أزمة منطقة اليورو والنفق المجهول

بدأت الأزمة الاقتصادية في أوروبا بعد التطورات في اليونان وأسبانيا والبرتغال تأخذ شكلاً عاصفاً جعلت منطقة اليورو تمر بأصعب فترة عرفتها منذ قيامها قبل 11 عاما، منذرة بسنوات من التقشف .وتشهد الأسواق المالية تدهوراًَ نتيجة المخاوف من أن تواجه أسبانيا والبرتغال ظروفاً مماثلة لليونان التي تجد صعوبة في الاقتراض لتمويل عجزها او تسديد دينها.كما يخضع اليورو لضغوط شديدة، حيث سجل سعر صرفه تراجعاً كبيراً يوم الجمعة بسبب المخاوف من انتشار أزمة اليونان إلى دول أخرى، فتراجع إلى ما دون 1.36 دولاراً لأول مرة منذ ثمانية أشهر ونصف.وقال وزير المالية البرتغالي فرناندو تيكسيرا دوس سانتوس أن بلاده أصبحت الفريسة الجديدة للأسواق.وأكد جان كلود يونكر رئيس المجموعة الاوروبية (يوروجروب) التي تضم وزراء المال في منطقة اليورو أن أسبانيا والبرتغال لا تطرحان مخاطر على استقرار منطقة العملة الموحدة الاوروبية.من جهته يكرر رئيس البنك المركزي الأوروبي جان كلود تريشيه أن إجراءات التقشف التي اتخذتها اليونان لتصحيح وضع ميزانيتها هي خطوات في الاتجاه الصحيح.لكن رغم صرامة برنامج التقشف هذا الذي يدفع بالعديد من الموظفين اليونانيين الى البطالة، وبالرغم من فرض بروكسل وصاية غير مسبوقة على ميزانية اليونان بصفتها الشرطي المكلف من الاتحاد الاوروبي الاشراف على ميزانيات الدول الاعضاء، الا ان الاسواق لا تزال تشكك في امكانية تصحيح الوضع المالي في هذا البلد.وان كانت امكانية خروج اليونان من منطقة اليورو تبدو مستبعدة وغير واقعية اطلاقا سواء على الصعيد الاقتصادي او على الصعيد السياسي، الا ان السؤال لا يزال مطروحا عما اذا كان الاتحاد النقدي سيتخطى الازمة.وقال الخبير الاقتصادي الاميركي نورييل روبيني المعروف بتوقعاته المتشائمة على الدوام بشأن الاسواق المالية، ان منطقة اليورو تواجه اول اختبار حقيقي وفي نهاية المطاف قد تضطر بعض الدول الى الخروج من الاتحاد النقدي.