الخميس 2 مايو 2024 03:47 صـ 23 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

منوعات

بعد ارتفاع أسعار الذهب.. هل يمكن تستغنى الفتيات عن «الشبّكة»؟

هل يمكن أن تستغنى الفتيات عن «الشبكة»؟
هل يمكن أن تستغنى الفتيات عن «الشبكة»؟

أسعار الذهب في حالة من عدم الاستقرار بسبب الارتفاع المستمر على مدار اليوم، مما يشغل بال كل المقبلين على الزواج، وبالتالي هذا يطرح تساؤلات هل من الممكن تستغنى الفتيات عن «الشبّكة» في ظل هذه الظروف الاقتصادية ويتم الاكتفاء ببدائل أخرى كالذهب الصيني أو الفضة كما أوضحت بعض المبادرات التي يتم تدشينها لتسهيل الزواج، وللإجابة عن هذه التساؤلات يمكن الإطلاع على هذا التقرير التالي:
الفتيات يرفعن شعار «الدبلة» وحدها تكفي
«على الأقل يجيب دبلة ومش عايزة حاجة تانية».. هكذا كشفت سمر عامر، 22 عامًا، عن رغبتها في شراء دبلة فقط والاكتفاء بذلك وعدم الحصول على أي مجوهرات أخرى وخصوصًا مع اقتراب حفل خطوبتها.
استطاعت رحاب أحمد، 30 عامًا، إقناع أهلها في الاستغناء عن «الشبّكة» وتزوجت ببعض المقتنيات الذهبية الخاصة بها وذلك حتى يستطيع زوجها استكمال كافة المسئوليات الأخرى من أجل التسهيل وخاصًة مع ارتفاع أسعار تجهيزات الزواج، قائلة:«أهم حاجة يكون الشخص كويس والدهب والحاجات دي عمرها ما هتكون دايمة، العلاقة السوية هي اللي هتدوم».
«جبت دبلة بس وكتبت الباقي في القايمة».. أوضحت ندى مرسي، 25 عامًا، أنها قامت بتصرف آخر حيث أنها استغنت عن المقتنيات المختلفة من الذهب وقامت بشراء ذهب صيني كبديل و«دبلة» فقط من الذهب لاستكمال الزواج ثم قام أهلها بكتابة باقي المقتنيات الذهبية الأخرى في قائمة الزواج.
واتفقت علا حسن، خريجة كلية تجارة، مع مبدأ التيسير على المقبلين على الزواج، وخاصة في ظل ارتفاع أسعار الذهب والظروف الإقتصادية الصعبة، وعدم التقيد بشراء شبكة باهظة الثمن تخفيفًا على الزوج، ويمكن الإكتفاء بعدد جرامات ذهب قليلة، إلى جانب أنها ليست مؤيدة لفكرة استبدال الشبكة الدهب بالفضة، متابعة: العريس يجيب خاتم ودبلة، مؤكدة على أن الزواج ميثاق غليظ قائم على المودة والرحمة، وأن هناك معتقدات قديمة خاطئة لدى بعض الأشخاص من شأنها الضغط على الشاب واجباره على شراء شبكة باهظة الثمن للتفاخر والتباهي، ويجب التحرر من هذه المعتقدات التي لا تتناسب مع العصور الحالية وخاصة في ظل ارتفاع الأسعار.
وكشفت أن قيمة الفتاة لا تقدر بالذهب أو المال، ما يقدم لها من شبكة وإنما تقدر بمدى جدية الزوج وقدرته على تحمل المسؤلية وصونها والحفاظ عليها، ويجب دعم المبادرات الهادفة من خلال العلماء والمفكرين والمثقفين ورجال الدين لتوعية الناس وخاصة البسطاء.

"لتسكنوا إليها".. مبادرة أزهرية لتخفيف نفقات الزواج وتوعية الأسر
لجأت بعض المناطق بمختلف محافظات الجمهورية لتدشين مبادرات مجتمعية للتخفيف عن كاهل الشباب المقبلين على الزواج، ومحاربة عادات الزواج باهظة التكاليف، والمغالاة فى المهور وتجهيزات الزواج، واطلق الأزهر الشريف مبادرة «لتسكنوا إليها»

مبادرة الأزهر
أطلق الأزهر الشريف مبادرة تحت عنوان «لتسكنوا إليها»، وذلك لمواجهة التكاليف الباهظة للزواج والقضاء على العادات السيئة المتبعة في الزواج، وتيسير الأمور المتعلقة به، وإلغاء عدد من البنود التى تعد عرقلة لإتمام الزواج والذى من شأنه ارتفاع نسبة العنوسة بين صفوف الفتيات وعزوف الشباب عن الزواج، ومواجهة المغالاة في تكاليفه، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية، وجاء من بين محاورها الاتفاق على الذهب بالقيمة وإثباته في قائمة المنقولات بالقيمة لا الجرامات، وإقامة مراسم الأفراح على قدر الاستطاعة، وعدم التقيد بمظاهر ومغالاة مرهقة.
تلك المبادرة التي لقيت قبولاً وتفاعلًا كبيرًا من المواطنين والأسر المصرية مشيدين بدور الأزهر ومكانته في المجتمع، كما دعت دار الإفتاء إلى ضرورة التيسير في تكاليف الزواج لانه يُجلب البركة.
آراء علماء الدين
وكيل الأزهر السابق: كفاية «دبلة» كشبكة ومهر

وفي هذا السياق دعا الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف السابق، إلى إلغاء الشبكة بعد الارتفاع المتتالي في أسعار الذهب، وقال شومان عبر صفحته الرسمية بـ«فيس بوك»،:«بعد الارتفاع المتتالي لأسعار الذهب ليت الناس يرخصونه بالاكتفاء بدبلة كشبكة ومهر عند الزواج»، الأمر الذي قوبل بالترحيب من جانب رواد التواصل الإجتماعي والمواطنين.
استطلعت صحيفة "النهار المصرية" أراء علماء الأزهر والدين في هذا الشأن، وأكد الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، في تصريحات خاصة لـ«النهار»، على ضرورة تيسير تكاليف الزواج وتخفيف نفقاته وعدم المغالاة في التجهيزات والمهور على الشباب المقبلين على الزواج من الطرفين، وأثنى على مبادرة الأزهر «لتسكنوا إليها» التي من شأنها التخفيف على كاهل الأسر وللشباب وتصحيح المفاهيم الخاطئة في الزواج، والابتعاد عن المغالاة والمباهاة والمفاخرة وخاصة لغير المقتدرين.
وقال: التوعية والمواعظ مطلوبة للجمهور وحثهم على تخفيف نفقات الزواج والاكتفاء بالضروريات فقط، مع الحرص على تطبيقها وتفعيلها على أرض الواقع متابعًا:«نفتقر إلى القدوة العملية».
وطالب «كريمة» الأهالي وأولياء الأمور بعدم تحملهم فوق طاقتهم المادية التي تدفعهم في بعض الأحيان للاقتراض من أجل المباهاة والمفاخرة، التي قد تنتهي بأن يصبح ولي الأمر( الأب والأم ) من الغارمين والغارمات ويثقل على كاهل الدول.
وفى نهاية حديثه دعا الأسر المصرية إلى ضرورة توخى الحذر والاستغناء عن تكاليف الزواج الباهظة والتى ليس لها قيمة سوى أنها تمثل عبئًا قد يؤدى فى النهاية الى عدم إتمام الزيجة.
علماء الدين: اقلهن مهراً اكثرهن بركة
«اقلهنا مهرًا أكثرهن بركة» بهذا الحديث بدأ الشيخ علي المطيعي، أحد علماء الأزهر الشريف تصريحاته لـ«النهار» وقال: يجب علي الأسر المصرية إن تسهيل إجراءات الزواج علي الشباب المقبلين على الزواج، وعدم المبالغة في الشبكة، التي من الممكن أن تكون رمزية تخفيفًا عليهم حسب استطاعته وظروفه المادية.
وأوضح «المطيعي»، أن مسألة ارتباط الذهب بالمهر مثلًا ليست شرعية وإنما هي عادات عرفية، على سبيل الهدايا، ويمكن استبدالها بالفضة أو الاكتفاء بقدر معين من الذهب بالتراضي حسب اتفاق طرفي الزواج، بقصد التخفيف وعدم المغالاة في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعيشها دول العالم، مشيرًا إلي أنه لا يوجد دليل من كتاب أو سنة يحدد نوع المهر ولا مقداره، موضحًا إلى أنه يجوز أن يكون المهر ذهبًا ويجوز أن يكون من غيره.
وناشد الأسر بعدم المبالغة في شراء جهاز العروسة وخاصة في الأرياف والصعيد بشراء الكثير من مستلزمات العروسة تقليدًا للغير، فذلك قد يدفعهم إلي كثرة الديون وعدم القدرة علي السداد ويعرضهم للسجن فهذا يُعد بذخ والإصراف حرام حسب قوله.
واختتم المطيعي حديثه: «الله أمرنا بالتيسير، فعندما تيسر علي شاب بأن يعتصم نفسه وتسهل له أمور الزواج نحو مجتمع فاضل خالٍ من الرذيلة والمعصية».
مبادارت مجتمعية
«بلاها دهب.. هنشترى فضة».. مسمى لأحد المبادرات المجتمعية التي اطلقها الأهالي في مدن الصعيد وتضمنت محاورها إلغاء الشبكة أو جعلها اختيارية والاكتفاء بجرامات ذهب قليلة على سبيل المثال (دبلة وخاتم)، أو استبدالها بالفضة، الاقتصار فقط على شراء الضروريات من مستلزمات الزواج بعدد محدود من كل شئ، وعدم البذخ والتبذير في مراسم ليلة الزفاف، والكف عن مظاهر التباهي.
وحول فكرة الإستغناء عن شراء الشبكة الذهب واستبدالها بالفضة أو إلغائها كليًا، قالت سيدة تدعى «أم نورة» ربة منزل: «خففوا على الشباب بلاش دهب خالص ويمكن الاكتفاء بكتابته قدر جرامات معينة يتم الإتفاق عليها في القايمة فقط حفاظا لحق البنت»
وأضافت: «المجتمع لابد أن يتقبل إلغاء «الشبّكة» وخاصة في الأرياف والصعيد لغير القادرين ماديًا، فالشبّكة في الأصل تعد هدية من العريس للعروس، وتوفير ثمنها في الاستفادة بثمنها في شراء مستلزمات أخرى من الضروريات، وأنها تؤيد استبدال الشبكة الذهب بالاكسسورات الفضية من باب الزينة والحلى، ورأت أن مبادرات الأزهر وغيرها من مبادرات الأهالي المجتمعية لتخفيف أعباء وتكاليف الزواج والتيسير على المقبلين على الزواج، هادفة وجميلة تحمي المجتمع من عزوف الشباب عن الزواج وعنوسة الفتيات في ظل الظروف الإقتصادية وارتفاع الأسعار».
استشاري علاقات أسرية: «البساطة وعدم المغالاة»
قالت دكتورة إيمان الريس، استشاري العلاقات الأسرية والتربوية، في تصريحات لـ«النهار»، إن بناء منزل الزوجية يعني في الأساس على قاعدة البساطة وعدم تكليف الطرفين زيادة عن اللزوم والبعد عن المغالاة ذلك أمر مهم يجعل الحياة الزوجية أكثر استقرارًا وسعادة.
وأضافت :«الشبكة ليست مقياس لتقيم الشخص لو الشاب المُقبل على الزواج مجتهد أحنا نساعد ونتغاضي عن بعض الأشياء الغير ضرورية للتيسر عليه»، متابعة: الشبكة بتبقى قدر المستطاع بدون ضغوطات لأنها في النهاية عبارة عن هدية ممكن يتم الاستغناء عنها أو استبدالها بالفضة حسب التراضي، في بعض الأمور والمستلزمات غير الهامة في الزواج كونها ترهق كاهل الأسر والشباب المقبلين على الزواج وخاصة في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية وغلاء اسعار الذهب، من الممكن للعروسين الاكتفاء بدبلة أو خاتم حسب الاتفاق والتراضى بينهما وخاصة الشباب محدودي.

وتابعت: «بعض الناس كل ما يشغل بالهم التباهي والتفاخر بالمهور التجهيزات الغالية الباهظة والتي تؤدي إلى عزوف الشباب عن الزواج وعنوسة الفتيات ورفع سن الزواج».
وحثت "الريس" الأسر المصرية على ضرورة توعية أبنائهم وبناتهم وترسيخ لديهم مبادئ القناعة والرضا، والبحث عن السعادة بعيدًا عن المغالاة والمفاخرة الخداعة.
وأشارت إلي أن هناك مصطلح يتم تطبيقه عند البعض بشكل خاطئ وهو «الزوج يدفع دم قلبه»، ليست بالخلاف التي قد تهدم أغلب الزيجات قبل بدايتها، وإنما ينصح بتشجيع الشاب على الاجتهاد، وتجهيزات قدر المستطاع.
واختتمت استشارى العلاقات الاسرية حديثها، قائلة:«ابحثوا عن السعادة والاستقرار الحقيقي بعيدًا عن المغالاة والمقارنات الكاذبة».

موضوعات متعلقة