”ذا ناشيونال إنترست”: هل تنجح جبهة ”المقاومة الوطنية” الأفغانية في مواجهة ”طالبان” داخل أفغانستان؟

• "جبهة المقاومة الوطنية" الأفغانية لم تنجح في تحقيق تقدم ملموس ضد "طالبان" حتى الآن
• إذا أرادت الجبهة الحد من نفوذ "طالبان"، فإنه يتعين عليها تنفيذ تمرد مسلح ضدها
• بمجرد نجاح الجبهة في تحقيق انتصارات عسكرية ملموسة، فإنها ستجذب انتباه المجتمع الدولي لقضيتها
سلط موقع "ذا ناشيونال إنترست"، الضوء على "جبهة المقاومة الوطنية" الأفغانية (NRF) المناهضة لحركة طالبان، وهي عبارة عن تحالف عسكري محلي، يتمركز بشكل أساسي في مقاطعتي "بنجشير" و"بجلان"، ويتبنى استراتيجية "حرب العصابات".
وأشار التقرير أنه في حين أن "جبهة المقاومة الوطنية" كانت الجماعة العسكرية المحلية الوحيدة التي تصدت لحركة طالبان بعد استيلائها على السلطة في أغسطس 2021، إلا أنها لم تنجح في تحقيق أي تقدم ملموس ضد طالبان حتى الآن، مضيفًا أنه سيتعين على الجبهة أن تتعلم من خبرات حركة طالبان في التمرد على السلطة.
وفي هذا الصدد، أوضح أن حركة طالبان نجحت في مقاومة الضغوط الدولية المفروضة عليها من جانب الولايات المتحدة الأمريكية، وحلف شمال الأطلسي "الناتو"، مُشيرًا إلى أنه في الوقت الذي بدأت فيه واشنطن وحلفاؤها في الانسحاب من أفغانستان، كان أعضاء الحركة يحكمون الخناق على المدن الأفغانية من جهة، ويعقدون تحالفات مع العديد من القوى المحلية والإقليمية من جهة أخرى؛ لتسريع وتيرة سيطرتهم على البلاد.
وأكّد التقرير أن عدم قدرة الجيش الوطني الأفغاني على القتال بمفرده كان من بين الأسباب التي مكّنت حركة طالبان من فرض سيطرتها على أفغانستان؛ بالنظر إلى اعتماد الجيش الوطني الأفغاني على الولايات المتحدة الأمريكية في تسليحه وتدريبه.
وأضاف التقرير أنه إذا أرادت "جبهة المقاومة الوطنية" الأفغانية الحد من نفوذ حركة طالبان داخل أفغانستان، فإنه يتعين عليها تبنِّي استراتيجية مماثلة لتلك التي اتبعتها طالبان، مشيرًا إلى أن الحركة نفذت تمردًا مسلحًا على مدى العقدين الماضيين ضد الحكومة الأفغانية؛ مما عزز من قدرتها على السيطرة على البلاد بشكل سريع بعد انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الأوروبيين.
وعلى هذا النحو، أوضح التقرير أنه حتى يتسنى لـ "جبهة المقاومة الوطنية" التصدي لحركة طالبان، سيكون عليها التركيز بشكل أكبر على المقاومة العسكرية، وتحقيق مكاسب حقيقية أمام حركة طالبان، بدلًا من الانشغال بحشد الدعم الغربي للجبهة.
وأشار التقرير إلى أنه بمجرد نجاح "جبهة المقاومة الوطنية" في تحقيق انتصارات عسكرية ملموسة على حركة طالبان، مثل: الاستيلاء على بعض الولايات الأفغانية، أو السيطرة على العاصمة الأفغانية "كابول"، فإنها ستتمكّن من جذب انتباه المجتمع الدولي لقضيتها، ودفْع القوى المحلية والإقليمية للتخلِّي عن دعمها لحركة طالبان.
وختامًا، أكّد التقرير أن "جبهة المقاومة الوطنية" الأفغانية قد تواجه صعوبة في التصدي لحركة طالبان من خلال تبنيها لنهج حرب العصابات، لا سيَّما في ظل طبيعة التضاريس الوعرة في وسط وشمال أفغانستان، خصوصًا أن حركة طالبان تتبنى الاستراتيجية نفسها، مضيفًا أنه حتى تتفوق الجبهة على طالبان سيتعين عليها فرض سيطرتها على الداخل الأفغاني.