واشنطن تحذر سوريا من نقل الاسلحة الى حزب الله

حذر البيت الابيض سوريا من نقل اسلحة الى حزب الله اللبناني.
وجاء التحذير الامريكي وسط ادعاءات متناقضة حول ضربة جوية اسرائيلية لاهداف في سوريا.
وسط سيل من التقارير والاشاعات المتناقضة، يبدو ان اسرائيل قد قامت بالفعل بتنفيذ غارة جوية صاعقة داخل الاراضي السورية رغم صمت المسؤولين الاسرائيليين المطبق حول الموضوع.
ولكن هذا هو التصرف الذي يميز هؤلاء المسؤولين في هذه المواقف. اضافة لذلك، يعرف المسؤولون الاسرائيليون ان تدخلهم في الوضع السوري الداخلي المعقد يمثل مخاطرة سياسية كبيرة ليس اقلها اتهامهم بالوقوف مع المعارضة السورية المسلحة.
وهذا هو الذي جرى بالضبط، إذ اتهمت سوريا وحلفاؤها ايران وروسيا وحزب الله اسرائيل بالتواطؤ مع الغرب والمعارضة السورية.
وتعرف اسرائيل جيدا ان التدخل في سوريا بهذا الشكل سيحرج المعارضة السورية ويعزز موقف الرئيس بشار الاسد سياسيا. ولكن يبدو ان ثمة اسباب مهمة اجبرت الاسرائيليين على التصرف رغم هذه المخاوف.
وكانت اسرائيل قد اعلنت ان نقل الاسلحة من سوريا الى حزب الله يمثل خطا احمر بالنسبة لها.
وتعتقد معظم القوى الغربية ان هدف الغارة كان قافلة عسكرية تنقل الاسلحة الى حزب الله في لبنان. واذا كان مركز الابحاث في جمرايا شمال غربي دمشق قد ضرب بدلا عن ذلك (او اضافة اليه) - كما تصر سوريا - فلا بد ان تكون اسرائيل قد استشعرت بنشاط خطير فيه ايضا.
وتقول دمشق إن طائرات حربية اسرائيلية اغارت الاربعاء على مركز للبحوث العسكرية شمال غربي العاصمة، ولكن الولايات المتحدة وغيرها يقولون إن هدف الغارة كان رتلا ينقل الاسلحة الى لبنان.
وقدمت سوريا شكوى رسمية الى الأمم المتحدة بشأن الضربة الجوية الاسرائيلية.
وقال نائب مستشار الامن القومي الامريكي بن رودس لبي بي سي إن الغارة الاسرائيلية استهدفت رتلا يحمل صواريخ سام 17 المضادة للطائرات، وقالت بعض مجموعات المعارضة المسلحة السورية من ناحية اخرى انها هاجمت مركز الابحاث المذكور.
ونفى الجيش السوري ما قالته الولايات المتحدة وغيرها من الأطراف إن ما استهدف كان شاحنات تنقل أسلحة الى لبنان.
وكانت الولايات المتحدة قد حذرت سوريا من "تعريض أمن منطقة الشرق الأوسط للاضطراب،" وذلك بنقل اسلحة إلى حزب الله اللبناني.
وأكدت سوريا أنها تحتفظ بحقها في الدفاع عن نفسها، في حين أدانت كل من روسيا وإيران الهجوم.
الا ان مراسل بي بي سي في واشنطن بول ادامز يقول إن انباء الغارة الاسرائيلية لم تثر اي قلق في العاصمة الامريكية، مضيفا ان وجود مدير الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية في واشنطن وقت وقوع الغارة يشير الى ان الاسرائيليين قد يكونوا قد احاطوا الادارة الامريكية علما بها قبل وقوعها.
فقد أعربت روسيا عن قلقها إزاء ما تردد من أنباء عن هجوم إسرائيلي على هدف سوري، قائلة إن مثل هذه الغارة "ستمثل خرقا غير مقبول لميثاق الأمم المتحدة".
وظلت روسيا ترفض بقوة إدانة الرئيس السوري بشار الأسد خلال الـ 22 شهرا من عمر النزاع في سوريا التي قتل فيه أكثر من 60 ألف شخص.
وقال بيان لوزارة الخارجية الروسية إنه "إذا تأكدت صحة هذه المعلومات فهذا سيعني إننا أمام عملية اطلاق نار من دون مبرر على أراضي دولة ذات سيادة، في انتهاك فاضح وغير مقبول لميثاق الامم المتحدة، أيا كان المبرر".
واضاف البيان "إننا نتخذ تدابير عاجلة لاستيضاح هذا الوضع في أدق تفاصيله".
وقالت سوريا إن طائرات مقاتلة إسرائيلية شنت ضربة جوية مباشرة على مركز للبحث العلمي في جمرايا، اسفرت عن مقتل شخصين وجرح خمسة آخرين.
وقالت مصادر أمنية لبنانية ودبلوماسيون غربيون ومعارضون سوريون إن هدف الغارة كان قافلة عسكرية قرب الحدود اللبناني.
من جانب آخر، أصدرت جماعة الاخوان المسلمين في مصر بيانا صحفيا تدين فيه الغارات الإسرائيلية على سوريا، واصفة اسرائيل "بالكيان الغاصب الذي يهدد استقرار ووحدة الأمة العربية ويحرمها السلام والأمن والاستقرار."
وطالبت الجماعة الحكومات العربية وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي باللجوء لكل الوسائل "لدفع هذا العدوان والتصدي له."
وأدان البيان أيضا النظام السوري الحاكم "الذي يقاتل شعبه ويقتله ويشرده ويدمِّر مقومات البناء، ويعجز في نفس الوقت أن يدافع عن حدوده وأرضه" على حد قول البيان.
ميدانيا، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض إن عدد القتلى جراء أعمال العنف في سورية بلغ اليوم الخميس مئة وعشرة أشخاص بينهم ستون مدنياً على الأقل، وعدد كبير من مسلحي المعارضة والقوات النظامية.