الأجنبية، السخرية من الحكام، واستمرت هذه الصفة حتى أن أصبح الحكم وطنيا، والميل إلى الكأبة والحزن، كما يتميز المصري بالشهامة، والكرم، والفنجرة، والتسويف، والفصال وغيرها الكثير، ولا توجد سمات فريدة للشخصية المصرية، وأن هذه الشخصية غير ثابتة، لأنها تغيرت عبر التاريخ، لكن هناك الصفة التي لم تتغير هي حب الوطن.

وقال الدكتور أحمد بهي الدين، إن الشخصية المصرية، تستجيب إلى المتغيرات، وهي شخصية حية، لكن هناك مجموعة من القيم والمفردات تظل حية في نفوس المصريين، وهناك ارتباط شرطي ما بين المصري والأرض، وهناك العديد من النصوص تفسر علاقة بالبشر بالوطن، فطوال الوقت المصريين لهم علاقة خاصة بالأرض، وهناك مثل شعبي يقول أن الأرض عرض، فموقف المصريين بالأرض طوال السنوات الماضية موقف جيني، لأن مصر استطاع أن توفر مناخا منذ الأزل مستقرا.

وأضاف رئيس هيئة الكتاب، أن مصر هضمت كل ما أتى إليها بطبيعتها، فالمصريين تفاعلوا مع الثقافات الأخرى، ثم أعادوا تصديرها، ومن ثم أحدثوا الإلهام.

وطرح بهي الدين تساؤلا: ماذا لو انقطعت علاقتنا بتاريخنا وحضارتنا؟، مفسرا أن الإنسان إذا أصيب بالزهايمر، ينسى كل شيء، مؤكدا أن مصر لم تصب بالزهايمر نتيجة انتقالها من بيئة إلى أخرى، لكنها ستظل محافظة على هوياتها، وتراثها وتاريخها، والشخصية المصرية ستظل قادرة على تذويب أي ثقافة دخيله عليها.

ومن ناحيته رأى المفكر أحمد الجمال أن الشخصية المصرية لا يوجد لها نمط محدد، بسبب اختلاف الثقافات والبيئات في مصر، متابعا: «هناك اختلاف بيني ففي السلوك اليومي في بعض الأحيان تظهر تصرفات سيئة، ويقوم الأشخاص استدعاء كل سمات التخلف والجهل، ويرفضون تطبيق القوانين، لكن رغم ذلك نجد استعداء المخزون الحضاري الرهيب في لحظات الأزمات، ويظهر كل ما هو طيب».

وأضاف أنه على مر التاريخ نجد المصريين يتحركون في رغبة جارفة للتغير، لكنه في وعيه ووجدانه الحفاظ على الدولة المركزية، فلا يقبل بهدم الدولة أو فقدانها، ويتعامل المصري مع النهر والبحر والصحراء تعامل شديد الذكاء، وتكون بينهم علاقة قوية أدت إلى تصالحه مع المتناقضات.

وأوضح من سمات الشخصية المصرية الاستمرار في إعادة إنتاج ما أنتح من قبل، مثلما يحدث في بعض الأفكار التي يطرحها المفكرين، أو الأدباء، وهي سمة غالبة، ومن الصفات أيضا أفة مصر الشكلية.

وقالت الدكتور هدى زكريا، إن المحروسة خرطها الخراط، ولم يخرط مثلها مرة أخرى، والشخصية المصرية تتعامل بمقولة من حبنا حبناه وسار متاعنا متاعه، وهذا ما فعله المصريين مع الأجانب في حالة عدم قدومهم لمصر في كأعداء أو محتلين.

وأضافت أن مصر طمع فيها الطامعون، وهناك ٤٠ أمة ضربوا مصر عسكريا وتم هزيمتهم ثقافيا، وهذا بفضل الشخصية المصرية المهيمنة والمسيطرة، لفتت إلى أن تعالي الصفوة المثقفة على الثقافة الشعبية، أمر خاطئ منهم، لأن هذه الصفوة لا تستطيع أن تشخص أمراض مجتمعها، مؤكده أن الثقافة الشعبية هي أعلى الثقافات.

وأكدت أن مصر تملك كلمة سر البقاء والاستمرار، ولا تملكه أي دولة أخرى، والشخصية المصرية تستطيع معالجة أي أزمة، فعلى سبيل المثال عالجت أزمة الأديان الثلاثة بمقولة محمد نبي وعيسى نبي وكل من كان له نبي يصل عليه، مما يؤكد أن هذه الشخصية تتميز عن غيرها من الشخصيات بمميزات لا تملكها غيره.

موضوعات متعلقة