النهار
الجمعة 9 مايو 2025 10:04 صـ 11 ذو القعدة 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

تقارير ومتابعات

”سفاحين بدرجة سفاكين دماء”.. كيف يتحول الإنسان إلى قاتل متسلسل؟

سفاحين بدرجة سفاكين دماء
سفاحين بدرجة سفاكين دماء

القتل أعظم الجرائم التى ارتكبها البشر، ولكن ما الذي يدفع إنسان لأن يمد يد الأذي لأخر، بل ويحترف ذلك حتى يطلق عليه لقب "سفاح".. فمؤخرًا ظهر فى مصر "سفاح الجيزة" وقبله بسنوات طويلة ذاع صيت "ريا وسكينة"، وغيرها من محترفي الإجرام، ويوميًا نسمع عن جرائم قتل بشعة؛ تفنن أصحابها في تنفيذها، وبرعوا في محاولة إخفاء جريمتهم؛ إلا إنهم سقطوا في النهاية، فما هي دوافع هؤلاء المجرمين وما العوامل التى قادتهم إلى سفك دماء الأبرياء.

فتحت جريدة "النهار المصرية" ملف السفاحين، وتحدثت مع عدد من الخبراء حول كيفية تشكل شخصية المجرم، وملامح سماته النفسية.

سفاحين وقتلة

من بين أبرز السفاحين الذين ظهروا مؤخرًا هو "قذافي فراج" والذى عرف بـ"سفاح الجيزة" والذى ارتكب 4 جرائم قتل بشعة، كما تورط في قضايا تزوير وغيرها من الجرائم، وظلت جميعها طي النسيان لسنوات طويلة إلى أن تكشفت الأمور فجاءة، وسقط في قبضة الأجهزة الأمنية، وصدر ضده عدة أحكام بالإعدام؛ إلا أنه لم يصدر حكم نهائي وبات ضده.

لم تمر سوي أشهر قليلة على قصة "قذافى فراج"، حتي ظهر سفاح أخر وهو "عاطف محمود" والذي قتل 5 أشخاص داخل مزرعة في الريف الأوروبي، بعدما حاول الاعتداء جنسيًا على أحد ضحايا وفشل، فقرر أن يتخلص منها ومن أفراد أسرتها، وبعد أيام قليلة ألقى القبض عليه، وصدر ضده حكمًا بالإعدام.

سيكوباتي فاقد المشاعر

يقول الدكتور جمال فرويز الخبير النفسي، إن ما يدفع الإنسان إلى الاتجاه نحو طريق القتل، هى شخصيته الأصيلة التى تشكلت عبر سنوات حياته، ويتحكم فى تشكيلها عدة عوامل من بينها الوراثة بنسبة ١٠%، والتنشئة في الصغر وهى التى تحمل النسبة الأكبر من تشكيل الشخصية بنسبة ٨٠%، والخبرات الحياتية التى اكتسبها بمرور الوقت بنسبة ١٠%.

ويتابع "فرويز"، إن شخصية المجرمين والقتلة تكون شخصية مضطربة وتميل إلى العنف، وهى معروف أيضًا فى الأوساط العلمية بـ"السيكوباتية" وهي المضادة للمجتمع وتتسم بالسلبية واللامبالاة، وعدم الاهتمام بتوابع التصرفات، كما أنها تفتقد للمشاعر والأحاسيس، وتكرار نفس الأخطاء، كما أن بعض المجرمين ربما يكونوا من ذوات الشخصية الحدية، والتى تحمل نفس صفات الشخصية السيكوباتية مع تغيير مزاجي حاد وسريع.

البيئة تخلق السفاح

فيما يرى الدكتور عبد الله السيد أستاذ علم الاجتماع، أن التنشئة الاجتماعية تلعب دور كبير في تشكيل شخصية الفرد فالبيئة هي التي تخلق السفاح، وتحول وجهته إلى العنف، فالشخص الذى تربي في أسرة العنف هو الأسلوب السائد فيها، سواء فيما بين الوالدين وبين بعضهم البعض، أو بين الأباء والأبناء، تتحرك تصرفاته كلها وردود أفعاله تجاه العنف باعتباره الأسلوب المناسب للتعامل مع كل المواقف الذى يتعرض لها، وهناك جانب أخر يؤثر بشكل كبير في شخصية المجرم القاتل، وهو تعرضه لإيذاء بدني رهيب في الصغر؛ أو اعتداء من أي نوع سواء جنسي أو غيره من شتى أنواع الاعتداء.

وأضاف "السيد" في تصريحات خاصة لـ"جريدة النهار المصرية"، أنه في مراحل حياة الشخص المختلفة يتعرض للعديد من المثيرات التي تؤثر في شخصيته وتكوينها، كلها نتاج فعل المجتمع من حولها، وأكثر المراحل التي تؤثر في شخصية المجرم هي مرحلة الطفولة لأنها التي تشكلت شخصيتها الرئيسية والأصلية ويظل كل ما تعرض لها في تلك المرحلة ملازمه طوال حياته، بعدها تأتي مرحلة المراهقة والشباب، يكون للمجتمع دور كبير أيضًا في تحفيز عوامل العنف لديه، خاصة إنه في تلك الفترة يشعر بكينونته، ورغبته في الاستقلال بشخصيته وتصرفاته.