هشام قنديل لـ سى إن إن: نحن ندفع ثمن عهد مبارك

قال رئيس الحكومة د. هشام قنديل، إن "ما يحدث فى مصر هو أننا ندفع الآن ثمن عهد مبارك، وأن ديمقراطيتنا الوليدة تدفع ثمن30 عاما من القمع وعدم وجود الديمقراطية".
وأضاف قنديل خلال مقابلة له مع شبكة "سى إن إن" الإخبارية الأمريكية إن "ديمقراطيتنا تمر الآن باختبار: كيف تستطيع الأغلبية استيعاب احتياجات ومخاوف الأقلية، وكيف يمكن أن تستمع الأقلية وتحترم رأى الأغلبية ؟".
وفيما يتعلق بالاحتجاجات التى تشهدها مصر فى الشارع الآن، اعترف قنديل بحقيقية الشباب الغاضب فى الشوارع لم يتم احتوائهم، وقال إن المتظاهرين فى الشارع لا ينتمون لأى حزب وعندما نستمع إليهم نجدهم يقولون أن لا أحد يمثلهم، وهذا يدين الجميع لعدم وجود حزب فى مصر قادر على جذب هؤلاء الشباب.
وتابع، إن المشكلة الكبرى أن الشباب لم يجدوا مكانهم فى المجتمع ويشعرون أنهم غير ممثلين فى الوضع الراهن، ويجب على الحكومة أن تفعل شيئا حيال هذا، وأضاف: "نحن نفعل شيئا حيال هذا، لا أتحدث عن الشباب ولكن عن العمل البناء.. أحاول أن أقنع الشباب أنه سواء كنتم غاضبين أو مستاءين فدعونا نبنى بلدنا ولا نلقى الحجارة أو المولوتوف بل نبنى بلدنا.. هذه مبادرتى المتواضعة ونصيحتى للشباب ونعمل عليها".
وردا على تصريحات وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسى التى حذر فيها من احتمال انهيار الدولة فى ظل الصراعات السياسية، قال قنديل إنه لا يرى البلد فى حالة انهيار، مشيرا إلى أن التحدى القائم الآن يتعلق بأن بتطبيق الأغلبية والأقلية القيم الديمقراطية تماما.. هذا شيئا يستغرق وقتا ولكى يكون جزء من حياتنا اليومية..
وردا على سؤال عما إذا كانت التصريحات قد تعنى تدخلا، قال إن "الجيش المصرى لعب دورا حيويا فى حماية المصريين أثناء الثورة، والجميع يعترف بهذا.. وكنت شاهد عيان عندما تخلوا عن الحكم مع انتخاب أول رئيس مدنى ديمقراطيا فى تاريخ مصر"، وأكد على أن الجيش المصرى جيش محترف، يعرف أن دوره حماية الدولة، وعندما طلب منه التدخل فى مدن القناة الثلاثة لحماية الشعب ومنطقة القناة، فعل ذلك.
وسألته المذيعة كريستين امانبور عن فيديو المواطن المسحول وكيف أنه يذكره بالأيام السيئة القديمة، فرد قائلا " أن هذا أمر محزنا للغاية، فعندما يتعلق بالكرامة الإنسانية وحقوق الإنسان أو التظاهر السلمى، فإنه لا عودة.. فهذا ما قامت بسببه الثورة ولا عودة عن ذلك، وقد أوضح الشعب هذا والأمر لا يتعلق بالحمونة فقط بل بالشعب أيضا، وقد تم وضعه فى الدستور.. لكن ما رأيناه مؤسف وللغاية.. وتصرفنا فورا وطلبت وزارة الداخلية فاعتذر علنا فورا، وأمر فورا بالتحقيق ويقوم النائب العام بالتحقيق.. نحن نأخذ الأمر على محمل الجد، لكن دعونا لا نأخذ حادث فردى على أنه اتجاه عام للشرطة. بل الأمر كله هو أنه لا عودة عن الديمقراطية وحرية التعبير واحترام الكرامة الإنسانية ".
وطرحت امانبور على قنديل سؤال قائلة: هل القضية أنه حتى مع إجراء انتخابات الديمقراطية، يبدو أن الإخوان والحرية والعدالة منخرطين بشكل أكبر فى حكم استبدادى آخر.. فرد رئيس الحكومة قائلا إنه ليس متأكدا من إمكانية إصدار حكم قوى للغاية مثل هذا بعد 7 أشهر فى الحكم، الأمر لا يتعلق فقط بوجود مؤسسات ديمقراطية أو انتخابات ولكن بتعزيز القيم الديمقراطية، وهذا سيستغرق وقتا.
وفيما يتعلق بالاقتصاد، قالت امانبور إن الشعب غير راض عن الاقتصاد من تراجع الاحتياطى النقد الأجنبى لأقل من النصف منذ الثورة وتأجيل قرض صندوق النقد.. فرد قنديل قائلا أنه يعمل بجد فى مجالات مختلفة وفى جوانت مختلفة على مدار الساعة ، مشيرا إلى إنه لا يتحمل مسئولية العامين الماضيين، لأنه لم يكن فى موقع المسئولية خلالهما ، وشدد على أن ما يحتاجه الاقتصاد لكى يزدهر هو أمرين الاستقرار السياسى والعمل بجد.. "لو أردنا حياة كريمة ونمو للاقتصاد فهذان الأمران مهمين لكى نجنى ثمار الثورة". وأكد أن أكثر ما تحتاجه الحكومة الآن هو الوقت من أجل إنشاء مؤسسات جديدة وتقوية الثقة بين الشعب والدولة.