استقبال مصري حافل.. ما قصة «لوجوس هوب» أكبر معرض كتاب عائم بالعالم؟

إقبال كبير وزحام محمود، لا ضجر منه، محادثات مثمرة متبادلة بين الحضور، ذلك المشهد الذي جمع عشاق القراءة المصريين على متن سفينة «لوجوس هوب»، داخل حدود مصر، تحت شعار «تبادل المعارف وتقديم المساعدة والأمل»، بعد رسوها بميناء بورسعيد يوم 4 يناير الجاي، ورغم احتفاء السواد الأعظم من المثقفين ومحبي القراءة المصريين بها، إلا أن فريقًا آخر يتوجس خِيفة من نواياها، لاسيَّما وأنها تتبع جمعية تبشيرية غربية، فما قصة تلك السفينة؟ وما الفائدة التي تعود على مصر من ذلك الحدث؟

أكبر معرض كتاب عائم

سفينة«لوجوس هوب»، تعد أضخم معرض عائم للكتاب في العالم، لاسيَّما وأنه يضم مجموعة كبيرة من الكُتب، والتي تشمل أكثر من 5 آلاف عنوان، بموضوعات متنوعة بين الفنون والعلوم والرياضة والطب واللغات والطب والمعاجم وغيرها.

تلك السفينة صاحبة النصيب الأكبر من اهتمام عشاق القراءة حول العالم بها، واحدة من أسطول سُفن تديره منظمة «جي بي أيه» الخيرية المسجلة في ألمانيا، والتي استضافت على متن سفنها أكثر من 42 مليون زائر في 150 دولة حول العام، منذ عام 1970م.

10 أعوام مرت على زيارة سفينة «لوجوس هوب» الأخيرة لمصر، ورغم طول المدة إلا أن (اللقا نصيب)؛ لتعود السفينة مرة أخرى إلى مصر، وتستمر زيارتها هذه المرة 20 يومًا، في الفترة من 4 يناير الجاري وحتى 23 من الشهر ذاته.

ليست الكُتب وحدها التي يقدمها أكبر معرض عائم للكتاب «لوجوس هوب»، ولكن يشتمل برنامج فعاليتها على الكثير من العروض التعريفية داخل مكتبتها الضخمة، خصوصًا وأن ارتفاعها يبلغ 132 مترًا، لـ 9 طوابق، وتبلغ حمولتها 12 ألف 512 طن، وتحتوي على مسرح يسع 400 فردًا.
10 آلاف زائر حتى الآن

ولما كانت القراءة هي ذات الروح، اغتنم عشاق القراءة والمثقفين المصريون، فرصة زيارة السفينة مصر، تحديدًا بميناء بورسعيد السياحي؛ لتشهد إقبالًا منقطع النظير من الزوار من داخل محافظة بورسعيد وخارجها.
واستقبلت سفينة «لوجوس هوب»، أكثر من 10 آلاف زائرًا، منذ فتح أبوابها أمام الزوار، أول أمس الخميس، تحديدًا في تمام العاشرة صباحًا.

وتستمر السفينة في استقبال الزوار يوميًا في فترة زيارتها المُقررة، بدءًا من الساعة 10 صباحًا وحتى العاشرة مساءً، عدا يوم الجمعة والذي تفتح أبوابها فيه للزوار بدءًا من الساعة 3 عصرًا وحتى العاشرة مساءً.

23 يناير الجاري موعد الوداع بين سفينة «لوجوس هوب»، وعشاق القراءة والمثقفين داخل مصر، قبل أن تستكمل رحلتها إلى ميناء العقبة.
وقبل أن ترسى سفينة «لوجوس هوب» في ميناء بورسعيد السياحي، نوه عدد كبير من الكُتاب بموعد زياراتها، بينهم الكاتبة أمل العشماوي، التي دوَّنت عبر حسابها موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، منشورًا قبل شهر من موعد زيارة السفينة مصر، تحث فيه محبي القراءة على زيارتها.

100 دولة حتى الآن زارتها السفينة، وعلى متنها مليون كتاب، وبلغ عدد الزوار في اليوم الأول لها في مصر، 6 آلاف زائر من كل المحافظات، بحسب الكاتب عصام الزهيري.

دعوات لزيارة لوجوس هوب
الإقبال الكبير على السفينة شجع الكثير من المثقفين ومحبي القراءة في مصر، بالمطالبة بأن تجوب السفينة محافظات مصر بأكلملها، لاسيمَّا وأن تقصير قصور الثقافة بتلك المحافظات، بشأن منافذ بيع الكُتب.
اقتنص الكثير من المؤسسات الثقافية والجمعيات، فرصة تواجد السفينة في ميناء بورسعيد السياحي، ونظمت رحلات إليها.

6 يناير الجاري، نظمت جمعية مصر الجديدة، رحلة ثقافية وترفيهية لكل رواد منصاتها الإبداعية والثقافية، وهي مكتبة مصر الجديدة ومتحف الطفل ومكتبة المستقبل، إلى بورسعيد في وجهتها إلى مكتبة «لوجوس هوب»، أكبر مكتبة متنقلة في العالم، حيث ميناء بورسعيد، وفقًا لرئيس مجلس إدارة جمعية مصر الجديدة، الدكتور نبيل حلمي.
واعتبر «حلمي»، السفينة جسرًا ثقافيًا تعبر من خلاله إلى معرفة ثقافات الشعوب والحضارات المتنوعة، بما يتماشى مع استراتيجية كل مؤسسة ثقافية مصرية.

اعتراض على استحياء

رغم الاحتفاء الكبير بهذا الحدث إلا أن فريق آخر من المواطنين حمِل رأيًا مخالفًا، أبدى فيه غضبه، من كونها تبشيرية، متهمين القائمين عليها باستغلال الحالة الاقتصادية المتردية في مصر، لنشر معتقداتهم، وزعم البعض أن السفينة لم تلق قبولًا داخل ليبيا.
اعتراض البعض على وجود السفينة داخل مصر، أو زياراتها بشكل عام للدول العربية بالتحديد، لم يقف أمام مسيرتها، منذ انطلاقها على مدار 13 عامًا، زارت خلالها 480 ميناء في أكثر من 150 دولة، واستقبلت أكثر من 49 مليون زائر على متنها، تحت شعار «تبادل المعارف وتقديم المساعدة والأمل».