السبت 27 أبريل 2024 01:23 صـ 17 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

تقارير ومتابعات

بولندا وكندا تشاركان في تزويد كييف بدبابات قتالية وبايدن يبحث زيارة أوروبا بالذكرى الأولى للحرب في أوكرانيا

جديد الحرب الروسية الاوكرانية
جديد الحرب الروسية الاوكرانية

أعلنت كندا وبولندا اليوم الجمعه عزمهما تزويد أوكرانيا بدبابات ليوبارد لتنضما بذلك إلى الولايات المتحدة وألمانيا ودول أخرى في تزويد كييف بدبّابات ثقيلة لمواجهة القوات الروسية. في الأثناء يبحث الرئيس الأميركي جو بايدن إجراء زيارة لأوروبا في فبراير/شباط المقبل بهدف إظهار دعمه لأوكرانيا.

وقالت وزيرة الدفاع الكندية أنيتا أناند في مؤتمر صحفي إن بلادها تعتزم تزويد أوكرانيا بـ 4 دبابات ليوبارد، وقالت "هذه الدبابات الأربع جاهزة للقتال وسيتم إرسالها خلال الأسابيع المقبلة" مشيرة إلى أنّ عدد الدبّابات التي سترسلها بلادها إلى كييف "قد يرتفع" في المستقبل.

كما قال متحدث باسم وزارة الخارجية البولندية للجزيرة إن دبابات ليوبارد الألمانية جاهزة لديهم وسيسلمونها لأوكرانيا، وذلك بعدما بحث وزير الدفاع الأميركي مع نظيره البولندي خطط توفير مساعدات لأوكرانيا.

بايدن في أوروبا
في الأثناء، نقلت شبكة "إن بي سي نيوز" عن 3 مسؤولين بالإدارة الأميركية (لم تسمّهم) قولهم إن البيت الأبيض يبحث سبل إجراء الرئيس بايدن زيارة لأوروبا الشهر المقبل بالتزامن مع الذكرى السنوية الأولى للحرب الروسية ضد أوكرانيا.

وقالت المصادر "هناك مواقع متعددة محتملة للزيارة قيد الدراسة، بما في ذلك بولندا" مشيرين إلى أنه لم يتم بعد اتخاذ قرارات نهائية بشأن سفر بايدن إلى أوروبا.

والهدف من الزيارة هو اغتنام الفرصة للفت الانتباه إلى ثبات كييف في مواجهة الحملة العسكرية لروسيا، وتجديد تأكيد الولايات المتحدة تضامنها مع الشعب الأوكراني مع دخول الصراع مرحلة جديدة، حسب المصادر نفسها.

كما كشف المسؤولون أن إدارة بايدن تناقش أيضا إعلان حزمة مساعدات عسكرية كبيرة جديدة لأوكرانيا بمناسبة ذكرى الحرب الروسية الأوكرانية.

تصعيد روسي
على الصعيد الميداني، صعدت روسيا هجماتها في أنحاء أوكرانيا، بعد يوم من إعلان الغرب مدّ كييف بدبابات قتالية، واستهدفت عشرات الصواريخ والمسيّرات الروسية العاصمة الأوكرانية ومدنا في الجنوب والشرق.

فقد شنّت القوات الروسية ضربات صاروخية في أنحاء مختلفة من أوكرانيا؛ من بينها 37 غارة جوية و10 ضربات صاروخية ليلية استهدفت البنية التحتية في دنيبرو ومناطق أخرى، مما دفع الجيش الأوكراني إلى إعلان عن حالة التأهب القصوى في عموم أراضي البلاد.

كما شمل القصف والغارات العاصمة كييف التي استيقظ سكانها على وقع أصوات الانفجارات بعد استهداف القوات الروسية لها بأكثر من 15 صاروخ "كروز"، قالت السلطات الأوكرانية إن دفاعاتها الجوية نجحت في إسقاطها جميعها.
وأكدت السلطات العسكرية في كييف تصدّي الدفاعات الجوية الأوكرانية للصواريخ الروسية التي وجهت نحو المدينة، لكنها دفعت بعدد كبير من سكانها إلى النزول إلى الملاجئ والبقاء فيها، بعد تأكيد المجلس الإقليمي في كييف أن خطر الضربات الجوية لم ينته.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر طبية أوكرانية قولها إن 11 شخصا قتلوا اليوم جراء ضربات شنتها القوات الروسية على مناطق متفرقة في أوكرانيا.

وفي وقت سابق، أعلن عمدة كييف فيتالي كليتشكو مقتل شخص وإصابة اثنين بهجوم صاروخي روسي استهدف مبنى غير سكني بمنطقة هولوسيفسكي بالمدينة، وأكد -في منشور على تليغرام- وقوع انفجارات متفرقة في المدينة وحث السكان على الاحتماء.

وتشتد المواجهات بين الطرفين في الجبهة الجنوبية حيث قصفت القوات الروسية مناطق عدة لا سيما في مقاطعة خيرسون جنوبا، كما أعلنت الدفاعات الأوكرانية إسقاط صواريخ روسية في سماء مقاطعة ميكولايف، واستهدفت الصواريخ الروسية كذلك منشآت للطاقة في مقاطعة أوديسا على ساحل البحر الأسود جنوبا وتسببت في انقطاع التيار الكهربائي.

وفي الجبهة الشرقية، على ضفاف نهر دنيبرو، تعرضت مدينة زاباروجيا لهجمة صاروخية روسية جديدة. كما أعلن الدفاع الجوي الأوكراني رصد صاروخين موجهين نحو مقاطعة دنيبرو، في مدينة كريفيري غربي المقاطعة.

في الأثناء، أعلنت سلطات دونيتسك الموالية لروسيا دخول القوات الروسية مدينة أوغليدار، وتعزيز مواقعها في ضواحيها.

وتزامن التصعيد العسكري الروسي أيضا مع تحذير أوكراني من تحضيرات قتالية روسية انطلاقا من القرم؛ حيث قال المتحدث باسم هيئة الأركان الأوكرانية أولكسندر شتوبون إن موسكو تعدّ لعملية تعبئة جديدة في المنطقة.

وبالتوازي مع تحركات روسية في القرم أكدت الاستخبارات الأوكرانية حاجة القوات الأوكرانية إلى مزيد من المدفعية البعيدة المدى، لضرب التعزيزات الروسية التي تصل من شبه جزيرة القرم، وقالت إن الروس ينقلون ذخيرة وعتادا إلى مستودعات تبعد عن خطوط الجبهة الجنوبية أكثر من 80 كيلومترا.


وتأتي التطورات العسكرية في أوكرانيا في ظل تأكيد عدد من الدول الأوروبية، بينهما ألمانيا، إرسال دبابات "ليوبارد2" إلى الجيش الأوكراني.

وتخشى دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) أن تتسبب بعض الإمدادات العسكرية إلى أوكرانيا بتصعيد وتيرة الصراع وتحويله إلى حرب مباشرة مع روسيا.

دبابات.. وعيد وتصعيد
ورافق الرد العسكري الروسي على إعلان تزويد أوكرانيا بالدبابات تصعيد على مستوى التصريحات أيضا.

فبعد توعد موسكو هذه الدبابات بالحرق، اعتبر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف تزويد أوكرانيا بالدبابات الغربية انخراطا مباشرا في الصراع، ودليلا على التورط الأميركي والأوروبي المباشر والمتزايد في هذه الحرب، وفق تعبيره.

وأكد بيسكوف أنه لا نية لدى موسكو لتغيير وضع العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، بعد إرسال الدبابات إلى كييف.

بدوره، قال رئيس لجنة مجلس الدوما الروسي للشؤون الدولية ليونيد سلوتسكي إن كتيبة الدبابات الأميركية لن تساعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على تغيير مسار العملية الروسية في أوكرانيا ولا الوضع في شبه جزيرة القرم، حسب تعبيره.

وأضاف أيضا أن أي محاولة للاستيلاء على شبه الجزيرة القرم ستلقى ردا قاسيا، مؤكدا أن الهجوم الروسي لن يوقفه إمداد آخر من الأسلحة الغربية.


تنديد أميركي
من جانبها، نددت الولايات المتحدة الأميركية، اليوم الخميس، بالهجمات الصاروخية الروسية التي استهدفت العاصمة الأوكرانية كييف.

ووصفت السفيرة الأميركية لدى كييف بريدغيت برينك، في تغريدة، الهجمات الورسية بأنها "عنيفة" وتتبع "الفشل الإستراتيجي نفسه".

وأضافت "لا يمكن لموجة الهجمات الروسية بالصواريخ والمسيرات أن توقف المدافعين الأبطال عن أوكرانيا، ولا شعبها الشجاع، ولا دعمنا الحاسم والموحد لأوكرانيا".

دبابات "تشالنجر2"
وفي تطور آخر، قال وزير الدولة البريطاني لشؤون الدفاع أليكس تشوك إن من المقرر أن تدخل دبابات "تشالنجر2" البريطانية مسرح العمليات العسكرية في أوكرانيا بنهاية مارس/آذار المقبل.

وأضاف وزير الدولة البريطاني لشؤون الدفاع، في مؤتمر صحفي، أن بلاده قدمت 200 عربة مدرعة لأوكرانيا حتى الآن، وأن تدريب القوات الأوكرانية على استخدام دبابات "تشالنجر2" سيبدأ الأسبوع المقبل.

ورحب الوزير البريطاني بقرار ألمانيا إرسال دبابات "ليوبارد2″، وقرار الولايات المتحدة إرسال دبابات "أبرامز" لأوكرانيا.

وأعلن أمس الأربعاء الرئيس الأميركي جو بايدن أن الولايات المتحدة سترسل 31 دبابة من طراز "إم1 أبرامز" القتالية إلى أوكرانيا، وذلك عقب ساعات من تأكيد ألمانيا أنها ستنقل إلى حكومة كييف 14 من دباباتها من طراز "ليوبارد2″، وإعلان مشابه من النرويج ودول أوروبية أخرى، الأمر الذي رحب به الناتو، ووصفته أوكرانيا بـ"حلف الدبابات الكبير".

ا