النهار
الأحد 17 أغسطس 2025 05:57 مـ 22 صفر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
ليفربول يرفض مطالب كوناتي.. وريال مدريد يترقب الصفقة الدفاعية مصطفى محمد يواجه باريس سان جيرمان بحثًا عن فك العقدة وقيادة نانت لافتتاحية مثالية وزير الاتصالات يكشف عن خطة طموحة في مجال تصميم الإلكترونيات توجيهات عاجلة من الرئيس السيسي بشأن شبكات الاتصالات مطلع أكتوبر المقبل.. طرح وحدات المرحلة الثانية من خلال «منصة مصر العقارية» «بالم هيلز» تتعاون مع فاندامنتال هوسبيتاليتي لإطلاق سيرين باي GAIA أكبر وأفخم نادٍ شاطئي في العالم في هاسيندا حنيش مع افتتاح المجموعة... شوط أول سلبي بين تشيلسي وكريستال بالاس بعد إلغاء هدف مبكر قمة نارية في افتتاح البريميرليج.. مانشستر يونايتد يواجه أرسنال على أولد ترافورد بعد إخلاء سبيله.. القصة الكاملة لواقعة مصمم فيديو المتحف المصري الكبير كريس وود... ماكينة أهداف لا تخطئ من المحاولة الأولى روسيا.. إسقاط مسيّرة أوكرانية استهدفت محطة نووية أحمد فتوح يعتذر لجماهير الزمالك ويعد بفتح صفحة جديدة: ”أقسم أنني سأقاتل من أجل إسعادكم”

مقالات

محمد أنور السادات يكتب: الشهر الأهم في تاريخ الثورة

محمد أنور السادات
محمد أنور السادات
في هذا الظرف الزمني الهام والمنعطف الخطير الذي تمر به مصر في هذه الايام ، نعيش معاً أحداثا صعبة ونقاطا فاصلة في تاريخ مصر وحياة المصريين تتطلب منا الثبات وضرورة التحلي بالصبر والتعلق بالأمل والتسلح بالإرادة والتطلع الي الأفضل وعدم فقدان الثقة ونبذ ثقافة التشكيك والتخوين كي لا نذهب بمصر إلي نقطة اللاعودة .فما بين محاكمات هزلية مثلت صدمة كبري للرأي العام وأحبطت مشاعر أهالي شهداء ومصابي ثورة يناير، وبددت روح الأمل الذي شعر به المصريين منذ إنطلاق الثورة ، وكانت نهاية مضحكة لمحاكمة يفترض أنها محاكمة القرن . عاد معها ميدان التحرير وميادين مصر لتشتعل من جديد وتعيد إلينا مشهد أيام ثورة يناير ، وما أتت تلك الحشود الكبيرة في الميادين إلا بسبب تراكمات كثيرة أحبطت الشارع المصري وانتهت بأحكام مخيبة للآمال ، بما جعل الموقف يتأزم ووتيرة الأحداث السياسية تتصاعد مع اقتراب موعد الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية.لم أخش علي الثورة في أي وقت مضي مثلما أخشي عليها في هذا الشهر ، فهي إما أن تخفق أو تنجح وتمر بسلام من هذا المأزق الصعب ، وأعتقد أن مصر ستشهد لا شك أياماً عصيبة ربما ذكرت بأيام الجزائر في التسعينيات. ومهما يكن من أمر فإن الأسابيع القليلة المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة لمستقبل مصر السياسي.فالحشود التي تشهدها ساحة التحرير يرتفع معها نبض الأمل بأن مصر ستخرج قريبا وبسهولة من عنق الزجاجة. فالثورة التي اندلعت منذ أكثر من سنة لم تعط ثمارا ناضجة بعد. والثوار الذين ضحوا بدمائهم من أجلها يشعرون بأنهم خرجوا من اللعبة السياسية . والنظام الذي انهار بقي يحرك خيوط اللعبة من وراء الستار.إنني وبالرغم من كل هذا أخشي من أن يدفع الشعب فاتورة الصراع ما بين الثورة ، وبين من يريدوا وأد الثورة ، وأتساءل متي يستقر حال مصر؟ ومتي تهدأ الأوضاع؟ ومتي نتفرغ لبناء دولة مصر الأبية ؟ ونعمل معاً يدا بيد لبناءها لإصلاح فساد علي مدار عقود مضت فهذا الأمر ليس بالسهل وإنما يحتاج تكاتفاً من أبناء الوطن لإتمام هذه المهمة .واجهت مصر علي مدار عام ونصف مضت ضربات قاسية ، وأجواء من الفرقة والتناحر والانقسام والتجارة بدماء الشهداء والبحث عن الغنائم والنصيب الأكبر من الكعكة ، ونحن الآن حقاً في النفق المظلم لأننا نعيش في أحلك لحظات المحن ، ونواجه العراقيل التي تسمي بالخانقة والأزمات والمعضلات المفتعلة والتي يصعب حلها، وعقلانياً ، علينا أن نصمد ونتحدي ونعمل ونفرق بين الحمائم والطيور المفترسة التي تحلق في السماء .يؤسفني أن أقول أن هناك كثيرين يتغنون بالثورة ويحققون مكاسب مختلفة من اللعب علي أوتار ملف الشهداء ، مع أنهم لا ينتمون للثورة ولا يعرفون لها معني ، بل ويحلو لهم أن يعيش المصريون حالة من سوء الفهم بتصرفات وأعمال وتحت مسميات ومطالب مختلفة ويعبرون عن رؤيتهم للمشكلات والحلول المطلوبة ، ويستغلون الأزمات بأبشع صورها ، ويطرحون الفوضي بديلاً للحلول وينطلقون نحو التعمير بهدف التخريب ..هناك جهود مضنية تبذل لنقل الصراع السياسي الي الشارع ، ومصر في ورطة حقيقية لا ننكرها أبدا ، فإلي أين نحن ذاهبون بمصرنا المحروسة ، علينا أن نعيد ترتيب الأوراق وتحديد أولوياتنا ، حتي يمر هذا الشهر بسلام.محمد أنور السادات[email protected]