النهار
السبت 2 أغسطس 2025 08:40 مـ 7 صفر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
بايرن ميونخ يفوز على ليون في لقاء ودي استعدادًا للموسم الجديد بالفيديو..نجم ستار أكاديمي عماد جلولي يطرح كليب ”تيكي تاكا” بوستر ”فلاش باك” يخطف الأنظار قبل عرض أولى حكايات ”ما تراه، ليس كما يبدو” يوم 9 أغسطس انطلاق معسكر حكام النخبة بالإسكندرية استعدادا للدورى مع” الشمس والروح” .. هنا الزاهد تستمتع بعطلتها الصيفية محافظ القليوبية يتابع الاستعدادات النهائية لتجهيز المقار الإنتخابية فصل وجمع المخلفات من المصدر بمنطقة مبارك بالمنصورة محافظ الدقهلية: انتهاء الاستعدادات لانتخابات مجلس الشيوخ يومي 4 و5 أغسطس الجاري رئيس جامعة المنوفية يصدر قرارات بتعيين وتكليف رؤساء أقسام جدد بكليات الجامعة شهد نصير تخطف الأضواء في ”آخر القادمين” والمخرج أحمد الكيلاني يرسم ملامح بطلة أكشن جديدة فى و داع زياد الرحبانى..أغانى منسيه يذيع النادر والمنسى من أعماله على اذاعة القاهرة الكبرى الاحد ”رحلة من الطيبة والاحترام والخلق الرفيع”.. نادية مصطفى تنعى عم الفنانة أنغام

عربي ودولي

بقيادة الشيخ العيسى.. رابطة العالم الإسلامي تدعو لبلورة رؤية حضارية لترسيخ قيم الوسطية والاعتدال

شهدت المملكة العربية السعودية انعقاد أول ملتقى بين الثقافات والحضارات يقام لأول مرة في مدينة الرياض لبلورة رؤية حضارية ترسخ قيم الوسطية في المجتمعات البشرية.

ودعت رابطة العالم الإسلامي التي يقودها الأمين العام معالي الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى مختلف القيادات الفكرية من دول العالم للمشاركة في الملتقى، حيث يشكل المسلمون الغالبية والأكثر حضورا من كبار العلماء من عموم العالم الإسلامي، والقيادات الفكرية المؤثرة، والمعروفين باعتدالهم، ومواقفهم العادلة مع العالم الإسلامي، وقضايا المسلمين حول العالم.

وأكدت رابطة العالم الإسلامي على ضرورة الحذر مستقبلاً من الصدام الحضاري، لما فيه مصلحة الجميع، حيث إن النبي محمد صلى الله وسلم التقى في جميع الأديان، وعقد وثيقة المدينة المنورة، داعياً إلى الخير وإلى كلمة سواء، وفي العصر الحديث كانت السعودية أول دولة تطرح العديد من المبادرات التي تدعو إلى التعايش ونبذ الكراهية ، وقد قوبلت تلك المبادرات بتقدير واسع من العالم أجمع.

وانطلاقاً من مكانة المملكة العربية السعودية الإسلامية والعالمية فهي تعد مركز الريادة والمرجعية الروحية والعلمية الإسلامية، ولا بديل لقوة تأثيرها الإيجابي ودورها في التقريب بين مختلف الثقافات، ولذلك جاءت أهمية تنظيم هذا الملتقى في السعودية.

وأشاد ضيوف الملتقى بما شاهدوا من المسلمين الذين التقوهم في الجلسات، وتعرفوا على صورة الإسلام الحق المعتدل، حيث أكدوا أنه كان لديهم الكثير من التصورات الخاطئة عن الإسلام.

واكتسب ملتقى القيم المشتركة بين مختلف الثقافات والحضارات أهميته من كون 80% من الحضور هم من العلماء والمفكرين المسلمين المؤثرين، حيث التقوا مع القيادات الدينية، وتعرفوا على سماحة الإسلام وصورته المعتدلة.

واطلع المشاركون في الملتقى على التنوع الديني الواسع في المملكة منذ وقت مبكر من تاريخها، وما حضور ضيوف هذا الملتقى اليوم من مختلف أتباع الأديان إلا تأكيد على المشتركات الإنسانية، وأهمية الاحترام والخصوصية الدينية وحق وجودها في الحياة بكرامة.

وركز الملتقى على الواجب الإسلامي، إذ يجب ألا يكون في منأى عن العالم باعتبار عالمية رسالته، وأن يكون متفاعلاً تفاعلاً إيجابياً مؤثراً في كل شؤونه، ورابطة العالم الإسلامي هي الرائدة في تمثيل هذه الرسالة الحضارية الإسلامية، وتحمل مسؤوليتها.

وفي ختام الملتقى صدر إعلان "القيم الإنسانية المشتركة"، حيث أكد المشاركون على مركزية الدين في كل حضارة نظراً لتأثيره في "صياغة أفكار المجتمعات البشرية"، و"إلهامه الروحي للمؤمنين به"، مشدّدين على ضرورة عدم الخلط بين الدين والممارسات الخاطئة لبعض أتباعه، وعدم توظيف الدين لأي هدف يَخْرُج عن معناه الروحي الإصلاحي.

كما أكد الملتقى على حاجة العالم المتزايدة إلى تفعيل الآليات الدولية لحل النزاعات من خلال إرادة جادة وعزيمة قوية وتدابير حكيمة ، معتبرين لقاءهم الأخويّ فُرصة سانحة للتعبير عن رؤاهم المشتركة، والإسهام بفاعلية في تصحيح المسار الإنساني المعاصر، حيث اتفقوا على وجوب تفهُّم الخصوصيات الدينية لكل دين أو مذهب، والتعامل معها بصفتها تُمَثِّلُ التنوعَ البشري المشمولَ بحِكمة الخالق في الاختلاف.

واستنكروا أطروحات الصدام الحضاري، ومحاولات فرض الهيمنة الدينية والثقافية والسياسية والاقتصادية "بلا استحقاق ولا أخلاقيات"، كما نددوا بـالكراهية والعنصرية بوصفهما أكبر محرض على العنف والإرهاب والانقسام.

وأوصى الملتقى ببناء تحالف دولي عبر إرادة صادقة وعادلة وفاعلة، لخدمة الإنسانية بكامل حقوقها، مع أهمية استذكار القيم المشتركة التي تربط الجميع بعضهم ببعض كمنطلق رئيس لهذا البناء الإنساني المهم، وتأكيد أهمية مراعاة الخصوصيات الدينية والثقافية، وعدم ممارسة أي استعلاء أو إملاءات عليها.

ودعا المشاركون إلى قيام المؤسسات الوطنية والأممية المسؤولة بالعمل الجاد على كل ما من شأنه ضمان الحريات في إطار احترام القوانين الدولية والوطنية ذات الصلة، والمحافظة على التماسك الأسري الذي يمثل نواة المجتمع، والعناية بجودة التعليم، حيث طالبوا مختلف منصات التأثير؛ وبخاصة الإعلامية، باستشعار الأمانة الأخلاقية الملقاة على عاتقها بوصفها العنصر الأكبر تأثيراً في توجيه الرأي العام، ومناشدة الدُّوَل الوطنية والمجتمع الدولي لبذل جميع السبل لتوفير الحماية الكافية لدُور العبادة، وكفالة حرية الوصول إليها، والمحافظة على دَورها الروحي، والنأي بها عن الصراعات الفكرية والسياسية والمساجلات الطائفية.

كما دعوا المؤسسات الدينية حول العالم إلى تشجيع الخطاب المعتدل، ونبذ الخطاب المتطرف الذي يثير الكراهية، مع إدانة جميع الممارسات المتطرفة والعنيفة والإرهابية في حق أتباع الأديان، والدعوة لتجريم النيل من رموزها ومقدساتها، ودعم المبادرات الجادة المناهضة لها.

وأعلن الملتقى عن إطلاق مُنتدىً عالمي تحت بعنوان "منتدى الدبلوماسية الدينية لبناء الجسور"، من منطلق مركزية تأثير الأديان في المجتمعات الإنسانية، وإصدار موسوعة عالمية باسم "موسوعة القيم الإنسانية المشتركة"، حيث دعوا الجمعية العامَة للأمم المتحدة إلى إقرار يومٍ عالمي للمشتركات الإنسانية، كونها نقطةَ التقاء القيم الجامعة المحققة لثمرة الإخاء الإنساني.