النهار
الخميس 5 يونيو 2025 04:45 صـ 8 ذو الحجة 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

تقارير ومتابعات

د. أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن والشريعة بجامعة الأزهر لـ«النهار»: الجيش المصرى من أحمس إلى السيسى خير أجناد الأرض كما وصفه الرسول

أطالب بالقصاص العادل من قاتل قمص الإسكندرية

فى العاشر من رمضان انتصر الشعب المصرى على الفساد والجريمة كما انتصر على العدو الصهيونى

حوار - عبير أبو المعارف

رحلة علمية وعملية، حافلة بالعطاء.. رحلة ممتدة لأكثر من 40 عامًا قضاها د.أحمد كريمة، أستاذ الفقة المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر والمفكر الإسلامى المعروف فى مجال الدعوة الإسلامية، فضلًا عن دوره من خلال الوعظ والارشاد فى كافة التجمعات الشبابية سواء مراكز الشباب أو قصور الثقافة أو البرامج الحوارية التلفزيونية، إلى جانب البحث والتأليف حيث أثرى المكتبة الإسلامية والعربية بعدد كبير من المؤلفات يحارب فيها الفرق الضالة والبدع وينشر الإسلام الوسطى وقيمه العظيمة فى الرحمة والتسامح والتعايش من ابرزها:

"الاعتداءات الأثيمة على السنة النبوية القويمة" و"الوجيز فى حقيقة الإيمان" و"السلفية بين الأصيل والدخيل"، إضافة إلى "قضية التكفير فى الفقه الإسلامى" والتى أصدر فيها عدة كتب منبهًا ومحذرًا من خطرها وفتنتها على الأمة والوطن ومن كتبه البارزة أيضًا "إسلام بلا فرق" و"السنة النبوية بين الاجتراء والافتراء" و"إراحة الأنام فى راجح وأدلة الأحكام".

والدكتور كريمة معروف بمحاوراته ومناظراته الثرية فضلًا عن شخصيته الثرية والغنية التى سعدت بالتعرف إليها عن قرب خلال إجراء هذا الحوار معه بمناسبة شهر رمضان وذكرى العاشر من رمضان والذى فتح خلاله لـ"النهار" قلبه وخزائن معرفته وعلمه وذكرياته أيضًا.. تفاصيل الحوار فى السطور التالية:

* فى البداية سألته عن رأيه فى سلوكيات وتعامل المصريين مع شهر رمضان الكريم وكيف يراها؟

- المسلمون بفضل الله تعالى يعظمون شهر رمضان عن علم ومعرفة بأهميته بين الشهور ويعرفون كونه متفردًا بفريضة الصوم ونزول القرآن ومعلوم لديهم الفرق بين العادات والعبادات ويسعون لاستثماره خير استثمار فى العبادات من صيام وصلاة تراويح وقيام ليل، وقراءة قرآن وصدقة عيد الفطر وكافة أفعال الخير والمعروف وكل العبادات حاضرة فى أذهان جموع المسلمين وكلهم حريص على أدائها واغتنام ثوابها واجرها.

* سواء فى مؤلفاتك أو حواراتك التلفزيونية والصحفية تصديت للفرق والجماعات المختلفة خاصة التيار السلفى والإخوان.. فى رأيكم كيف تضخمت هذه الجماعات وهل خطرها ما زال قائمًا؟

- أولًا الصدق مطالب به فى التعامل مع هذا الملف فالدولة فى أوقات وعصور سابقة هى التى أفسحت المجال للإخوان وللسلفيين لينتشروا وينشروا ما يريدون لأهداف خاصة بين الناس، ومن الغريب أن بعض هذه الفرق تزعم أن الدولة كانت تضطهدهم وهو غير حقيقى، فالدولة هى التى سمحت لهم بإنشاء جمعيات أهلية مازال بعضها قائمًا حتى الآن وأدخلتهم مجلس النواب فضلًا عن احتلالهم الإعلام، ففى عهد الرئيس مبارك، كانت لهم ١٢ قناة تبث لهم التكفير والحكم على الناس وهو أمر تم تصويب الكثير منه وتحجيم خطره لكن ليس بصورة كاملة.

* بمناسبة التكفير والفتنة كيف رأى د. أحمد كريمة واقعة مقتل القمص أرسانيوس وديد، أسقف كنائس شرق الإسكندرية، على يد شخص تم وصفه بأنه مهتز نفسيًا؟

- ما حدث جريمة نكراء ندينها بكل شدة لأن الرتب الكنسية محل احترام فى التشريع الإسلامى، فالإسلام يؤمِّن الجميع على الدماء والأموال والأعراض. ومهما كانت دوافع الاعتداء أو خلفياته يجب إجراء القصاص العاجل، والعادل من القاتل وفورا دون إبطاء.

* د . أحمد كريمة فضليتكم من مواليد 1951 فخلال حرب العاشر من رمضان كان عمركم فوق العشرين عامًا هل تستعيد الذاكرة ما حدث وقتها؟

- عندما حدث ووقع الحدث العظيم حرب العاشر من رمضان السادس من أكتوبر كنت طالبًا فى الفرقة الثانية بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة. وأقيم فى مدينة الجيزة مولدى وموطنى، اتذكر أن الساعة الثانية ظهرا. ووالله على ما اقوله حق، أحسست بسكون غريب فى الدنيا، أحسست بشىء غير طبيعى، وبعد فترة وجيزة طلع البيان الأول من القوات المسلحة الباسلة لتزف البشرى، بأن القوات المصرية عبرت قناة السويس والآن هى فى سيناء، وإن الحرب تدور بعزيمة وشراسة.

وعلى مقربة من المغرب حدث الابتهاج غير المسبوق عند إعلان تقدم جنودنا البواسل على الجبهة. معها عادت روح المصريين.

فبعد مرارة الهزيمة والانكسار ها هى تشرق شمس النهار بالفرحة والانتصار.

هذه الحالة والسعادة جعلت حجم المسئولية أكبر بداخلى وداخل كل فرد ومواطن مصرى. دفعتنى انا وزملائى نكوِّن فرقًا تطوعية من الشباب داخل المستشفيات للتبرع بالدم.

وفى الحقيقة كان اهتمامى بما يجرى كبيرًا على المستوى العام والخاص أيضًا، فالدافع العام كان يتجسد فى كونى مصريًّا يتمنى النصر لبلده وتحرير ارضه، والخلاص من مرارة هزيمة يونيو 67 وجنى ثمار حرب الاستنزاف.

ومن ناحية أخرى كان هناك دافع شخصى حيث كان خالى "ياسين على كريمة" ضابطًا بالقوات المسلحة ومشاركًا فى الحرب فأسرعت إلى بيته أطمئن عليه وعلى أخباره وأشد من أزر أبنائه واسرته واذكر أن كل مصر توحدت فى لحظة لم يسبق لها مثيل فاختفت الجريمة الجنائية واستحى اللصوص أن يسرقوا وإخوانهم يحاربون العدو لتحرير الأرض.

والحقيقة أنه هناك شىء هنا لابد أن أذكره وهو مقالة قرأتها وقتها صدرت ثانى يوم الحرب لرئيس تحرير أخبار اليوم "موسى صبرى" وهو مسيحى، كتب فى مقالته إن "الله أكبر" التى دوى بها الجنود فى المعركة تذكرنا بمعركة بدر، وهذا إسقاط من الصحفى "موسى صبرى" يشير فيه إلى أن حرب ٧٣ تماثل الانتصار العظيم، والفتح الربانى فى معركة بدر الكبرى، التى وقعت فى شهر رمضان فكانت الفرحة عامرة. انتصار أظهر تجليات الوحدة الوطنية وقتها وقد رأيت المسيحى يردد مع المسلم الله أكبر، ورد إلينا فيها الجيش المصرى بقيادة الرئيس أنور السادات ورفاقه من الأبطال فى كل أسلحة القوات المسلحة عزتنا وكرامتنا ولا ننسى مشاركة الدول العربية فى المعركة حتى ما كان منها رمزيا فى مواجهة مساندة أمريكا الكاملة والغرب للكيان الصهيونى، ومشاركة العرب واستخدام سلاح البترول أمور كان لها دور معنوى كبير وقت الحرب لا يجب أن نغفلها.

* بهذه المناسبة ما رسالتك للأجيال الجديدة التى لم تعاصر حرب رمضان – أكتوبر ٧٣؟

أقول لهم ثقوا بجيشكم، وصدق النبى محمد صلى الله عليه وسلم عندما وصف جند مصر بأنهم خير أجناد الأرض فهم واهلهم فى رباط الى يوم القيامة، والجيش المصرى فى كل العصور من أيام أحمس الى رمسيس وإلى أن يصل إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى،

موضوعات متعلقة