الجمعة 19 أبريل 2024 07:11 صـ 10 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

هل تضع الولايات المتحدة دولة الجزائر تحت عقوبات قانون ”كاتسا” الأمريكي ؟

تحرك 27 عضو بالكونجرس الأمريكي مطالبين باستخدام قانون "كاتسا" الأمريكي للعقوبات ضد دولة الجزائر بسبب مخالفة الولايات المتحدة في إقرار العقوبات علي روسيا ورد وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف " حول ذلك الأمر قائلا : الجزائيرون يعرفون ما يفعلونه وتهكم علي الخبر قائلا : "لقد هاجمتم الشخص الخطأ" وفقا لأر تي .

ونرصد المواجهة الروسية للعقوبات الاقتصادية الأمريكية عليها بسبب شنها العملية العسكرية علي أوكرانيا في فبراير عام 2022 لرغبة روسيا في حماية عاصمتها موسكو من صواريخ حلف الناتو العسكري وتحولت إلي حرب حاليا .

وفي خلال تطور أشكال الصراع العسكري بين روسيا وحلف الناتو العسكري والاتحاد الأوروبي كان هناك سلاحا فتاكا بتلك الحرب الدائرة وهي "الحرب الاقتصادية" وإذا تساءلت أيها القارئ العزيز عن سبب وجود نزاع عسكري في أوكرانيا حاليا فهو صراع النفوذ السياسي والاقتصادي بين الدول الشرقية والغربية .

وقد أشار لذلك الصراع صراحةً الجنرال "مارك ميلي" رئيس أركان هيئة القوات المشتركة الأمريكية في خطاب له عن تنامي الصراع بين الولايات المتحدة والعملاق الصيني القادم في المستقبل الذي ازدادت قدراته الاقتصادية .

فبكين تدين الولايات المتحدة حاليا ب870 مليارات دولار وهو ما حذر منه وزير الخارجية الأمريكي السابق "مايك بومبيو"من خطورة بلوغ سقف الدين العام للولايات المتحدة 31تريليون دولار و500مليارات دولار .

ونعود للجنرال مارك ميلي عندما قال كلماته تعليقا علي المناوشات الأمريكية الصينية بسبب محاولة الجزيرة التايوانية الاستقلال عن الدولة الصينية وحذرت الولايات المتحدة الصين من تلك الخطوة .

وقال ميلي صراحةً : إن الولايات المتحدة تفعل كل الاجراءات والمحاولات العلمية والتكنولوجية لتبقي الولايات المتحدة مُتربعة علي عرش العالم في التقدم المعرفي والعلمي ولن تسمح للصين بمنازعتها في مركزها الأول علي العالم بالتفوق العلمي .

وأضاف إن الصين باتت متفوقة في مجال علوم الفضاء ونجح الرئيس الصيني "تشي جين بينج" بالتفوق اقتصاديا وقام بتطوير جيشه في شكل طفرة في مجال العلوم العسكرية لكن الولايات المتحدة ستعمل بجهد أكبر لمنع صعود التنين الصيني علي قمة العالم .

ولذلك ظهرت التحركات الاستراتيجية علي الأرض بمحاولة الجزيرة التايوانية الانفصال عن دولة الصين ودعمتها الولايات المتحدة من خلال زيارة رئيسة الكونجرس السابقة نانسي بيلوسي إلي تايوان وأعقبها المرور العسكري للبحرية الأمريكية في المضيق التايواني .

وتتحرك الولايات المتحدة في اتجاه استراتيجي أخر بدعم الفلبين التي تنازع الصين في ممتلكاتها في بحرها الجنوبي ويحتوي علي ثروات هائلة من النفط والغاز والمعادن النفيسة والثروة السمكية الهائلة بزيارة نائبة الرئيس الأمريكي كامالاهاريس إلي الفلبين وعقد اتفاقية بناء قاعدة عسكرية ب59 مليون دولار للفلبين .

وردت الصين بمرورها البحري العسكري علي أقرب نقطة من إحدي الجُزر اليابانية الحليف القوي للولايات المتحدة ونرجع للمشهد العسكري في أوكرانيا بحرب مشتعلة لإبقاء الدول في حجمها مخافةً من التفوق الاقتصادي للدول الشرقية .

فما فشلت في تحجيمه دبلوماسيا واقتصاديا تحجمه عسكريا!!! ولذلك جاء الناتو ليستنزف القوة الشرقية الثانية الصاعدة في العالم وهي الدب الروسي وعندما أدرك ضابط الكي جي بي الذي بات رئيسا الخطر قرر شن الحرب دفاعا عن بقاء دولته .

وتعرض فلاديمير بوتين لحرب شرسة بمواجهة 50 دولة مجتمعة في كييف لكن ظهرت بوادر الحرب الاقتصادية علنا وكانت الغرض الرئيسي للحرب التي جاءت عند أبواب روسيا .

وقامت الولايات المتحدة بفرض عقوبات اقتصادية علي روسيا بسبب شنها العملية العسكرية وتمثلت في عزل روسيا من النظام المالي العالمي سويفت وحظر توريد السيليكون لروسيا الذي تستخدمه في صناعتها التكنولوجية !!!

ومنع استيراد الغاز الروسي من الدول الأوروبية الذي يُشكل حجما كبيرا من الاقتصاد الروسي وبعدها تجميد رؤوس الأموال الروسية سواء المملوكة للحكومة الروسية أو رجال أعمال روسيين وإرسالها لأوكرانيا .

كان الهدف من الحرب المُشتعلة إغراق روسيا اقتصاديا في نفقات الحرب وبعدها إحراق أوروبا أيضا اقتصاديا من خلال إشعال الحرب بينها وبين موسكو لكن ارتفعت مؤشرات الاقتصاد الروسي عكس التوقعات بالانهيار .

وتشاهد من بعيد الولايات المتحدة تلك الحرب لتبقي مُتربعة بإحتلال المركز الأول علميا كما قال الجنرال ميلي وقد تحققت تلك الرؤية في اتصال الرئيس الأمريكي بايدن بكلا من رئيس فرنسا ماكرون ورئيس وزراء بريطانيا سوناك والمستشار الألماني شولتس ليؤكد لهم أن الولايات المتحدة سوف ترسل دبابات " أبرامز" إلي أوكرانيا وعليهم إرسال دباباتهم سريعا .

لكن كان الفخ الأمريكي بإنها سوف ترسل دباباتها في مارس كما قال جون كيربي السكرتير الصحفي للبنتاجون لتعلن الحقيقة فيكتوريا نولاند نائبة وزير الخارجية الأمريكي أمام الكونجرس بعدم إرسال الولايات المتحدة أية دبابات إلي أوكرانيا لاحتدام القتال بها .

وتراجعت الدول الأوروبية عن إرسال دباباتها وحددت موعد مارس للتسليم كما زعمت الولايات المتحدة حتي لا تتورط أوروبا بتجرع دماء الحرب وحدها وتحركت الدبلوماسية الفرنسية باتصال هاتفي من ماكرون إلي فلاديمير بوتين للتفاوض لإنهاء الحرب وتبعه المستشار شولتس الألماني .

ونربط المشاهد ببعضها ومن يحاول إشعال حرب عالمية ثالثة تقليدية في أوروبا فقط ويبيع الأسلحة والغاز بسعر مضاعف عند الحاجة والأزمة لتحقيق أكبر المكاسب المالية وتقزيم الدول التي تحاول الاقتراب من المركز الأول والمحافظة علي عالم به قطب واحد فقط .

في الأخير قانون "كاتسا" أصدره دونالد ترامب في أغسطس عام 2017 لفرض عقوبات اقتصادية صارمة علي الدول المعادية للولايات المتحدة وشملت إيران وكوريا الشمالية وروسيا .

موضوعات متعلقة