النهار
الأحد 9 نوفمبر 2025 03:20 مـ 18 جمادى أول 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
«مجموعة عربية للتنمية» توقّع اتفاقية مع «السويدي للتنمية الصناعية» لتطوير وإدارة منطقة صناعية بمدينة السادس من أكتوبر الجديدة وزير المالية:استثمارات «رأس الحكمة» و«علم الروم» تؤكد أن الاقتصاد المصري أصبح أكثر تنافسية وجاذبية للاستثمار إعلام القليوبية يحتفي بعظمة مصر في ندوة ”المتحف المصري الكبير.. هدية مصر للعالم” خلال الدورة السادسة للمعرض والمؤتمر الدولي للنقل الذكي : رئيس الوزراء يزور معرض الصناعة MEA Industry المهندس رامي غالي: مكافحة الفساد مسؤولية جماعية.. وتعزيز النزاهة يتطلب شراكة الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص تحرك جديد من الصحة بشأن توطين صناعة المستلزمات الطبية في مصر رئيس جامعة كفر الشيخ يستقبل فريق لجنة المراجعة الخارجية من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد من السنارة إلى الصاعق.. القبض على صياد استخدم مولداً كهربائياً لصيد الأسماك بالخانكة تدخل طبي دقيق بمعهد الكبد القومي بجامعة المنوفية يُنقذ حياة مريض من نزيف حاد دون جراحة وكيل أول وزارة البترول يتفقد مجمع موبكو بدمياط لمتابعة إجراءات السلامة واستعدادات الطوارئ مهرجان القاهرة الدولي للطفل العربي يكرم الفنان سامي مغاوري حفل أسطوري بألمانيا.. أحمد سعد يتألق في ثاني حفلات جولته الأوروبية

مقالات

محمد أنور السادات يكتب: الشهر الأهم في تاريخ الثورة

محمد أنور السادات
محمد أنور السادات
في هذا الظرف الزمني الهام والمنعطف الخطير الذي تمر به مصر في هذه الايام ، نعيش معاً أحداثا صعبة ونقاطا فاصلة في تاريخ مصر وحياة المصريين تتطلب منا الثبات وضرورة التحلي بالصبر والتعلق بالأمل والتسلح بالإرادة والتطلع الي الأفضل وعدم فقدان الثقة ونبذ ثقافة التشكيك والتخوين كي لا نذهب بمصر إلي نقطة اللاعودة .فما بين محاكمات هزلية مثلت صدمة كبري للرأي العام وأحبطت مشاعر أهالي شهداء ومصابي ثورة يناير، وبددت روح الأمل الذي شعر به المصريين منذ إنطلاق الثورة ، وكانت نهاية مضحكة لمحاكمة يفترض أنها محاكمة القرن . عاد معها ميدان التحرير وميادين مصر لتشتعل من جديد وتعيد إلينا مشهد أيام ثورة يناير ، وما أتت تلك الحشود الكبيرة في الميادين إلا بسبب تراكمات كثيرة أحبطت الشارع المصري وانتهت بأحكام مخيبة للآمال ، بما جعل الموقف يتأزم ووتيرة الأحداث السياسية تتصاعد مع اقتراب موعد الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية.لم أخش علي الثورة في أي وقت مضي مثلما أخشي عليها في هذا الشهر ، فهي إما أن تخفق أو تنجح وتمر بسلام من هذا المأزق الصعب ، وأعتقد أن مصر ستشهد لا شك أياماً عصيبة ربما ذكرت بأيام الجزائر في التسعينيات. ومهما يكن من أمر فإن الأسابيع القليلة المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة لمستقبل مصر السياسي.فالحشود التي تشهدها ساحة التحرير يرتفع معها نبض الأمل بأن مصر ستخرج قريبا وبسهولة من عنق الزجاجة. فالثورة التي اندلعت منذ أكثر من سنة لم تعط ثمارا ناضجة بعد. والثوار الذين ضحوا بدمائهم من أجلها يشعرون بأنهم خرجوا من اللعبة السياسية . والنظام الذي انهار بقي يحرك خيوط اللعبة من وراء الستار.إنني وبالرغم من كل هذا أخشي من أن يدفع الشعب فاتورة الصراع ما بين الثورة ، وبين من يريدوا وأد الثورة ، وأتساءل متي يستقر حال مصر؟ ومتي تهدأ الأوضاع؟ ومتي نتفرغ لبناء دولة مصر الأبية ؟ ونعمل معاً يدا بيد لبناءها لإصلاح فساد علي مدار عقود مضت فهذا الأمر ليس بالسهل وإنما يحتاج تكاتفاً من أبناء الوطن لإتمام هذه المهمة .واجهت مصر علي مدار عام ونصف مضت ضربات قاسية ، وأجواء من الفرقة والتناحر والانقسام والتجارة بدماء الشهداء والبحث عن الغنائم والنصيب الأكبر من الكعكة ، ونحن الآن حقاً في النفق المظلم لأننا نعيش في أحلك لحظات المحن ، ونواجه العراقيل التي تسمي بالخانقة والأزمات والمعضلات المفتعلة والتي يصعب حلها، وعقلانياً ، علينا أن نصمد ونتحدي ونعمل ونفرق بين الحمائم والطيور المفترسة التي تحلق في السماء .يؤسفني أن أقول أن هناك كثيرين يتغنون بالثورة ويحققون مكاسب مختلفة من اللعب علي أوتار ملف الشهداء ، مع أنهم لا ينتمون للثورة ولا يعرفون لها معني ، بل ويحلو لهم أن يعيش المصريون حالة من سوء الفهم بتصرفات وأعمال وتحت مسميات ومطالب مختلفة ويعبرون عن رؤيتهم للمشكلات والحلول المطلوبة ، ويستغلون الأزمات بأبشع صورها ، ويطرحون الفوضي بديلاً للحلول وينطلقون نحو التعمير بهدف التخريب ..هناك جهود مضنية تبذل لنقل الصراع السياسي الي الشارع ، ومصر في ورطة حقيقية لا ننكرها أبدا ، فإلي أين نحن ذاهبون بمصرنا المحروسة ، علينا أن نعيد ترتيب الأوراق وتحديد أولوياتنا ، حتي يمر هذا الشهر بسلام.محمد أنور السادات[email protected]