”ذا ناشيونال إنترست”: ”حرب أم اتفاقية سلام”.. أوكرانيا في مفترق الطرق!

• بعد مرور أكثر من 100 يوم على الحرب الروسية الأوكرانية، تحوَّلت "موسكو" للتركيز على الشرق الأوكراني عقب إخفاقها في السيطرة على العاصمة "كييف"، وروسيا قد تنجح في إحكام السيطرة على "دونيتسك" و"لوجانسك"
• هناك دعوات بالدول الغربية تطالب أوكرانيا بالتنازل عن بعض الأراضي لروسيا مقابل وقف إطلاق النار، وهو أمر ترفضه أوكرانيا قيادةً وشعبًا.
• رغم الإخفاق في تغيير النظام في كييف حتى الآن، فلا تزال روسيا تعطي الأولوية لعرقلة أية محاولة للتقارب بين أوكرانيا وحلف الناتو.
سلَّط تقرير في مجلة "ذا ناشيونال إنترست" الضوء على التحوُّل الذي شهدته الاستراتيجية العسكرية الروسية إزاء أوكرانيا بعد مرور ما يربو على 100 يوم منذ اندلاع الحرب بين الدولتيْن؛ إذ بدت العملية العسكرية الروسية في بادئ الأمر وكأنها غزو شامل، لكن سرعان ما تحوَّلت روسيا للتركيز على الشرق الأوكراني عقب إخفاقها في السيطرة على العاصمة كييف، وقد استطاعت موسكو تحقيق العديد من المكاسب في لوجانسك بإقليم دونباس شرق أوكرانيا.
ومع سيطرة روسيا على نحو خُمس الأراضي الأوكرانية، أوضح التقرير أن ثمَّة أصوات ظهرت في الدول الغربية تنادي بالسلام والتوصُّل لاتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبيْن، وفي طليعتها دعوة وزير الخارجية الأمريكي السابق "هنري كيسنجر" للمفاوضات، ومطالبته القيادة الأوكرانية بالتنازل عن بعض الأراضي لروسيا مقابل وقف إطلاق النار.
وأضاف التقرير أن مثل تلك الدعوات واجهت معارضة كبيرة من القيادة والشعب الأوكراني، مستدلًا على ذلك باستطلاع رأي أجراه "معهد كييف الدولي لعلم الاجتماع" مؤخرًا، وأظهرت نتائجه أن 82% من الأوكرانيين يعارضون التنازل عن أراضيهم مقابل السلام مع روسيا.
وعلى صعيد آخر، أشار التقرير إلى اعتماد أوكرانيا على المساعدات العسكرية والاقتصادية التي تقدر بمليارات الدولارات من مختلف دول حلف شمال الأطلسي "الناتو"، لا سيما الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، اللتيْن وافقتا مؤخرًا على تقديم أنظمة دفاع صاروخية متقدمة قادرة على ضرب أهداف روسية بعيدة المدى، معتبرًا أن تفكير دول حلف الناتو في التراجع عن هذا الدعم في أية لحظة سيكون بمثابة ضربة قاصمة لأوكرانيا.
وأكَّد التقرير أن الوضع في أوكرانيا يزداد تعقيدًا، مشيرًا إلى أنه رغم إخفاق روسيا في تغيير النظام في كييف حتى الآن، فإنها لا تزال تعطي الأولوية لهدف إفشال أية محاولة للتقارب بين أوكرانيا وحلف الناتو، وقد تنجح في إحكام السيطرة على دونيتسك ولوجانسك لعرقلة أية محاولة للتوغل داخل روسيا عبر الحدود الأوكرانية، أو تحول الجيش الأوكراني من الدفاع للهجوم، فضلًا عن تعزيز نفوذها في الشرق الأوكراني.
وختامًا، يرى التقرير أن أي اتفاق للسلام بين روسيا وأوكرانيا يُرجَّح أن يتضمن تنازلات عن بعض الأراضي والأقاليم الأوكرانية لروسيا، وسيكون ذلك مدمرًا بالنسبة لأوكرانيا، ورغم ذلك، يظل التوصُّل لاتفاق سلام الخيار الذي يضمن تجنيب كييف مزيدًا من الخسائر المالية والبشرية.