في الذكرى السنوية الأولى لسقوط ”كابول”.. كيف كشف الانسحاب الأمريكي ضعف إدارة ”بايدن”؟

• خالف "بايدن" تعهداته، وانسحبت القوات الأمريكية بشكل مفاجئ في منتصف أغسطس ٢٠٢١؛ مما أسفر عن سقوط كابول في أيدي حركة طالبان بسهولة.
• توقيت الانسحاب والفوضى التي نجمت عنه تنم عن جهل إدارة "بايدن"، لا سيَّما الاعتماد على مطار كابول الدولي بدلًا من قاعدة "باغرام" الجوية.
• من الأهمية بمكان تقديم الدعم الغربي للمقاومة الأفغانية في مواجهة حركة طالبان بدلًا من السعي إلى تعزيز شرعية الأخيرة أو الاعتراف بحكومتها.
يأتي الانسحاب الأمريكي من أفغانستان في الذكرى السنوية الأولى لسقوط "كابول" على أيدي حركة "طالبان"، ليؤكد أنه يتسق مع التعهدات التي قطعها الرئيس الأمريكي "جو بايدن" على نفسه إبَّان حملته الانتخابية بإنهاء أطول حرب خاضتها بلاده، ووضع حدًا للانخراط الأمريكي في الصراع الأفغاني بصورة أبدية.
فيما أدلى مستشار الأمن القومي الأمريكي "جيك سوليفان" بتصريحات الشهر الماضي، والتي أيّد خلالها الانسحاب رغم الأزمة الإنسانية التي أعقبته، بدعوى أهمية إغلاق هذا الملف، والحفاظ على أرواح الجنود الأمريكيين.
من جانبه، رفض وزير الخارجية "أنتوني بلينكن" الانتقادات التي وُجهت إلى" واشنطن" بشأن ترك المعدات العسكرية في أفغانستان، بزعم استحالة استخدامها بدون مستشارين أمريكيين.
اتصالا تأتي تبريرات كلٍّ من "بايدن" و"سوليفان" بشأن الانسحاب قاصرة، وذلك في ضوء أهمية الدور الأمريكي في إرساء الاستقرار في أفغانستان؛ حيث مكّن الوجود الأمريكي القوات الأفغانية من السيطرة على العاصمة "كابول" وعواصم المقاطعات، فضلًا عن أهمية توقيت الانسحاب؛ حيث خالف "بايدن" تعهداته بالانسحاب في الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر 2001، وانسحبت القوات الأمريكية بشكل مفاجئ في منتصف أغسطس ٢٠٢١، مما أسفر عن سقوط "كابول" في أيدي حركة "طالبان" بسهولة.
ويعد توقيت الانسحاب والفوضى التي نجمت عنه تنم عن سوء تقدير إدارة "بايدن" بالأوضاع في أفغانستان، لا سيَّما الاعتماد على مطار "كابول" الدولي بدلًا من قاعدة "باغرام" الجوية؛ وذلك في ضوء الصعوبات المحدقة بتأمين الأول، وضيق سعة مدرجه، وأكد أن عدم تفسير البيت الأبيض للمنطق الكامن وراء قراره في هذا الشأن يشير إلى أن كبار موظفي إدارة "بايدن" -الذين لم يخدم أي منهم في الجيش- تجاهلوا آراء مسؤولي البنتاجون.
وفي هذا الإطار، تأتي أهمية محاسبة المسؤولين عن الانسحاب، ومعالجة الفشل الاستخباراتي الذي اتضح في ضوء سهولة تسلل عناصر "طالبان" إلى المقاطعات الأفغانية للتفاوض بشأن سيطرتها على المقاطعات، واستسلام الحكومة الأفغانية دون علم مجتمع الاستخبارات الأمريكي.
ختامًا، تعد أهمية تقديم الدعم الغربي للمقاومة الأفغانية في مواجهة حركة "طالبان" بدلًا من السعي إلى تعزيز شرعية الأخيرة أو الاعتراف بحكومتها.