السبت 27 أبريل 2024 04:09 مـ 18 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
انطلاق المؤتمر الطلابى السنوى ”PHocus” الذي ينظمه الاتحاد المصري لطلاب صيدلة السادات في نسخته الخامسة مرموش يقود فرانكفورت أمام بايرن ميونخ بالبوندسليجا علي الطيب يكشف سبب اعتذاره عن مسلسل «صلة رحم» ويوجه رسالة لأبطاله بهدف نظيف.. وست هام يتفوق على ليفربول في الشوط الأول سينما المكفوفين.. أول تعاون بين مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير ووزارة التضامن يسرا اللوزي تكشف سبب بكائها في آخر حلقة بمسلسل صلة رحم (تفاصيل) جثة ومصاب في حادث علي محور 30 يونيو ببورسعيد 30 أبريل .. جامعة أسيوط تطلق فعاليات ”شارع العلوم” لتشجيع الأطفال على استيعاب وفهم العلوم المختلفة ”الخال مش والد”.. المؤبد لسائق لاتهامه بهتك عرض نجلة شقيقته بشبرا الخيمة المشدد 6 سنوات وغرامة 100 الف جنية لموظف بتهمة بالإتجار في المواد المخدرة بشبرا الخيمة وزير التعليم ومحافظ الغربية يفتتحان ”معرض مخرجات ونواتج التعلم لطلاب التعليم الفني” رئيس شباب النواب : البطولة العسكرية عكست حرص القوات المسلحة علي التعاون وتبادل الخبرات مع الجيوش العربية

مقالات

ماهر مقلد يكتب: حى الزمالك.. رسالة إلى رئيس الوزراء

ماهر مقلد
ماهر مقلد

حى الزمالك العريق أشهر المناطق الراقية فى مصر يعانى، ويحتاج إلى نظرة سريعة من الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، الذى يعرف أكثر من غيره قيمة وأهمية حى الزمالك وضرورة الحفاظ على خصوصيته ووضعه وإرثه التاريخى.

المعاناة تأتى من سوء الحالة التى بدا عليها شارع 26 يوليو، الشارع الرئيسى الذى يتوسط الحى، وأصبح مشهدًا غريبًا لا يعكس أبدًا عراقة الحى أو قيمته وسط تجاهل خصوصًا بعد التوسع الكبير فى المطاعم والمقاهى، التى غزت الشارع وجعلته مقصدًا للشباب من جميع المناطق.

حى الزمالك العريق مسئولية اللواء خالد عبدالعال، محافظ القاهرة، الذى تسلم المحافظة، وكان الشارع عاديًا، لكن فى غضون أعوام قليلة تسللت كل مظاهر العشوائية إلى الشارع من فوضى المرور إلى تكدس الباعة، الذين يفترشون الأرض إلى عشرات الأكشاك التى تغزوه دون رقابة إلى سباقات الشباب الوافد التى لا تتوقف ليلًا ونهارًا بأحذية التزحلق وسط السيارات المكدسة.

يفقد الشارع خصوصيته يومًا بعد يوم وسط تخوف عارم من سكان الحى على مستقبله وهدوئه، مع انتشار أعداد لا حصر لها من المتسولين، الذين يطاردون المارة من السياح والمصريين بشكل يتجاوز الحدود، ويتخطى القواعد.

استمرار شارع 26 يوليو بالزمالك على هذا النحو، هو جريمة مكتملة الأركان فى حق أعرق الأحياء السكنية فى مصر، والذى يضم أعدادًا لا حصر لها من البعثات الدبلوماسية الأجنبية والعربية والمؤسسات التراثية المصرية التى تعكس حضارة مصر.

فى بداية الشارع أعرق القصور التاريخية، وهو قصر عائشة فهمى، وعلى بعد خطوات فندق الماريوت، الإرث التاريخى الذى اقترن اسمه بحفل افتتاح قناة السويس.. وبناه الخديو إسماعيل وزيّنه بعناية؛ ليكون نسخةً طبق الأصل من مقر إقامة الإمبراطورة أوجينى بقصر توليرى فى باريس، واستضافها فيه خلال حفل افتتاح القناة.

الحديث عن الكنوز التاريخية فى الزمالك يحتاج إلى مجلدات، وعدد البعثات الدبلوماسية فى هذا الحى يجعله بامتياز من أهم المناطق فى مصر.. فلماذا التقاعس بهذا الشكل فى الحفاظ عليه؟ لا يطلب سكان الزمالك التطوير أو التجديد، كل ما يطالبون به هو الحفاظ على المكان وحمايته من خطر العشوائية.

الدولة تنفق مئات المليارات من أجل القضاء على العشوائية فى مناطق متنوعة بالجمهورية، ومن باب أولى أن تحافظ على منطقة راقية وجزيرة نادرة فى مصر، وهى الزمالك وتمنع تسلل العشوائية إليها.

الزمالك حى لا يجب النظر إليه بهذه النظرة من جانب المسئولين، وإنما يتوجب على الحكومة والمحافظ الاعتناء به، الحكومة تصرح بأنها نجحت فى تطوير العشوائيات، ونقل سكان هذه المناطق إلى تجمعات حضارية شيدتها الدولة، فلماذا لا تقف أمام العشوائيات التى تمتد إلى شارع رئيسى فى حى الزمالك؟ وتكافح العشوائية، أسفل الكوبرى فى الشارع مبنى خرسانى يفتقد إلى الشكل الجمالى، وهو وحدة المرور، وفى بداية الشارع وتحت الكوبرى زاوية، وهناك من يقف لبيع المشروبات والأطعمة دون ترخيص، كما أن المحلات التى غزت الشارع دون تراخيص من يتحمل المسئولية هنا، وفى رقبة من هذا الانهيار الحاصل؟

أصوات آلة تنبيه السيارات فى الشارع لا يمكن تصورها كما لو كانت مبارزة بينها خصوصًا من سيارات النقل الجماعى، مجموعة من الظواهر يجب التعامل معها سريعًا حتى يستعيد الشارع نظامه، ويعكس موقعه ويتماشى مع رقى الحى.

هذه رسالة تعبر عن شكاوى لا تتوقف من سكان الحى ومناشدتهم المسئولين بالعمل سريعًا، والتدخل لوقف مسلسل التجاوز ومكافحة العشوائيات ومنع الباعة الذين يفترشون الشوارع وتحجيم الأكشاك من التغول وابتلاع الرصيف، كما لو كانت مستعمرات وليس كشكًا صغيرًا.

قد يكون الدكتور مصطفى مدبولى مشغولًا بمشروعات قومية كبرى، وقد يكون المحافظ مضغوطًا بأعباء الأحياء.. فمن إذن يتابع حال الزمالك؟!