ذوى الاحتياجات الخاصة فى صدراة المشهد الانتخابي

تستعد مصر للانتخابات الرئاسية المقبلة 2024، والمقرر انطلاقها مطلع ديسمبر المقبل، وسط دعم كبير أعطته الدولة لذوى الاحتياجات الخاصة، وحرصها الدائم علي مساندتهم في المشاركة في كافة الأنشطة الاجتماعية.

هذا الدعم الكبير الذي حظى به ذوى الاحتياجات الخاصة فتح المجال للسؤال عن التسهيلات المقدمة لهم للمشاركة فى الانتخابات الرئاسية وكيفية ممارستهم حقهم الانتخابي.

ووفقًا للاحصائيات الخاصة بالجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء يصل عدد الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة إلى 10.7 مليون على مستوى الجمهورية، وهم يمثلون كتلة تصويتية كبيرة، تتمتع بحقوقها المدنية والسياسية.

طرحت "جريدة النهار" هذا السؤال على عدد من الخبراء والذين كشفوا عن خطة الدولة فى هذا الملف المهم.

لغة برايل ولوحات أرشادية

يقول المستشار وائل الشيمي، عضو الجهاز التنفيذي للهيئة الوطنية للإنتخابات، أن الهيئة طلبت من المجلس القومي للإعاقة قاعدة بيانات خاصة بذوى الاحتياجات الخاصة حتي نستطيع توفير أقرب لجان لمنزلهم لتيسير إتاحة مشاركتهم بالانتخابات الرئاسية.

وتابع "الشيمي" في تصريحات خاصة لـ "النهار"، عملنا علي مساعدة الأشخاص ذوى الإعاقة البصرية للتصويت من خلال لغة "برايل"، وتم الاتفاق مع وزارة التضامن الاجتماعي لتوفير أفراد من الهلال الأحمر المصري؛ لمساعدتهم مع بداية وصولهم للمدارس التي تنقعد بيها الانتخابات وحتي باب اللجنة.

واستكمل "الشيمي" حديثه قائلًا: "قمنا بعمل حملات توعية من خلال الأشارات للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة ومن خلال "البنرات الارشادية" والتي يتم تعليقها علي الجدران لتسهيل مشاركتهم، وأوضح إنه لأول مرة الهيئة الوطنية للانتخابات تستعين بالأشخاص ذوي الإعاقة ويتم تعين 5% منهم ليكونوا أمناء لجان مع القضاة المسئولين؛ وذلك بعد استيفائهم الشروط والتأكد من قدرتهم علي التعامل مع الأشخاص، ويتم ذلك تحت الإشراف من المستشار أحمد بنداري مدير الجهاز التنفيذي للهيئة الوطنية.

ندوات وفعاليات

تقول الدكتورة إيمان كريم، رئيس المجلس القومى للإعاقة، إنه تم توقيع بروتوكول تعاون ما بين المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، والهيئة الوطنية للانتخابات لتسهيل وتيسير التصويت للأشخاص من ذوي الإعاقة، وتابعت إنه تم تدشين حملات لدعم وتمكين الاشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، تحت رعاية المجلس القومي للإعاقة ووزارة الشباب والرياضة.

وكشفت "إيمان"، في تصريحات خاصة لـ "النهار"، أن هناك توعية تقدم من قبل الهيئة الوطنية للانتخابات ومن المجلس القومي للإعاقة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في القري والمدن الريفية؛ وذلك من خلال ندوات وفعاليات رسمية لتوعية الاشخاص بالانتخابات، وأحقيتهم فى التصويت، بمشاركة وزراة التضامن الإجتماعي.

وأشارت الدكتورة إلى أنه يتم تقديم تيسيرات للأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة عن طريق البوسترات كعلامات استشارية، وطريقة ال"برايل" للإعاقة البصرية، والإعاقة الحركية بيتم تخصيص الطابق الأرضي من اللجان لهم، بالتنسيق مع المستشارين المسؤلين عن اللجان الإنتخابية.

واستكملت حديثها قائلة: تم عمل غرفة عمليات مركزية داخل المجلس القومي للإعاقة؛ للرد علي أي شكوى واردة للمجلس بشأن تصويت الاشخاص ذوي الاعاقة، ومحاولة حلها، وتسهيل الأمر عليهم، وتذليل أي مشكلات من الممكن أن تواجههم خلال عملية التصويت.

تسهيل النقل والتأمين

يقول اللواء رفعت عبد الحميد الخبير الأمنى، إن أجهزة الأمن دورها الرئيسي تأمين العملية الانتخابية بدون التدخل فيها، وجزء من دورها الأصيل التسهيل على الناخبين القيام بعملية التصويت دون تحيز، ولذوي الاحتياجات الخاصة أهتمام كبير، لضمان مشاركتهم فى العملية الانتخابية بسهولة ويسر ودون معوقات، وهذا هو مبدأ وزارة الداخلية حتى فى تقديم معظم خدماتها للمواطنين.

وتابع "عبد الحميد"، أننا نشاهد العديد من المشاهد كل عرس ديمقراطي، توضح الدور الذي يلعبه رجل الأمن فى تأمين اللجان، وضمان سلامة الناخبين، ومشاهد أخري إنسانية تعبر عن أصالة الشعب المصري، والمتمثلة فى مساعدة كبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة ونقلهم للجان من أجل المشاركة، وهو دور مهم لا يقل عن أهمية التأمين.

القضاة

فيما قال مصدر قضائى، أن القضاة المشرفين على عملية الانتخابات يكونوا حريصين على تسهيل عملية التصويت للأشخاص من ذوي الإعاقة، وتكون اللجان مدعمة بكراسي متحركة وأطباء وغيرها من الأدوات اللازمة لمساعدة الحالات التى تحتاج إلى ذلك فهو حق أصيل لهم كفله الدستور لكل مصري يحمل بطاقة الرقم القومي، بلغ سن الـ18 عامًا وكان متمتعًا بحقوقه المدنية والسياسية ومدرج بقاعدة بيانات الناخبين.

وتابع المصدر-الذي فضل عدم ذكر أسمه، بعض القضاة يخرجون لاستقبال الناخبين من ذوى الاحتياجات الخاصة غير القادرين على الوصول للجان ويسهلون لهم عملية التصويت بعد اتمام الإجراءات اللازمة لعملية التصوين، من تسجيل بطاقة الرقم القومى والتوقيع والتصويت ومن ثم غمس الأصبع فى الحبر الفسفوري.